مع تصاعد الأزمة بين الغرب وإيران التي كشفت عن مفاعل نووي جديد قامت ببنائه سرًا استبعد نائب رئيس الجمعية المصرية للأمم المتحدة السفير نبيل بدر مستشار وزير الخارجية الأسبق أن يكون هناك تهديد نووي إيراني ضد دول الخليج وبالتالي ضد دول المنطقة وحتي إسرائيل مشيرًا إلي أن ذلك يرجع لأسباب سياسية وعسكرية ودولية معتقدًا انها لن تغيب عمن يتخذ القرار في طهران. أكد بدر في تصريح خاص ل"نهضة مصر" أن إيران تسعي إلي تحقيق وضع اقليمي متميز يتيح لها أن تكون لاعبًا رئيسيًا مستغلة قدرتها البشرية والاقتصادية والعسكرية فضلا عن وضع جيو إستراتيجي مهم يجعلها قريبة لمنطقة الخليج العربي خاصة وانها منطقة رئيسية في إمدادات البترول فضلا عن دول الجوار مع أفغانستان وباكستان والتواصل الجغرافي مع الأولي بصفة خاصة ثم ملاصقتها لمجموعة من الدول التي أصبحت تسمي دول الكومنولث وكانت جزءا من الاتحاد السوفييتي القديم. قال ان ايران تتمتع كذلك بقدرات في مجال الطاقة والمحصلة في مجملها ان ايران ما بعد الخوميني أو إيران الثورة الاسلامية التي مازالت تتسمي بها تشعر أن من حقها التمتع بهذا الوصف فضلا عن ذلك فهناك النفوذ الشيعي المذهبي الذي يمتد للمنطقة العربية ودول الجوار الجغرافي لإيران بما في ذلك أفغانستان وباكستان ومناطق أخري من العالم الاسلامي مشيرًا إلي انها تضيف هذا العامل من التأثير الديني إلي مجمل العناصر الجيوجغرافية. أضاف بدر أن الضغوط الموجودة حاليا علي إيران تتعلق بالجانب السياسي وليس القانوني لأنه واضح وهو أن من حق إيران تخصيب اليورانيوم ولكن لأنها لم تعلق عن نواياها وقيامها بالتخصيب في المرحلة التي بدأت منها ولكن نظرًا لأن النظام الايراني لا يتمتع بسمعة طيبة لدي دوائر الغرب تحولت القضية إلي ملف سياسي تحول من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا إلي مجلس الأمن. وشدد بدر علي أن إيران عليها تسوية أمورها السياسية وفي نفس الوقت الاعتراف بها بوضع ترتضيه وأن تحصل من المزايا الاقتصادية علي ما يعوضها عن تقديم بعض التنازلات أو ان ايران سوف تتمسك بحق التخصيب لأنه شأن تتوافق عليه الساحة الايرانية ويمثل إعتزازا قوميا لها فضلا عن الحق القانوني في التخصيب أو إخضاع منشآتها للتفتيش المتواصل من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأشار السفير السابق إلي انه ربما يتم فرض عقوبات من داخل مجلس الأمن علي إيران باتفاق الدول دائمة العضوية وأن الصين اوضحت انها ضد مبدأ العقوبات ولكن السؤال هل الصين علي إستعداد لاستخدام حق الفيتو أم انها ستقتصر علي الامتناع عن التصويت لأن هناك شبكة من المصالح بين الصين وإيران والولايات المتحدة وأطراف اخري. ومن ناحية أخري فروسيا سوف تكون لاعبا مهما للغاية بمعني انها ربما تكون هي الطرف الذي يقبل إيران بصفة خاصة التعامل معه في حدود الموضوع النووي مقابل مزايا تحصل عليها من روسيا وهو أمر لم تستنفد إمكانياته بالكامل حتي الآن. وأوضح السفير نبيل بدر أن الإدارة الأمريكية برئاسة أوباما تسعي لمشاركة أطراف اخري كالاتحاد الأوروبي إذا كانت دول الاتحاد الأوروبي علي استعداد لفرض عقوبات علي إيران مشيرا إلي أن فرنسا صرحت وحددت سقفا زمنيا هو نهاية العام الحالي. قال بدر إن مصر لا ترحب بالتمدد الإيراني الذي يطال الدول العربية المؤثرة مثل العراق ويهدد دول الخليج فضلا عن استخدام المؤثر الديني مشيرًا إلي أن هناك أطرافا اقليمية أخري تسعي بدورها للتحرك بما لا يتوافق مع المصلحة المصرية مثل إسرائيل أي ان إيران ليست وحدها إنما هناك اطراف اخري وهذا بالتأكيد يدعو إلي دراسة الموقف وإتخاذ ما يلزم من السياسات خاصة وأن ايران يحميها طرف اقليمي مهم مثل تركيا وإن كانت لا تتمتع بالسمعة السياسية المناسبة التي تجعل تركيا لاعبا إقليميا واضح الأهمية. من جانبها تري الدكتورة نهي بكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية اننا نستبدل العدو الأصلي وهو إسرائيل بإيران مشيرة إلي اننا نمشي وراء الدول الغربية لأن عدونا الرئيسي هو إسرائيل. وقالت بكر في تصريح خاص ل"نهضة مصر" أن الحل هو أن يخلي العالم من كل الأسلحة النووية مؤكدة علي ضرورة انضمام إسرائيل لاتفاقية منع الانتشار للأسلحة النووية وذلك حتي لا يحدث تسابق للدول في التسلح النووي. قالت ان الحل العادل هو إعادة صياغة اتفاقية منع انتشار السلاح النووي مؤكدة أن الاتفاقية نفسها غير عادلة حيث تمنع حقوقا لدول وتترك هذه الحقوق لدول أخري في نفس الوقت. وأشارت إلي أن إيران لديها نوايا ورغبات للهيمنة علي المنطقة فحاليا تحاول الهيمنة الاقتصادية فالاستثمارات الايرانية في الخليج كبيرة جدا وكذلك فكم التوجه للأقليات الشيعية في دول الخليج التي حاولت إستقطابهم كبيرة مع العلم أن كثيرا من دول الخليج يفتقد إلي الهوية والولاء وبالتالي فالأقليات الشيعية تجد حديثا تستمع له إيران لكن في نفس الوقت ليس معني ذلك أن القضية الأساسية هي إيران ولكن القضية الأساسية التي يجب علي العالم التركيز عليها هو إخلاء العالم ومنطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل يشمل إيران وإسرائيل.