دافعت صحيفة الإندبندنت البريطانية ، في تقرير لها من مرسلها بالقاهرة ديفيد هارديكر ، عن قرار الأديب الكبير نجيب محفوظ ، الحاصل على جائزة نوبل عام 1988 ، بعدم نشر روايته " أولاد حارتنا " ، إلا بعد حصول ناشره على موافقة من الأزهر الشريف بنشر الرواية . ونقلت الصحيفة عن ريمون ستوك أحد مترجمي أعمال نجيب محفوظ قوله إنه لو نجح نجيب محفوظ في الحصول علي موافقة الأزهر والإسلاميين بإعادة طبع رواية أولاد حارتنا فإن هذا سيكون نصرا كبيرا له لأنه بذلك يكون استطاع أن يغير من موقف الأزهر والإسلاميين منه . ولفت ستوك إلى أن نجيب محفوظ تعرض عام 1994 لمحاولة اغتيال حيث طعن في عنقه طعنتين من قبل متطرفين إسلاميين علي خلفية نشر كتاب أولاد حارتنا. وأوضح ستوك أن منع رواية أولاد حارتنا عام 1959 كان وراءه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، والذي رأي أنه أحد شخص الرواية يرمز له شخصيا ، وهي الشخصية التي يقال الآن أنها ترمز إلي الذات الإلهية. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى إن نجيب محفوظ أعلن في أحد لقاءاته الأٍسبوعية، وهو اللقاء الذي يعقد في فندق شبرد بالقاهرة أنه يسعى إلي الحصول علي موافقة الجهات الإسلامية الأعلى في مصر لطبع " رواية أولاد حارتنا " وهي الرواية التي تسببت في جدل كبير في منتصف عام 1959بعد أن أكد علماء المسلمين وقتها أن الرواية تصور شخصيات دينية كما ترمز إحدى شخصياتها إلي الذات العليا بشكل لا يتفق مع العقيدة الإسلامية. وقالت الإندبندنت أن نجيب محفوظ قال إنه سيطبع الرواية إذا وافق الأزهر علي ذلك ، لكن جمهوره وأصدقاؤه الذين كانوا يجلسون معه في فندق شبرد، والمعروفون بالحرافيش ، عبروا عن فزعهم لأن نجيب محفوظ طلب موافقة الأزهر الشريف علي طبع الرواية. وأشارت الصحيفة إلي تعليق الكاتب يوسف القعيد على موقف محفوظ ، مشيرا إلى أن طلب موافقة الأزهر علي طبع رواية أولاد حارتنا يمثل سابقة خطيرة ويعطي قوة وسلطة للأزهر للرقابة علي المثقفين المصريين. أمام الكاتب عزت القمحاوى فقد اتهم نجيب محفوظ بخيانة كتاباته.