بمناسبة حلول موعد تقديم تقريره للأمم المتحدة عن تطبيق القرار 1559، أطلق مستشار الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن مواقف طالبت بنزع سلاح حزب الله، معيدا للساحة اللبنانية سجالا ترك آثارا ساخنة في السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي قد يهدد ميلاد الحكومة اللبنانية التي تعثر ولادتها حتي الآن لعدم حدوث وفاق سياسي بين الفرقاء اللبنانيين. ورأي رئيس الجمهورية اللبنانية السابق إميل لحود في تصريح أمام زواره أن "ما تضمنه كلام لارسن هو تدخل سافر في شئون لبنان الداخلية وتجنيه علي المقاومة الوطنية التي لولاها لما نفذ القرار 425 الذي عجزت منظمة لارسن عن تطبيقه لما يقارب الثلاثة عقود". واللافت هو تصريحات مستجدة في الإطار عينه صدرت عن البطريرك الماروني نصر الله صفير في حديث لمجلة "المسيرة" الناطقة باسم القوات اللبنانية، اتهم فيها حزب الله بالعمل علي تنفيذ مصلحة إيرانية، وذلك عقب تصريحات لارسن. وردّت كتلة الوفاء للمقاومة التي يمثل نوابها حزب الله في البرلمان ببيان رفضت فيه "الانحياز الوقح الذي أظهره هذا الموظف (لارسن) غير المرحب به"، واعتبرت أن تقريره يشكل فضيحة وكارثة في آن، لأنه يغطي السبب الحقيقي لعدم الاستقرار في لبنان والمنطقة "المتمثل باستمرار الاحتلال والاعتداءات والخروقات الصهيونية". من جانبه أكد رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة البلمند الدكتور نواف كبارة إن "الخطير في كلام لارسن، ومن بعده كلام البطريرك صفير وكرره عضوا الأمانة العامة لقوي الرابع عشر من آذار حول سلاح حزب الله، هو أنه يأتي في ظل تحولات خطيرة تبتدئ بإمكانية الانفصال في السودان والمنطقة الكردية شبه المنفصلة في العراق، ويأتي ذلك في ظل حركة فيها إعادة نظر جغرافية في المنطقة". وأبدي كبارة خشيته أن "يكون موقف البطريرك بهذا التوجه، أي تحضير الأرضية لموقف إذا ما سمحت الظروف لذلك، وطبعا استعمال حجة حزب الله هو لهذا الهدف الخطير". وكان قد ظهر كلام مستجد ضد سلاح حزب الله عقب استقبال البطريرك الماروني صفير لبعض فعاليات الأمانة العامة لقوي الرابع عشر من آذار الثلاثاء الماضي، فأطلق عضو الأمانة المذكورة سمير فرنجية من بكركي تصريحا أشار إلي "تأييدنا للموقف الذي اتخذه سيدنا والذي يذكرنا بالموقف التاريخي الذي أخذه في عام الألفين، حيث السلاح عطل الدولة، ومجددا يعطل السلاح اليوم قيام المؤسسات". ورأي أن "المطلوب من رئيس الجمهورية أن يطرح مجددا مسألة السلاح بشكل جدي مع كل الفرقاء اللبنانيين، فهناك مسئولية مشتركة يجب أن نتحملها جميعا، فدور رئيس الجمهورية هو في طرح هذه الإشكالية التي تعطل قيام المؤسسات وتشكل خطرا علي مستقبلنا الوطني، والمطلوب أيضا من أصحاب هذا السلاح أن يدركوا أن هذا السلاح لن يوصل إلي أي مكان، وليس من إنجاز يمكن تحقيقه بقوة السلاح في بلد مثل لبنان، وأن يدخلوا علي هذا الحوار بغية التوصل إلي حل فعلي". وعلق الوزير السابق وئام وهاب قائلا إن "تصريحات لارسن طالما شكلت عامل تخريب علي الساحة اللبنانية، وأعتقد أنه ورّط لبنان سابقا بمغامرات كثيرة كاد لبنان يدفع ثمنا كبيرا لها". واعتبر وهاب كلام لارسن تدخلا في الشئون اللبنانية، واستدرك قائلا إن "لارسن يتلطي بمجلس الأمن الدولي كمستشار للأمين العام للأمم المتحدة، ليسمح لنفسه بالتدخل. غير أن هذا الأمر يعود للسلطة اللبنانية التي تعترف حكومتها وجيشها بالمقاومة المشروعة لأن هناك أرضا محتلة" وختم بقوله إن "لارسن يتحدث عن نتائج وينسي أن هناك احتلال أراضٍ لبنانية، وملفاً فلسطينياً عالقاً مع الإسرائيليين الذين يرفضون إعادة خمسمائة ألف فلسطيني في لبنان إلي أرضهم".