يبدو أن هناك من اكتشف، أخيراً، أن مسرح الغد، الذي تنطلق منه فرقة الغد التجريبية، يكاد يكون صورة طبق الأصل أو نسخة مكررة من مسرح الطليعة "المخضرم"، الذي عرف بتقديم وإنتاج هذه العروض التجريبية منذ تأسيسه وعبر كل العهود التي تولي إدارته فيها كبار المخرجين. من هنا، ومع مطلع عام 2009، كان الاتجاه لتغيير اسم وهوية مسرح الغد ليصبح الفرقة القومية للعروض التراثية، وهو ما أكده مديره المخرج ناصر عبدالمنعم بقوله: "لقد اقترحت فكرة تغيير الاسم والهوية، بعدما اكتشفت أن مسرح الطليعة يعتمد علي عروضه علي التجريب أيضا، ورأيت اننا قادرون علي أن نطرق "التجريب" من منطلق استلهام التراث، بمعني أن تعتمد النصوص علي قطع من التراث، ونتعامل معها بمنطق "التجريب" وسنبدأ عروضنا، تحت هذه الهوية الجديدة، بعرض "الغولة" تأليف بهيج إسماعيل وإخراج مصطفي طلبه، الذي يتناول الموروث الشعبي في منطقة الواحات "زوجة يموت زوجها فلا تغادر المنزل أكثر من مائة يوم لكنها لا تستحم أيضا فتتحول إلي صورة من "الغولة"، وهناك العرض المسرحي "مقدمه لسيادتكم" تأليف رشا عبدالمنعم وإخراج هاني عفيفي "تاريخ الإنسان المصري مع الشكوي منذ الفلاح الفصيح وصولا إلي بريد الأهرام" وعرض "قنديل أم هاشم" تأليف يحيي حقي وإخراج محمود الزيات و"مآذن المحروسة" تأليف محمد أبوالعلا السلاموني. وإخراج عبدالرحمن الشافعي بالإضافة إلي التجربة المسرحية "أغانينا" التي تتناول الأغاني والألعاب الشعبية في تراثنا من تأليف أسامة نورالدين وإخراج أحمد السيد، فالتغيير كما يقول ناصر عبدالمنعم. جاء لتوثيق الصلة بين الجمهور والتراث جنبا إلي جنب مع تفريخ طاقات شابة جديدة تجدد العلاقة بين هذا الجيل وعاداتنا وتقاليدنا وتراثنا، وتحافظ علي هويتنا. تقرير: مي سكرية