في جولة للإطلاع علي قصص توائم وأشقاء عالم كرة القدم، حيث نبدأ رحلتنا بحكاية أخوين تركيين تألقا معاً في سماء الملاعب الألمانية داخل صفوف أعرق أندية البوندسليجا وأكبرها. فقد أفصح خليل ألتينتوب، شقيق حميد ألتينتوب، ليلة الموقعة المرتقبة بين بايرن ميونيخ وشالكه 40 سنة 1997 عن سر خفي قائلاً: "لقد طلبت منا والدتنا أن يسجل كل واحد منا هدفاً وأن تنتهي المباراة بالتعادل." ولا يختلف اثنان في تركيا علي أن خليل وحميد اسمان علي مسمي، حيث تعني كلمة ألتينتوب "الكرة الذهبية" باللغة التركية. وفي هولندا، برز التوأمان فان دي كيركهوف اللذان حصدا الأخضر واليابس في خط الوسط الهجومي لمنتخب بلادهما. ويفخر هذا الثنائي الساحر بإنجاز لم يسبقهما إليه أي شقيقين آخرين، حيث سجلا معاً في نهائيات كأس العالم FIFA خلال دورتي 1974 بألمانيا و1978 بالأرجنتين. بيد أن الأخوين فان دي كيركهوف ليسا الوحيدين اللذين مثلا العائلة نفسها في المنتخب البرتقالي علي مر تاريخه العريق. فقد برز في آخر عقد من القرن الماضي توأمان لا يقلان عنهما خبرة وتألقاً وهما فرانك ورونالد ديبور، واللذين يعدان أكثر توائم كرة القدم تتويجاً علي الإطلاق، حيث أنهما التوأم الوحيد الذي أحرز كأس دوري أبطال أوروبا UEFA وكان ذلك في نهاية موسم 1995 وعندما أخفق رونالد في ترجمة ركلة جزاء ترجيحية أمام الحارس البرازيلي كلاوديو تافاريل في موقعة نصف نهائي كأس العالم فرنسا 1998 FIFA، كان فرانك الوحيد بين زملائه الذي تجرأ علي انتقاده، معتبراً أن من حقه توجيه اللوم لزميله بحكم علاقة الأخوة التي تجمعهما وبصفته قائداً للمنتخب كذلك. وقد شهدت ملاعب كرة القدم العالمية قصة أخري من قصص الخصومة بين شقيقين بسبب "ركلات الترجيح في المربع الذهبي"، حيث كان الأخوان فويوفيتش يصنعان مجد نادي بوردو الفرنسي في ثمانينيات القرن الماضي. وقد جمعت موقعة نصف نهائي كأس الكؤوس الأوروبية سنة 1987 بين نجوم بوردو وعمالقة لوكوموتيف لابتسيش الألماني، حيث احتكم الطرفان إلي ركلات الترجيح لتحديد هوية المتأهل إلي نهائي الأحلام. وكان من المقرر أن يقوم زلاتكو بتنفيذ الركلة السادسة، لكنه لم يتمالك أعصابه من شدة التوتر وضغط المباراة وثقل المسئولية، فطلب من شقيقه زوران أن ينقذ الموقف، لكن هذا الأخير أخفق في هز الشباك لتنهال عليه كل الانتقادات والشتائم، بينما مازال التاريخ يخفي ما دار بين الأخوين من حديث عقب المباراة. وفي المقابل، نلمس انزعاجاً يشوبه شيء من المودة في نبرة أليكسي بيريزوتسكي وهو يستحضر ذكريات إحدي المباريات النادرة التي واجه فيها شقيقه فاسيلي ضمن منافسات الدوري الروسي، قبل أن يجمعهما القدر من جديد تحت سقف عملاق العاصمة سيسكا موسكو. فقد علق أليكسي عن ذلك النزال التاريخي قائلاً: "كنت ألعب ظهيراً أيسر، بينما كان فاسيلي يضطلع بدور الجناح الأيمن. وقد كان يتولي مراقبتي كلما أتيحت لنا ضربة ركنية، وفي كل مرة كان يعرقلني بشكل مستهدف." معاً إلي الأبد يبدو أن القدر حكم علي حسام وإبراهيم حسن بالسير في نفس الطريق إلي الأبد، حيث مر هذان التوأمان المصريان بنفس التجربة والمشوار تقريباً، سواء علي مستوي الأندية أو علي صعيد المنافسات الدولية. فقد لعبا معاً في صفوف الأهلي قبل الاحتراف في باوك أثينا اليوناني ونيوشاتل كزاماكس السويسري، ثم العودة إلي أرض الكنانة حيث دافعا عن ألوان الزمالك، الغريم التقليدي لنادي القلعة الحمراء التي شهدت بدايات رحلتهما في سماء التألق والنجومية. بيد أن إنجازاتهما مع منتخب الفراعنة أدخلتهما تاريخ كرة القدم العالمية من أوسع أبوابه، حيث كتبا اسمهما بأحرف من ذهب في سجلات نادي المئة، علماً أن حسام يملك في رصيده 160 مباراة دولية بينما يضم إبراهيم في حوزته ما لا يقل عن 125 مباراة مع المنتخب المصري. ومن جانبهما، سعي الأخوان الإيطاليان إيمانويلي وأنتونيو فليبيني إلي حمل نفس القميص واللعب جنباً إلي جنب علي مدي مشوارهما الكروي الطويل. فقد دافعا عن ألوان أوسبيتاليتو بين 1992 و1995، ثم انتقلا معاً إلي بريشيا حتي عام 2002 قبل الانضمام إلي تشكيلة بارما سنة 2004 ثم إلي ليفورنو حيث بقيا إلي غاية 2009 كما سلك الأسبانيان سيرجيو وفرانسيس سواريز المسار ذاته، فبعد إعارتهما معاً إلي نادي كاستيلو خلال موسم 2005/2006، عادا سويًا إلي ناديهما الأصلي لاس بالماس، علماً أن بعض التقارير الصادرة عن الصحافة الأسبانية قد أشارت إلي إمكانية انتقالهما إلي برشلونة نهاية الموسم الحالي. وفي المقابل، قرر الأخوان ديجين الانفصال إلي أجل غير مسمي حيث سلك كل واحد منهما طريقه بعدما فازا معاً بلقب الدوري السويسري والألماني علي حد سواء. فبينما فضل دافيد الارتماء بين أحضان بيرن يونج بويز، فإن فليب مازال يسعي للحصول علي فرصة لإثبات ذاته مع ليفربول. وعلي ذكر الأندية الإنجليزية، فقد اختار مانشستر يونايتد التعاقد مع شقيقين واعدين قبل سنتين وهما البرازيليان فلافيو ورافائيل دا سيلفا، اللذان لعبا دور البطولة في واحدة من أطرف الحالات النادرة التي شهدتها الملاعب الأوروبية هذا العام. فخلال المباراة التي انتهت بهزيمة الشياطين الحمر 2-0 علي يد بارنسلي، اختلط حابل الحكم بنابله فأشهر بطاقة صفراء خطأ في حق أحد الشقيقين عوض رفعها في وجه الآخر بحكم شدةتشابههما. ولكن تشابه توأمين في صفوف تشكيلة المنتخب الألماني المشارك في نهائيات كأس العالم للسيدات تحت 20 سنة تشيلي 2008 FIFA شكل مصدر لبس وغموض، سواء تعلق الأمر بالمدربة مارين ماينرت أو بلاعبات الفريق أو حتي بالحكام والحكمات. ولكن في النهاية، تمكنت نيكول وسيلفي بانيتشكي ومونيك وإيزابيل كيرشوفسكي من تحقيق المركز الثالث في البطولة بكل جدارة واستحقاق. في المقابل، كان منتخب المانشافت المشارك في نهائيات كأس العالم تحت 20 سنة مصر 2009 FIFA أقل حظاً من نظيره النسوي، حيث خرج لارس وزفن بيندر من دور الثمانية علي اليد العملاق البرازيلي. أما التوأمان الغامبيان سانا وسيني نياسي فقد كانت حصيلتهما مع منتخبهما في دورة كندا 2007 مخيبة للآمال بعد إقصاء ممثل كرة القدم الأفريقية من ثمن النهائي علي يد المنتخب النمساوي، ولكن الشقيقين واصلا شق طريقهما بثبات نحو بلوغ النجومية علي الصعيد الدولي، حيث وجدا لنفسهما موطئ قدم بملاعب الدوري الأمريكي الممتاز. ولعل التصريح الذي خص به رفائيل دا سيلفا موقع FIFA.com خلال نهائيات كأس العالم تحت 17 سنة كوريا 2007 FIFA يصلح لأن يكون أفضل خلاصة حول طبيعة العلاقة التي تربط بين توائم وأشقاء عالم كرة القدم. فقد أوضح النجم البرازيلي الصاعد قائلاً: "نحن شقيقان عاديان كباقي الإخوة والأشقاء، إذ نستمتع مع بعضنا البعض ونعشق كرة القدم حتي النخاع ونتخاصم ونتشاجر أحياناً، رغم أن ذلك لا يحصل إلا نادراً."