أحيانا يقسمون الناس الي اربع فئات.. ذكي نشيط وذكي كسول وغبي نشيط وغبي كسول واخطر الفئات هو الغبي النشيط لانه يوزع نتاج غبائه علي كل من حوله ومن النادر ان تقابل غبيا يعرف انه غبي حتي لو كان يعرف فلن يعترف بذلك.. الا لو أخذها كمبرر وعذر لكل كوارثه وأخطائه كما كان يفعل احد أصدقائنا قديما فيسبب المشاكل بين فلان وعلان او يفسد رحلة سفر جماعية بسبب حجز خاطئ او ينقل لنا معلومات غريبة تسبب كوارث عجيبة ومع كل مصيبة يقول في برود (معلش اتغابيت المره دي) ومع زيادة الكوارث وصعوبة تلافيها قررنا ان نعفيه من أي نشاط حركي او ذهني حتي نحتفظ به كصديق طيب.. ولكن فوق كل ذي علم عليما.. فها هي الايام تثبت ان للغباء أسبابا كثيرة متداولة ونعيشها جميعا بدون قدرة علي التملص او الهروب فقد حذر مؤخرا الدكتور حسين منصور، رئيس مشروع هيئة سلامة الغذاء، من خطورة إلقاء مخلفات مياه الصرف الصحي أو الصناعي في المجاري المائية واكد انها يمكن أن تصيب المواطن المصري بالغباء والتبلد الفكري أو التناحة، بسبب تلوث مياه الشرب ودخول تلك الملوثات في أنسجة الأسماك والحيوانات والمزروعات التي نتناولها كل يوم ".. وبذلك يكون هناك ثلاثة اختيارات للمواطن المصري وهي الغباء او التبلد او التناحة وكلها تصلح كأعذار مقنعة عن كل كوارث الأرض فلا تغضب من كل الغباء الذي يحيط بنا لاننا مجبرين عليه واذا كان من الصعب ان نحافظ علي نهر النيل من التلوث خاصة بعد ان تعود عليه ووصل حجم الملوثات الي 140 ألف طن سنويا فلا اقل من استيراد الغذاء والماء من الخارج لبعض الفئات المهمة حتي لا يوثر غباؤهم المرتقب علي مسار التنمية وعلي رأسهم الحكومة لان من الواضح انهم يشربون من الحنفية ويأكلون الخضروات بلا غسيل مما يؤدي الي أعراض من التبلد تظن فيها اننا في عام 1910 ولسنا في 2010 نأهيك عن عشرات القرارات الغريبة من عينة الصكوك الشعبية او الحكومة الاكتوارية او تجارة الآثار الداخلية فكلها أعراض تلوثية شفانا الله وعافاهم.. واذا عرف السبب بطل العجب فلا تسأل عن الأخطاء الحسابية في الموازنة العامة واوزن حجم الملوثات التي يأكلها المحاسب الحكومي كل يوم لتعرف انه مثلنا من الشهداء المبشرين بالجنة ولا تعاتب المحليات علي التناحة لانه من مكونات الغذاء المصري وانس التربية والتعليم لانك هتعلم في المتبلد هيصبح ناسي والتبلد جزء أساسي من سلة الغذاء الوطني كما اكد الدكتور حسين.. علي أي حال تصريحات الدكتور تحمل الكثير من الامل في هذا الشعب العظيم لأننا كنا نبحث منذ عشرات السنين عن سبب الوكسة التي نعيشها خاصة بعد انتهاء الاستعمار لنبدأ مرحلة جديدة في تبرير الوكسة بسبب نهر النيل وغباء التلوث علي ان نبدأ عهداً جديداً تحت شعار (متشربش من نيلها ولا تأكل منها)...