منذ أسابيع جري الحديث عن الأزمة التي فجرها قرار النادي الأهلي بعدم بث مباريات فريق كرة القدم علي القنوات الفضائية الخاصة، واستنكار أصحاب هذه القنوات للقرار،وتأكيدهم أنه كبدهم خسائر تقدر بنحو 5 ملايين جنيه اضطروا لاعادتها لاصحاب الاعلانات، لكن جاء قرار الشركة المصرية للأقمار الصناعية بقطع شارة البث عنهم في مباراة ناديي الأهلي والاتحاد السكندري في بطولة الدوري العام ليمثل منعطفاً خطيراً في الأزمة، بعدما نظر أصحاب هذه القنوات إلي القرار بوصفه يعكس انحيازاً سافراً للنادي الأهلي ضد أصحاب القنوات الفضائية الخاصة مما دفع الغالبية منهم للتهديد باللجوء الي القضاء ضد الشركة المصرية،ومطالبتها بالتعويض المادي والادبي عن الأضرار التي لحقت بها،في حين ذهب خبراء الإعلام إلي أبعد من هذا حينما وصفوا هذه الخطوة من جانب الشركة بأنها بداية تطبيق وثيقة تنظيم البث المرئي والمسموع التي قيل أنها تهدد حرية هذه الفضائيات،وتسهم في تكبيل وتقييد حركتها. ولأن أحداً لم يوضح لنا موقف الشركة المصرية للأقمار الصناعية مما جري، وأسباب قرارها المفاجيء بقطع إشارة البث،والحيلولة دون تكراره في أي أزمة مقبلة،وموقف الشركة في حال تفعيل قرار تهديد القنوات الفضائية الخاصة،اخترنا أن نتوجه إلي الإعلامي الكبير أمين بسيوني رئيس الشركة الذي وضع النقاط فوق الحروف بقوله: دعونا نتفق أولاً أن "النايل سات" ليست سوي وسيلة نقل، ومن ثم فلا علاقة لنا بكل المشاكل التي تُثار الآن بشأن أحقية بث مباريات كرة القدم للنادي الأهلي، ونحن لسنا طرفاً في هذه الأزمة، والموضوع لا يخصنا من قريب أو بعيد، ودورنا كوسيلة نقل يفرض علينا متابعة ما إذا كانت هذه القنوات الخاصة متعاقدة مع المنطقة الحرة، وملتزمة بالبنود أم لا. أما ما أثير حول واقعة قطع شارة البث اؤكد اننا لجأنا إلي هذا بعدما اكتشفنا أن هذه القنوات خالفت أهم بند في العقد الذي وقعته معنا، وهو ضرورة أن تملك الحق في كل ما تعرضه علي شاشتها، وبالتالي كان علينا أن نوقف جريمة كانت علي وشك أن تُرتكب وتعرضنا للمساءلة القانونية. وقد بدأ الموضوع عندما تلقيت مكالمة هاتفية من المسئولين بالتليفزيون المصري تؤكد لي أن عدداً من القنوات الفضائية الخاصة تنقل عن طريق قنوات التليفزيون المصري مباراة نادي الاهلي،علي الرغم من أنها ليست صاحبة حق في نقلها، وأن "لوجو" التليفزيون المصري يظهر علي شاشات هذه القنوات، وبعدها تلقيت مكالمة هاتفية أخري من المسئولين بالنادي الأهلي تؤكد أن هذه القنوات لا حق لها في إذاعة مباريات النادي، وعندما اتصلت بالمهندسين في "النايل سات" أكدوا لي أن هذه القنوات تنقل بالفعل عن التليفزيون المصري، وأن "اللوجو" يظهر بوضوح علي شاشات بعض هذه القنوات فيما تحاول قنوات أخري عمل "زووم" علي الملعب أي تكبير شكل الملعب في محاولة منهم لاخفاء "اللوجو" وعليه كان القرار الفوري بقطع الإرسال عن هذه القنوات. وكيف كان رد فعلكم تجاه تهديد أصحاب القنوات الخاصة باللجوء إلي القضاء ؟ هذا كلام لا معني له فكما قلت مسبقاً فنحن لا دخل لنا بهذه القضية، وإذا أردنا الحقيقة فالموضوع كله "بيزنس "، وكلُ يسعي لمصلحته، ومنذ هذه الواقعة والمكالمات تنهال علي من أصحاب هذه القنوات، وكان ردي الوحيد أن لدينا بنداً صريحاً، ومن يمتلك أي مستند يؤكد أحقيته في نقل هذه المباريات فعليه أن يأتي به، وإن لم يكن فعليهم أن يحلوا مشاكلهم مع اتحاد الكرة والنادي الأهلي. لكن البعض فسر خطوة قطع إشارة البث التي تحدث للمرة الأولي بأنها خطوة في سبيل التمهيد لتنفيذ وثيقة البث الفضائي؟ (منزعجاً).."هي الحكاية سايبه" ؟ فالأمور لا تُقاس بهذا الشكل، ولا تمكن أن تكون كذلك، وطبقا لبديهيات أي عقد فإن الذي يدعون أنهم تعرضوا للضرر اخترقوا بموقفهم هذا أبجديات تحرير العقود، وتصوروا أن في قدرتهم وضع الجميع أمام الأمر الواقع كما خُيل إليهم أن لديهم المقدرة في إذاعة المباريات، ولم يجدوا حرجاً في ظهور "لوجو" القناة الثانية أو الفضائية المصرية علي شاشاتهم جنباً إلي جنب "اللوجو" الخاص بهم، وتصوروا أن أحداً لن يمنعهم لكننا قمنا بأداء واجبنا، خصوصاً أن مكالمات المسئولين في التليفزيون المصري والنادي الأهلي كانت واضحة، وإذا لم نتدخل فسُينظر إلينا باعتبارنا شركاء في هذا الأمر وستتم مقاضاتنا.