يبدو أن هناك من أساء فهم ماقصدته صحيفة الاندبندنت البريطانية الإلكترونية إذ فسره المترجمون علي ما يبدو بأفكار مسبقة ففسروا ماورد عن حياة أجدادنا الفراعنة العظام بأنه مجون أي انحلال بصورة يستحيل للدارس أو المثقف أن يصدقها علي أنها رأي الاندبندنت.. فمن غير المعقول إطلاقا أن يصف الإنجليز المثقفون المصريون الفراعنة بالمجون لمجرد انهم أول من اخترع البيرة والنبيذ بكل ألوانه وكانوا يشربونه لسبب بسيط وهو أن الإنجليز هم أيضا يشربون الخمور فاتهام أجدادنا المصريين بالانحلال لهذا السبب هو اتهام للإنجليز أنفسهم.. كما أن المصريين لم يشربوا هذه المشروبات بصفة دائمة حيث أنها كانت مرتفعة الثمن ولذلك كان الحاكم يقدمها مجانا للشعب في الاحتفالات المختلفة..بالإضافة إلي أن المصريين كانوا يحرمون السكر سكر كلمة مصرية تعني يتطوح وهم بذلك يتفقون مع ما أفتي به الشيخ القرضاوي وورد علي العربية نت بان شرب الخمور ليس حراماً بشرط عدم السكر وهذا ما كان أجدادنا المصريون يفعلونه تماما. فسر البعض وصف الاندبندنت الفراعنة بالمجون لأنهم كانوا يلبسون آخر صيحات الموضة..ولكنهم اخطأوا حيث كان المصريون المخترعون لأحدث الموضات وليسوا مستهلكين لها فقط كما نفعل نحن الآن. نقل المترجمون عن الاندبندنت أن الفراعنة كانوا يمارسون الجنس بكثرة وكأنه عيب أو حرام أو غير صحي..وكأن المصريين يرتكبون الفواحش.. فالمصريون الفراعنة أول من اخترع عقود الزواج منذ الأسر الأولي في الوقت اللي العالم من حولنا كان يتزوج شفاهيا وكانت عقود الزواج في مصر تسمي صيغة أو صك كما نطلق علي العقود الآن ونعتقد انه لغة عربية.. والخيانة كانت شيئاً كريهة في مصر كما هي الآن وعلي الطرف الذي خان رجل كان أو امرأة أن يتنازل عن جميع حقوقه الشرعية.. العلاقات الجنسية في مصر القديمة كانت دائما في إطار الزواج وكان الزني من الكبائر التي تحرم مرتكبيها من دخول الجنة حيث يجب علي المتوفي الاعتراف بعدم الزنا واشتهاء امرأة الجار كاعتراف إنكاري من ضمن 42 اعترافاً.. بينما في دولنا الآن وباسم الدين يتحايل الناس أحيانا بالزواج العرفي السري والمسيار والمسفار والمشوار وأسماء عديدة قال مفتي الجمهورية إنها حوالي 30 نوعاً من الزواج.. يزنون في إطار شرعي.. يضحكون علي الناس ويرضون أنفسهم والآخرين وهم مرتاحو البال بصورة وصفتها الاندبندنت بالعلاقات المعقدة اليوم وهي فعلا كذلك أما الإنجليز وغيرهم من الدول الحرة فالحرية الجنسية عندهم باتت شبة مألوفة ولا تعد عيبا فكيف علي الجريدة أن تصفنا بهذه الأوصاف المغلوطة. أما عن ادعاء أن الزواج المبكر عيب كما يقولون فهذا لقلة المعرفة بالمصريين فكان الفلاسفة المصريون يوعزون أولادهم كنموذج يحتذي به علي الزواج المبكر حتي يستطيعوا أن يربوا أولادهم وهم صغار حيث كان متوسط العمر 40 سنة كما كان حتي وقت قريب في العالم بأكمله كما أن الزواج المبكر بالنسبة للمصري يحفظ الشباب من أي اتجاهات أخري بالإضافة إلي أن السن الصغيرة لا يعني 7 أو 8 سنوات ولكن كان يتراوح بين 12 سنة للبنت وحوالي 16 سنة للولد. ادعاء آخر بان المصريين كانوا يحبون الطعام ويشتهونه بشدة مما كان يصيبهم بارتفاع الكوليسترول وفي نفس الوقت يدعون أن المصريين لم يكونوا يأكلون اللحم وأنها كانت مقتصرة علي صفوة المجتمع.. فكيف كانوا يعانون من الكوليسترول وفي نفس الوقت لا يأكلون اللحم.. الواقع أن بعض المصريين كانوا يعانون من ارتفاع الكوليسترول مثلهم مثل غيرهم من البشر فليست خصوصية فرعونية لوفرة جميع أنواع الطعام ولكنهم كانوا نحفاء أي غير أكولين وصورهم المسجلة علي جداريات والبرديات لخير دليل علي نحافتهم وأجسامهم الممشوقة وكما قال أمير الشعراء انظر إلي نفرتيتي و النساء المصريات يكادن يطرن من فرط الرشاقة والخفة ، وكان من أبشع عيوب حتشبسوت إنها كانت ممتلئة قليلا.. ومن يدري أسباب موت من هم غير مصريين حيث لم يحنط غيرهم. فكيف بالإنجليز العاشقين للحضارة المصرية القديمة والذين يصدرون في السنة تقريبا 1000 كتاب عن الفراعنة لعظمتهم واللي مخططين أن يفتتحوا متحف جديد فقط لحضارتنا المصرية الفرعونية ويصدر عن مثقفيهم مثل هذه الخرافات و الاتهامات.. فالإنجليز هم من أطلق علي نهرهم اسم تا م ايزيس أي ارض ايزيس واختصرت إلي تايمز وزينو ضفافه بمسلة كليواباترا وأسدين مصريين فراعنة.. وإذا كانت حياة أجدانا المصريين صنعت حضارة عظيمة بهذا المستوي فليكن شعارنا شعار أجدادنا المصريين.. كل واشرب وابتهج.