في حوارها مع " نهضة مصر" فجرت الممثلة رانيا يوسف مفاجأة بقولها إنها تعاقدت مع منتج فيلم "فخفخينو" علي أن يُعرض الفيلم "فضائياً" فقط قبل أن تكتشف أنه أخذ طريقه إلي الصالات التجارية، الامر الذي يثير تساؤلاً مهماً:"هل هناك أفلام "فضائية" وأخري "أرضية" ؟ وهل يكمن سر فزع "رانيا" أن الممثل يداري وصمة أو يخفي عورة عندما يطمئن علي أن الفيلم لن يعرض في الصالات التجارية، وبالتالي يري أن الاخلال بالاتفاق يعرضه لفضيحة، لأنه تعامل مع مثل هذه النوعية من الأفلام علي أنها "سبوبة"؟ قضية تثير الكثير من الأسئلة الساخنة حول وجود أفلام "سرية" يجري الاتفاق عليها وفق شروط شفهية، ولا أحد يعلم إن كان هذا يتم بموافقة غرفة صناعة السينما أو النقابات المعنية! أول قنبلة مدوية أعلنتها مسئول الإنتاج بشركة أفلام مصر العربية، التي يملكها المنتج واصف فايز، والتي أنتجت فيلم "فخفخينو" عندما أكدت أن الفيلم كان مقرراً عرضه في الصالات التجارية منذ بدء الاتفاق عليه مع مخرجه إبراهيم عفيفي، الذي بدأ تصويره منوهة إلي أن تأخر عرضه جاء لأسباب وظروف خاصة بالسوق، وليس انتظاراً لنجاح أحد أبطال أو بطلات الفيلم في الفيديو لكي نستثمر هذا النجاح في الدعاية للفيلم، كما قالت رانيا يوسف! وجهة نظر أيدها المخرج إبراهيم عفيفي بقوله: فيلم "فخفخينو" لم يصور وينتج لكي يعرض في الفضائيات، كما قالت "رانيا"، وليس من حق أحد من أبطال وبطلات الفيلم أن يحدد طريقة وأسلوب عرض الفيلم، فهي مسألة إنتاجية بحتة، وتأجيل عرض الفيلم تجارياً ليس معناه أنه كان مجهزاً لعرضه فضائياً كما أن الميزانية التي يري البعض أنها منخفضة ليست هي المعيار الصحيح للحكم علي جودة أي فيلم، بدليل أن هناك أفلاماً كلفت الملايين وتقاضي نجومها أجوراً خرافية، وعلي الرغم من هذا "انضربت بالجزم"، لكن ماحدث لفيلم "فخفخينو" من تأخير يرجع إلي المنتجين الذين انتابهم الذعر من عرض أفلامهم محدودة الميزانية، والتي لا يقوم ببطولتها "سوبر ستارز" فما كان منهم سوي أن حجبوها لفترة من الزمن، وأنا شخصياً قدمت أفلاماً تنبأ لها البعض بأنها ستفشل لأنها لاتضم النجوم، كما حدث في فيلم "العجوز والبلطجي" ، الذي عرض في توقيت متزامن مع أفلام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وحقق نجاحاً مذهلاً لدرجة وصفه بأنه أحدث "انقلاباً"، واستنكر "عفيفي" ما قالته "رانيا" أن المنتج كان ينتظر نجاح أحد أبطاله في التليفزيون ليستثمره في الدعاية للفيلم سينمائياً نافياً عن فيلمه ان " مقاولات". المنتج محمد العدل يطرح وجهة نظر جديدة في القضية بقوله: - إذا كان الأمر يتعلق بعرض الفيلم فضائياً قبل عرضه تجارياً، فهذا مرفوض من حيث المبدأ، ولا مجال، للخوض فيه إلا إذا كان فيلماً تليفزيونياً من الأصل، وهذه قصة أخري، وبالتالي يصعب القول إن فيلماً صور ليعرض فضائياً حول مساره ليعرض أرضياً، وهو مايعني أن رانيا يوسف فهمت خطأ، وإلا فإن عليها أن تظهر صورة العقد الذي بحوزتها لكي تؤكد كلامها، ومن حقها ساعتها أن تقاضي المنتج لكن "مفيش حاجة اسمها عملت فيلم ليعرض تليفزيونياً ، وفوجئت بعرضه في الصالات التجارية"! منيب شافعي رئيس غرفة صناعة السينما يدلي برأيه في الظاهرة قائلاً: - الأفلام التي تُنتج من أجل العرض في الفضائيات غالباً ماتكون محدودة التكلفة، لأن المنتج "مظبط نفسه علي كده" وحريص علي ألا تزيد الميزانية عماحدده من قبل" ، وفي مثل هذه الحالة لايمكن القول إن هناك اشتراطات أوضمانات تحول دون عرض الفيلم في الصالات، فالمسألة ترجع إلي رغبة المنتج نفسه، وربما أحب عرضه تجارياً، ووقتها لن يمنعه أحد، فإذا نجح جماهيرياً "يبقي زيادة الخير خيرين" لكن في كل الأحوال عرض الفيلم في حالات العرض مصلحة للمنتج والأبطال والجمهور والصناعة نفسها، فأفضل مكان لعرض الفيلم هو صالة العرض وحدها ولابديل غيرها.