حنان الشبيني تقدم بحثًا متميزًا عن فاعلية التدريب في تطوير التعامل مع المحتوى الرقمي    البابا تواضروس: نحن مواطنون مصريون نعيش مع إخوتنا المسلمين فى وطن واحد    الصحة: برنامج متكامل لخفض معدل التقزم بنسبة 24% خلال ثلاث سنوات    محمد شردى يجرى جولة بكاميرا "الحياة اليوم" مع عمال النظافة بالقاهرة    رئيس وزراء اليونان: سعيد باستقبال الرئيس المصري بقصر ماكسيموس    هزيمة النازية ... وجريمة إسرائيل!!    الدوري المصري، محمد هلال رجل مباراة مودرن سبورت والجونة    حيثيات إعدام المتهم بقتل قهوجي في الكوربة بمصر الجديدة    لماذا يكرهوننا ؟!    طريقة عمل الثومية السورية الأصلية بمكونات بسيطة    إزالة 8 تعديات على أملاك الدولة في حملات بالأقصر    تكريم مجلس اتحاد طلاب جامعة المنيا الأهلية    بسبب السحر.. شاب يحاول قتل شقيقته بالقليوبية    تشييع جثمان الطفل ضحية الطلق النارى من زملائه بكفر الشيخ.. صور    الإسماعيلية تتابع الموقف التنفيذي لمنظومة تقنين واسترداد أراضي الدولة    ختام فاعليات مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته التاسعة - صور    أوس أوس يطلب الدعاء لوالدته بعد دخولها رعاية القلب    «منهم الحمل والأسد».. 4 أبراج تتحدث قبل أن تفكر وتندم    آخرهم رنا رئيس.. 6 زيجات في الوسط الفني خلال 4 أشهر من 2025    قصر ثقافة العريش يشهد انطلاق أولى فعاليات الملتقى الثقافي "الثقافة والهوية الوطنية"    خالد الجندى: الاحتمال وعدم الجزم من أداب القرآن ونحتاجه فى زمننا    لماذا فرض الله الحجاب على المرأة دون الرجل؟ أمين الفتوى يجيب    ميرتس يبدي تحفظا حيال إسهام بلاده في تأمين هدنة محتملة في أوكرانيا    «الإعلام في تعزيز جهود الرعاية الصحية للمواطنين» في جلسة بحثية بإعلام القاهرة    عضو ب"القومى للمرأة": حظر تشغيل كل من كان عمره أقل من 15 سنة فى المنازل    بيدري مهدد بالعقوبة من يويفا بسبب تصريحاته ضد حكم قمة الإنتر وبرشلونة    مبيعات أجنبية تهبط بمؤشرات البورصة بختام جلسة اليوم.. فما الأسباب؟    تحت تأثير المخدر.. المشدد 5 سنوات لمتهم قتل وأصاب 3 أشخاص في القليوبية    عمر طلعت مصطفى: ننسق مع وزارة الشباب والرياضة للاستفادة من الفعاليات الكبيرة للترويج لسياحة الجولف    ما حكم طهارة وصلاة العامل في محطات البنزين؟.. دار الإفتاء تجيب    جوندوجان يأمل في بداية مسيرته التدريبية كمساعد لجوارديولا    التايكوندو يتوجه للإمارات للمشاركة في بطولة العالم تحت 14 عام    جامعة كفر الشيخ تشارك في منتدى «اسمع واتكلم» بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف    محافظ المنيا يوافق على تحسين خدمات النقل وفتح التقديم لترخيص 50 تاكسي    محافظ قنا يشارك في احتفالية مستقبل وطن بعيد العمال ويشيد بدورهم في مسيرة التنمية    عدوان الاحتلال الإسرائيلي على طولكرم ومخيميها يدخل يومه 101    رئيس جامعة القاهرة: هناك ضرورة لصياغة رؤية جديدة لمستقبل مهنة الصيدلي    رئيس "أزهرية الإسماعيلية" يشهد امتحانات النقل الإعدادى والابتدائى    تعرف على وضع صلاح بين منافسيه في الدوري الإنجليزي بعد 35 جولة    وزير البترول: التوسع الخارجي لشركة "صان مصر"على رأس الأولويات خلال الفترة المقبلة    ب12 هاتفًا.. عصابة تخترق حساب سيدة من ذوي الاحتياجات وتنهب أموالها    كندة علوش: دوري في «إخواتي» مغامرة من المخرج    قطاع الفنون التشكيلية يعلن أسماء المشاركين في المعرض العام في دورته 45    إطلاق صندوق لتحسين الخدمة في الصحة النفسية وعلاج الإدمان    بدء التشغيل الفعلي لمنظومة التأمين الصحي الشامل في أسوان أول يوليو المقبل    آخر تطورات مفاوضات الأهلي مع ربيعة حول التجديد    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    وزارة الأوقاف تعلن أسماء المقبولين لدخول التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    السنغال بالزي الأبيض والكونغو بالأزرق في كأس إفريقيا للشباب    وظيفة قيادية شاغرة في مصلحة الجمارك المصرية.. تعرف على شروط التقديم    سحب 49 عينة سولار وبنزين من محطات الوقود بالإسكندرية لتحليلها    المراجعات النهائية للشهادة الإعدادية بشمال سيناء    الداخلية: ضبط 507 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة    بتكلفه 85 مليون جنيه.. افتتاح مبنى امتداد مركز الأورام الجديد للعلاج الإشعاعي بقنا    عضو مجلس الزمالك: كل الاحتمالات واردة في ملف زيزو    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    عاجل- مصر وقطر تؤكدان استمرار جهود الوساطة في غزة لوقف المأساة الإنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يكتبها: طارق الشناوي
حكايات فنية
نشر في صوت الأمة يوم 03 - 10 - 2009


لا تقل أفلام العيد.. قل أفلام «البواقي»!
قبل 12 عاماً كانت دور عرض شارع "عماد الدين" تشهد الصراع الساخن بين أكبر نجوم مصر فيما يعرف بأفلام العيد وهكذا نري "عادل إمام" و "نادية الجندي" و "محمود عبد العزيز" و "أحمد زكي" و "نبيلة عبيد" كل منهم يستعد لاقتحام شارع "عماد الدين" تسبقه دعاية ضخمة ويتباهي كل منهم بعدد دور العرض المتاحة أمامه.. كانت دور العرض وقتها في كل ربوع مصر لا يتجاوز عددها 100 إلا أن الصراع كان علي أشده والكل يتباهي بتحقيقه للإيرادات.. لا يعتقد البعض أننا كنا بصدد أفلام تجارية.. لم يكن هذا الأمر صحيحاً علي إطلاقه الأفلام الجادة أيضاً التي يقدمها هؤلاء النجوم بما فيها مثلاً أفلام "عادل إمام" مع "وحيد حامد" و "شريف عرفة" مثل "اللعب مع الكبار" و "الإرهاب والكباب" كانت أيضاً أفلام العيد!!
الآن صار العيد ينتظر أفلام بواقي الصيف.. تلك الأفلام التي لم تتحمس لعرضها شركات التوزيع في ذروة الصراع السينمائي صيفاً فانتقلت إلي العيد.. وباستثناء فيلم واحد "ابقي قابلني" حقق فقط أيام العيد قدرا من الإيرادات فإن دور العرض شبه خاوية والحجة بالطبع أنفلونزا الخنازير والمدارس علي الأبواب ودورة كرة القدم العالمية للشباب.. إلا أن الحقيقة هي أن هذه الأفلام تتحمل أسباب هزيمتها مع اختلاف درجات الهزيمة!!
********
صراع الابن والرئيس في جمهورية «بامبوزيا»!
الدخول إلي عالم رئاسة الجمهورية رهان خاسر في السينما المصرية.. التفاصيل المقدمة علي الشاشة تعامل بحساسية شديدة غير مسموح بأي إيحاء.. دائماً هناك من يقول لك ممنوع الاقتراب والتصوير.. السقف المسموح يبدو حتي الآن هو فقط معالي الوزير أما فخامة الرئيس فإنه الحلم المستحيل.. تستطيع أن تري الصورة علي هذا النحو فضائيات تملك مساحة من الانتقادات وصحافة تصل إلي نقطة أبعد في تناول قضايا مثل التوريث ومنذ أكثر من خمس سنوات والصحافة تتناول هذه القضية بينما السينما علي اعتبار أنها لا تزال خاضعة لقبضة الدولة وتحت سيطرتها تعيش فترة حضانة يريدونها أن تظل مرتدية "البامبرز".. هل المتفرج الذي يدخل إلي دار العرض لا يقرأ الجرائد المستقلة ولا يعرف أن المانشت الدائم أو علي الأقل الخبر الرئيسي علي صفحات تلك الجرائد قضية "التوريث" عندما يذهب المتفرج الذي كان قبل دقائق قارئا لن يجد أمامه مصر ولكن جمهورية خيالية تشبه تلك الجمهوريات التي كنا نراها في أفلام الستينيات تتحدث همساً وأيضاً بالصمت واللبيب بالإشارة يفهم.. الفيلم يقدم الصراع بين الأب وابنه حول من يملك السلطة ولكنه في "بامبوزيا" وليس في مكان آخر ومثلما فعلت الرقابة في فيلم "ظاظا" قبل ثلاث سنوات الذي أخرجه "علي عبد الخالق" ولعب بطولته "هاني رمزي" طلبت ألا يتم استخدام أي تفاصيل توحي بالبلد.. علي طريقة الكلام إلك يا جارة.. فإن الفيلم يتناول قضية الترشيح لرئاسة الجمهورية بأكثر من مرشح.. هذه المرة في "بامبوزيا" كان الصراع داخل العائلة علي من يملك السلطة الأب أم الابن.. قدم "خالد سرحان" كاتب القصة السينمائية دور شقيقين توأم يتم سفر أحدهما إلي مصر زيادة في التأكيد علي أن الدولة الأخري التي يقيم فيها الديكتاتور وابنه الآخر ليست هي مصر وتبدأ رحلة الفيلم في هذا الفراغ الفني.
عندما تلجأ إلي الخيال يجب أن تملك خيالا والحقيقة هي أن كاتبي السيناريو والحوار "ميشيل نبيل" و "علاء إيهاب" لم يملكا هذا الخيار أو ربما تدخلت الرقابة لتقليص أي مساحة في هذا الشأن.. علي الجانب الآخر لم يقدم المخرج رؤية بصرية موازية في تفاصيل الصورة ولم تلعب الموسيقي أي دور في هذا المجال.. المخرج "إيهاب لمعي" اعتقد أن "بامبوزيا" لا تعني له سوي اسم فقط لا غير وأن الناس سوف تنزع الأسماء الخيالية وتتعامل مع الواقع ونسي أن عليه مهمة خلق حالة سينمائية موازية!!
"إيهاب" كانت بدايته في السينما توحي بأننا أمام مخرج لديه رؤية فلقد شاهدت له أول أفلامه "من نظرة عين" قبل نحو ست سنوات لكنه منذ ذلك الحين تخبط ولم يعرف علي وجه الدقة أين خطوته الثانية.. لا تدري بالضبط طبيعة الدوافع الدرامية مثلاً التي تجعل من "مايا نصري" متيمة بخالد سرحان أو لماذا تترك موقعها كمدرسة للتاريخ وتعمل في قصر "خالد سرحان" بالقاهرة وتحديداً تحت السلم.. علي الجانب الآخر في "بامبوزيا" نري انقلاباً ضد "حسن حسني" وابنه التوأم الآخر "خالد سرحان" ثم عودة مرة أخري لهما بدون أن نري ما الذي حدث وأدي إلي تراجع الثورة وعودة الرئيس وابنه المخلوعين.. الفانتازيا لا تعني تحطيما للقواعد ولكنها تخلق قانونا لقواعد جديدة تصبح بمثابة اتفاق ضمني مع الجمهور وهذا هو تحديداً الذي لم يستطع الفيلم تقديمه.. شاهدت "خالد" في العديد من الأدوار الصغيرة وهو أحد أفراد فرقة "الفنانين المتحدين" الذين ارتضوا علي مدي 11 عاماً بالصعود علي خشبة المسرح للمشاركة بدور صغير في "بودي جارد" بطولة "عادل إمام".. وأهم أدواره التي توقفت عندها هو دور ضابط الأمن المصري في فيلم "السفارة في العمارة".. هذه المرة هو البطل المطلق فهو كتب لنفسه قصة الفيلم وفي دنيا البطولة لا توجد قاعدة مطلقة هناك الصعود التدريجي أو الانطلاق بقفزة واحدة الأمر له علاقة بالجمهور فهو الذي يحدد موقع النجوم وموقعه منهم، يدفع بهذا أو يبقي ذلك أسيراً للدور الثاني.. "خالد سرحان" مثل نجوم الكوميديا استولي علي الشاشة درامياً وغني أيضاً ولم يترك المطربة اللبنانية "مايا نصري" تستحوذ بمفردها حتي علي تلك المساحة الغنائية.. هل "خالد سرحان" يمتلك مقومات النجم الكوميدي القادر علي الجذب الجماهيري؟ هو ممثل ترتاح له ولكن مقومات النجم الجاذب للجمهور وعلي حصد الشباك أري أنها بعيدة عنه علي الأقل حتي الآن؟!
ما هو الموقف الذي سيعيشه "خالد سرحان" بعد "بامبوزيا"؟ وعليه أن يرنو دائماً إلي تلك المرحلة حتي لا يقف مكانه داخل الدائرة فلا أتصور أن بامبوزيا" خلق منه نجما كوميديا جماهيريا بالمعني المباشر للكلمة وعليه أن يملك القدرة علي أن يري خطوته القادمة حتي لا يطول انتظاره لبطولة قادمة ربما لن تأتي سريعا وعليه وقتها أن يدرك أنه يلعب مع الجمهور المصري وليس البامبوزي؟!
ويبقي المخضرم "حسن حسني" الناظر الذي يلبي نداء أي شركة إنتاج أو فنان جديد يريد البركة فيمنحه "عم حسن" بركاته ويقف إلي جانبه فعلها مع كل النجوم الجدد دفع بعضهم للمقدمة ولم تنجح بركاته مع آخرين"، وحتي الآن فإن خالد سرحان من »الآخرين».
*******
«مجنون أميرة» قضية شائكة وفيلم «بليد»!
· الشيخ متبولي العشراوي" هو الاسم الحركي الذي أطلقته إيناس الدغيدي علي الشيخ متولي الشعراوي
· طاقة مصطفي هريدي ككوميديان محدودة جداً ولا تتعدي الأدوار الثانوية
لا يحتاج الأمر إلي كثير أو حتي قليل من التركيز لندرك أن الشيخ "متبولي العشراوي" هو الاسم الحركي الذي أطلقته "إيناس الدغيدي" علي الشيخ الراحل "محمد متولي الشعراوي" كما أن الممثل الذي أدي دوره أخذ الكثير من لزماته وأسلوبه في الحوار وأيضاً ملامحه وبدأ في تقليده في مشهد يجمع بين الأميرة "ديانا" والشيخ "الشعراوي".. القصة المتخيلة في فيلم "مجنون أميرة" تقدم علاقة بين شاب مصري يؤدي دوره الممثل الجديد "مصطفي هريدي" مع الأميرة "ديانا" التي تلعب دورها المطربة اللبنانية "نورا رحال".. الشاب يحلم بأنه علي علاقة حب بالأميرة وهي تبادله مشاعره أحداث الفيلم تجري قبل شهور من عام 97 الذي يشير تحديداً إلي حادثة اغتيال الأميرة "ديانا".. الفيلم يقع بين الخيال والحقيقة البداية مع "مصطفي هريدي" يقود دراجته مخترقاً شوارع القاهرة حاملاً البيض أمامه ثم تنحرف العجلة ويقع البيض وفي إحدي الحدائق ينام ويلتقي مع حلمه الأميرة "ديانا" ويتخيل أنه في الهرم وفي إحدي حجراته يستغرق في النوم وبين أحضانه "ديانا".. ثم يصحو علي صوت أمه "هياتم" وخطيبته "أحلام" التي تؤدي دورها "شمس" ولا يراها بالطبع سوي "كابوس" بالقياس بالأميرة؟!
القصة كتبها "أشرف شتيوي" سيناريو وحوار "مصطفي محرم" وتتناول حكاية الحب - الافتراضية - بين الشاب المصري و "ديانا" و الخط الثاني وهو يتناول الحديث عن الدين الإسلامي وعلاقته بالآخر سواء الأديان أو الجنسيات والأعراق الأخري، الخط الثالث يقدم محاولة اغتيال "ديانا" ويشير في النهاية إلي أن الحادث مدبر.. الفيلم يعبر عن أفكار "إيناس الدغيدي" منها علي سبيل المثال رأيها المعلن في الحجاب ربما لم تستطع رقابياً أن تقدم رأيها بأكثر من لمحات ولكن يبقي الأهم بالنسبة لها وهو علاقة الدين الإسلامي بالآخر وذلك من خلال علاقة الأميرة "ديانا" بالإسلام وحرصها علي أن تتعرف علي طقوسه وأفكاره وهكذا نراها هي تذهب إلي الشيخ الذي يؤدي دور "الشعراوي" تلتمس عنده حقيقة الإسلام بعد أن تم تصدير صورة ذهنية كاذبة عن الإسلام للغرب علي اعتبار أن "الشعراوي" هو الشيخ الأكثر شهرة - الخارج أيضاً عن المؤسسة الرسمية للدولة - نري الشيخ وكأنه يعد خطة لإسلام "ديانا" وهو يعطيها طعماً لكي تقترب أكثر من الإسلام لندرك أنه لا يحض علي القتال ضد المختلف دينياً ولكنها لا ترتاح إلي آراء الشيخ "الشعراوي" وتذهب إلي الشيخ الذي يمثل الدولة رسمياً شيخ الجامع الأزهر ويقدم لها مفهوماً عصرياً للإسلام.. كل تلك الخطوط الدرامية وغيرها تظل بين الحقيقة والوهم خاصة أننا نلتقي مرتين مع الأميرة "ديانا" مرة وهي تنتحل شخصية أخري "كرستينا" حيث تنكرت قبل أن تأتي للقاهرة وجاءت في زيارة غير رسمية وأخري رسمية بعد أن قررت المجيء للقاهرة باعتبارها الأميرة "ديانا" وكانت تريد أن تعرف أكثر عن الإسلام وما هو التفسير مثلاً للآية "إن الدين عند الله الإسلام" فهل معني ذلك أن المسلمين يرفضون الأديان الأخري ويتم التفسير الصحيح للآية فهي لا تعني أن الإسلام فقط هو الدين الوحيد الذي تعترف به الديانة الإسلامية.. يتعرض أيضاً الفيلم للعنف الذي يرتدي الزي الإسلامي وهو ما كان قد وصل للذروة في مصر في منتصف التسعينيات زمن أحداث الفيلم.. وتعود أحداث الفيلم للخطين الرئيسيين المتوازيين الأول الحب الجارف الذي يحمله "مصطفي هريدي" للأميرة يصل في نهاية الأحداث حيث يتمكن من إنقاذها ويموت هو ثم تأتي اللقطات الأخيرة لتؤكد علي الخط الأخير في الأحداث وهو أن حرس الأميرة بعد أن فشلوا في قتلها في مصر نجحوا في تحقيق ذلك في الخارج وينتهي الفيلم بصورة من الأرشيف للأميرة "ديانا" وهي في النعش!!
دائماً ما تحرص "إيناس" علي أن تثير في أفلامها قضايا ساخنة وحيوية مثل الحرية في فيلم "الباحثات عن الحرية" أو زواج البنات في سن مبكرة لأثرياء عرب مقابل الحصول علي أموال في فيلم "لحم رخيص" أو عن أسلوب معاملة البنات والأولاد في سن المراهقة "مذكرات مراهقة".. دائماً ما تتصدي "إيناس" لقضايا هامة ومحورية في حياتنا لكنها لا تخلص أبداً في معالجتها درامياً أو فكرياً.. وهذه المرة وقع اختيارها بالفيلم علي علاقة الإسلام بالآخر وأن الإسلام في عمقه لا يرفع سلاحا ولا يجبر أحدا علي اعتناقه ولكنها أخذت فقط السطح ولم تتعمق أكثر من ذلك.. المفروض أن الفيلم روحه ساخرة ويقدم ابتسامة من خلال الممثل "مصطفي هريدي" ولكن طاقة "هريدي" ككوميديان محدودة جداً لا تتعدي الأدوار الثانوية التي كان يشارك فيها في العديد من الأفلام بينما أري أن الفنانة اللبنانية "نورا رحال" في أول تجربة لها نجحت وإلي حد بعيد في أداء دورها وتمثلت روح الأميرة "ديانا" وساعدتها ملامحها والمكياج في تأكيد ذلك وهي كوجه جديد تمتلك بالفعل أدوات فن الأداء ولديها حضور وتلقائية أمام الكاميرا.. الصورة التي ساهم في صنعها مدير التصوير "هشام سري" والمونتير "معتز الكاتب" بالإضافة إلي موسيقي "راجح داود" حملت بالفعل إبداعاً خاصاً في حدود ما هو مطلوب منهما ولكن الحالة الإخراجية كرؤية تقدمها المخرجة تبدو تقليدية وبليدة تفتقد روح العصر!!
مأزق الفيلم الأساسي هو أن "إيناس" تصدت إلي قضية شائكة وحساسة وهي غير مؤهلة لا فكرياً ولا إبداعياً لذلك ولهذا فإنها كالعادة أضاعتها؟!
*******
احذر أمامك «فخ»!
ربما لا يعرف الكثيرون المخرج "إبراهيم عفيفي" الذي ينتمي إلي جيل الثمانينيات في السينما المصرية.. ارتبط "عفيفي" بالأفلام التجارية التي حققت إيرادات ضخمة في السينما المصرية مثل "القرش" ، "الفرن" ، "السيد قشطة" ، "العجوز والبلطجي" ، "قبضة الهلالي".. ابتعد عن السينما مع تغير وجهها وتغير معاييرها التجارية وعاد إليها بنفس المفردات التي تركها عليها.. السينما تغيرت وأيضاً الجمهور فلم تعد هذه هي معاييره.. بطل الفيلم "يوسف شعبان" الغائب أيضاً عن السينما عائد أيضاً إليها وهو موقن أن موجة التجارية هي لا تزال موجة الجمهور.. يؤدي "يوسف شعبان" دور صاحب شركة إنتاج سينمائي وتاجر مخدرات الخط التجاري يكمن في علاقة "يوسف شعبان" بالنساء.. هو يريد المرأة الخادمة وتعددت النساء علي خريطته اللائي يحققن له هذه الرغبة ويقدمه دائماً المخرج وهو يتابع "هند رستم" و "نادية لطفي" في أفلامهما القديمة التي يرتدين فيها في الزي البلدي حتي تتم إثارته.. وهو ما نجحت في تحقيقه له "بوسي سمير" و "رانيا يوسف".. وينتهي الفيلم بأن يتمكن "يوسف شعبان" من السفر خارج الحدود إلي إيطاليا ضاحكاً علي العصابة الأخري وعلي الشرطة وتنتهي الأحداث.. لا أتصور أن هذا الفيلم يحقق لأي ممن شاركوا فيه طموحهم.. المخرج التجاري لم يعرف كيف يخاطب الجمهور الروش.. "رانيا يوسف" والتي يبدو أنها تتطلع لكي تصبح نجمة للإغراء وتبذل في هذا المجال كل ما لديها من محاولات وبالمناسبة فإن "رانيا" أراها ممثلة موهوبة ابتعدت كثيراً لظروفها الخاصة ولكن عندما وجدت الفرصة مثلاً تليفزيونياً هذا العام أثبتت جدارتها في "حرب الجواسيس" علي سبيل المثال ولكنها في "فخفخينو" تلعب فقط بجسدها ولا أتصور أن اللعب هذه المرة لصالحها.. السينما الآن أعادت مرة أخري التطلع للجيل الأكبر الذي كان فيما يبدو وكأنه خارج تلك المنظومة ولكن "يوسف شعبان" عندما قرر العودة لم يستطع أن يحدد بدقة كيف يختار خطوته و "بوسي سمير" مطربة السطوح انتهي عمرها الافتراضي وزاد وزنها حتي علي أدوار الإغراء.. "مصطفي هريدي" أخذ فرصته الثانية وأهدرها!!
لمن تصنع هذه الأفلام للجمهور في السينما أم لمشاهدي الفضائيات.. أتصور أنها تتحسس طريقها للثانية إلي الفضائيات وهي أفلام محدودة التكاليف تعتمد بنسبة كبيرة علي سماحة الجمهور فهو قد جاء لكي يضحك لتمضية وقت فراغ.. فلا اهتمام بأي منطق فني أو درامي وليس هناك تفاصيل.. المخرج يتمني أن تنتهي سريعاً أمام الشاشة الساعة ونصف أو الساعتين علي أكثر تقدير.. ورغم ذلك فأنا لا أقف ضد هذه النوعيات فلم تكن أفلام "المقاولات" التي اشتهرت بها السينما المصرية في الثمانينيات كلها شراً بل أتاحت الفرصة لبعض الممثلين والكتاب والمخرجين.. فكان لها أيضاً بصيص من ضوء أبيض لم أعثر حتي الآن علي هذا الضوء الأبيض فيما شاهدته من أفلام ولكن ربما نحاول الأسبوع القادم مرة أخري في النصف الثاني المتبقي أن نعثر عليه.. أكرر ربما!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.