الكاتب الليبرالي المتميز سعد هجرس أثار شجون العديد من أصحاب العقول المستنيرة في شأن الموقف الذي تعرض له في ألم المستشار لبيب حليم "نائب رئيس مجلس الدولة" وقد آثر المستشار ألا يثير هذه الواقعة الحزينة مع أحد مترفعا عن ذلك الموقف الذي أفرزه جهل إنسان أسره ظلام العقل وعدم معرفته لتعاليم دينه. المستشار لبيب فقد بعض الأبناء والأحفاد في حادث أليم فمر بتجربة حزينة أفرزت في أعماقه حزنا ومرارة، لم يكد يفيق منها ليصحو علي جرح جديد حينما أعد لطباعة كروت يدعو فيها محبيه الذين جاملوه في العزاء ليحضروا قداس الأربعين، كان الاتفاق كما نشرت بعض الصحف مع مطبعة الدريني بالقاهرة متقاضيا صاحب المطبعة مقدماً من القيمة الإجمالية لسعر الكروت الإجمالي كما هو متبع، وكانت المفاجأة التي فجرت فوق الحزن حزناً يقدر ما تبقي من نسيج قلب الرجل حينما قال صاحب المطبعة خذ ما دفعته من مال مقدماً لعمل الكروت "قائلا مش بنعمل شغل للنصاري دول كفرة".. عجبا.. دفن المستشار أحزانه في بقايا ممزقة من وشائج قلب ضعيف النياط.. لم يتكلم ولم يتظلم ولم يطلب من أحد أن يقتص له القانون أو الدستور الذي يحترم المواطن في بنوده وهو من أساتذة القانون ورجاله، وربما بنسبة من حوله في اطلال أحزانه ليقفز الخاطر بنبرة حزن ترجمها من حوله من أصدقاء إلي المعني الحزين لقصة ما كنا نحلم بها أن تحدث ومن هنا كان للأقلام الحرة أن تنزف دما علي ما يحدث فكتب البعض مستنكرا.. حزين عليك يا وطني.. وفي قلبي شجني! ولنتذكر أن هناك العديد من الآيات القرآنية التي تحث علي ضرورة التعامل بالحسني مع أهل الكتاب وتدفع بالحرص علي سلامة العلاقة معهم إذاً فالدين الإسلامي قنن علاقة الاحترام المتبادل بين الناس حتي غير المؤمنين بالإله الواحد فما بالك بمن آمن بالإله الواحد تبقي كلمة.. وهي الأهم فإن مسئولية الدولة عظيمة جدا حيال ما يحدث فهي مسئولة بكل مؤسساتها الإعلامية والتربوية عن ترسيخ روح جديدة تحث علي المحبة والتعايش في سلام مهما كان الاختلاف فنحن أفكارنا مبعثرة وخارطة تقدمنا فقدت سلامة خطوطها ومواقع استراتيجيتها وتسللت إلينا الثعالب الصغيرة من أوكار الظلاميين والمتعصبين، وانتشرت بيننا شرائط التخلف لبعض من يكرهون مصر وهم لا يدركون ما تفعله كلماتهم بالوطن، وأيضا انتشرت الأفكار السلفية لبعض المحسوبين علي الوطن في أجهزة الإعلام مثال لذلك ما عرضته القناة الثانية منذ فترة قريبة من خلال برنامج يقدمه السيد محمد هداية متحدثا عن الأديان السماوية لاغيا المسيحية وما سبقها معلنا أن هذه الأديان قد انتهت بمجئ الإسلام، هذا مثل واحد من مئات الأمثلة يحمل الازدراء بالآخر فلكل إنسان الحرية أن يتحدث عن معتقده لكن لماذا يقلل من شأن الآخرين، أنها بحق مأساة حصادها سيكون مرا في وقت ليس ببعيد نحن كما هو واضح من كل ما يدور حولنا من أحداث طائفية أننا مقبلون علي ما هو أسوأ مما نحن فيه الآن، طالما ينتعش بالحياة خفافيش الظلام يفرضون أفكارهم يكفرون من يريدون تكفيره وينشرون فتاواهم التي ترفضها روح الديانة الإسلامية.. هل ستترك تلك السحب السوداء تعكر صفو سمائنا أم أننا سوف نعمل لصناعة فجر جديد يبلج بنوره القوي ليبدد سحب الظلام، عن وطن عاش في وحدة عبر القرون دافع فيها أهله عنه.. سؤال أخير.. أليست المواطنة في خطر؟ آخر العمود: الحيوان الأليف يعيش مطمئنا ويموت مطمئنا لأنه لا يعرف الحقد أو العنصرية أو الكراهية!