هل توقعت ردود الفعل التي أعقبت عرض فيلم "أحاسيس"؟ بالطبع وتخوفت بالفعل منذ البداية لأن الفيلم يقترب من قضية حساسة بالفعل، لكنني تحمست له لهذا السبب نفسه ولا أنكر أن حماسي لم يلغ خوفي، والعكس صحيح أيضا فقد وجدت أهمية قصوي في أن نضع هذه القضية علي مائدة البحث والنقاش ولعلي أذيع سرا عندما أقول إن المخرج هاني جرجس فوزي كان قد عرض علي فيلما آخر قبل هذا الفيلم لكنني وفور أن قرأت سيناريو هذا الفيلم تحمست له بشدة واقترحت عليه أن نبدأ به فهو يمس الناس، وصراحته تصب في صالح المجتمع وهذا ما جذبني لتقديم شخصيتي فيه. وكيف رأيت فكرة أن يتولي هاني جرجس إخراجه؟ تحمست وشجعته علي الرغم من أنه لم يكن المرشح لإخراجه وقتها وكان هناك مخرج آخر، لكنني اقتنعت بهاني الذي رآني في الشخصية وهو الذي رشحني لتجسيد شخصية "سلمي" وبعدها قلت له: "أنا مش شايفة حد غيرك يخرج الفيلم ده". والخوف الذي أصابك قبل التصوير هل ذهب عنك بعد عرضه أم زاد وتفاقم؟ لا.. مازال الخوف موجودا ولن يذهب إلا بعدما يحقق الفيلم إيرادات تؤكد تجاوب الناس مع قضيته وتشجيعهم لجرأته، فالإيرادات ليست مقياسا للأموال الطائلة التي يمكن أن يحققها الفيلم بل هي مؤشر جيد للتأثير الذي تركه الفيلم لدي الجمهور والأهم التأكيد أنه وصل إليهم. وهل يزعجك النقد الذي يتهمك بأن أدوارك صادمة وتتسم بالجرأة الزائدة؟ بالعكس فهو يسعدني لأن جرأة الفنان تحسب له وليس عليه وأنا لا أعني بالطبع "الجرأة إياها" لكنني أقصد الجرأة في تناول الأفكار والاقتراب من قضايا حيوية حتي لو نظر إليها البعض بوصفها شائكة وحساسة ولهذا لا أتردد أبدا في قبول أي رأي يوجه إلي أدائي واختياراتي لأدواري لكنني أرفض أي نقد يطول شخصي أو أخلاقي. .. والصدمة التي قيل إن فيلم "أحاسيس" سببها للجمهور؟ أي صدمة فالدور الذي أجسده لزوجة أرادت أن تكون صادقة مع نفسها وأبت أن تخدع زوجها وطلبت منه الطلاق بعدما شعرت أنها تعيش معه بجسدها بينما قلبها مازال متعلقا بحبيبها القديم وهو الذي وقعت فيه صديقتها "داليا" فالصدمة هنا إذا حدثت بالفعل فهي نتيجة لأن الشخصية نجحت بالفعل في المواجهة وعالجت الأزمة من جذورها ولم تستمر علي الوضع الخاطئ الذي وجدت نفسها عليه حتي لا تنجر إلي خطأ أكبر ويكفيني أن كثيرا من النساء اللاتي شاهدن الفيلم رأين أنفسهن في الشخصيات لكنهن خجلن من التصريح بأن واحدة منهن تشبه "سلمي" أو أخري تري نفسها في "داليا" وفي السر بدأن يعالجن أنفسهن ويصححن الخطأ..وهذا في حد ذاته نجاح للفيلم. هل تشعرين أن دورك في فيلم "بدون رقابة" شجعك علي مواصلة مشوار تقديم الأدوار الصادمة والجريئة؟ لا شك أن "بدون رقابة" نجح في إحداث التغيير المطلوب حتي لو تعرض لهجوم شرس من النقاد ولا أبالغ عندما أقول إن الناس أحبوه! لماذا يتم تصنيفك في خانة ممثلات الإغراء حاليا؟ ربما لجرأتي في تقديم أدوار لا يجرؤ البعض علي الاقتراب منها ولأنني مختلفة ومقتحمة ولا أخشي الحديث عن قضايا اجتماعية كثيرة ينظر البعض إليها بوصفها خطوطا حمراء لا ينبغي الاقتراب منها فما بالك بتجاوزها؟ وكيف تعاملت مع اللبنانيات مروي وماريا؟ تجربة لطيفة ومنذ البداية تحمست لترشحيهن وفي رأيي أن مروي عملت الدور حلو عندما قدمت دور الزوجة الخائنة أما ماريا فقدمت شخصية الراقصة بشكل حلو وخفيف وكفريق عمل لم أتردد في مساعدة زميلاتي وقبلها كنت أعترض لو كانت الترشيحات علي غير المستوي المطلوب فأنا أدرك أن وجود "كاست" قوي ينعكس علي أيضا وبالتالي لا أحبذ وجود "ناس مطفية" وفور أن بدأ تصوير الفيلم ودارت الكاميرا عدت إلي موقعي كممثلة ولم يحدث أن تدخلت في أي شيء وتركت المسئولية كاملة للمخرج سيد الموقف وقائد العمل. وهل صحيح أن غادة عبدالرازق وسمية الخشاب رفضتا تجسيد الدورين اللذين لعبتهما ماريا ومروي؟ لا أعلم شيئا عن وجود أي ترشيحات من هذا القبيل لكن "غادة" مرشحة معنا في فيلم آخر غير "أحاسيس" وترشيحات الفيلم هي نفسها التي شاركت في تصويره. هل تسببت الدعاية في حدوث خلط بالنسبة لدورك وفهمك الناس خطأ؟ هذا صحيح، فالدور ليس له أي شيء من الإيماءات التي جاءت في الدعاية ودوري يخلو من أي إثارة. وما صحة ما قيل عن صراع الأفيش بينكم؟ ماعنديش مشاكل في الأفيش ولا يهمني شكلي إيه ولا اسمي محطوط إزاي لكنني لا أقبل بالطبع إهانتي والكل يعرف أن الفيلم بطولتي لكن المنتج والمخرج استقر رأيهما علي أن يخلو الأفيش من الأسماء وتم الاكتفاء باسم الفيلم فقط. هل أنت راضية عن رصيدك السينمائي؟ الحمد لله، لأنني لا أطمح للتواجد بفيلم في كل عام وأتمني أن أستطيع تقديم 6 أو 7 أفلام في العام مثلما كانت تفعل سعاد حسني في وقت من الأوقات لكن إنتاج السينما المصرية لم يعد كما كان في السابق، بالإضافة إلي أنني لن أجد هذا الكم من الموضوعات المتميزة. ما شكل صدمتك السينمائية المقبلة؟ هي صدمة بالفعل بل قنبلة لأن الفيلم يتناول قضية كارثة يتم الإعلان عنها ويخشي الناس الحديث عنها ويقف القانون عاجزا عن وضع تشريع بوقفها وهو فيلم من إخراج علي رجب. هل تنتظرين أن يتكرر ما حدث مع فيلم "أريد حلا" ويحرض الدولة علي وضع هذا التشريع؟ أتمني لأن الفيلم سيناقش قضية مهمة للغاية.