اعتبرت أوساط سياسية لبنانية أن عدم صدور البيان الوزاري حتي الآن والخلافات التي تدور داخل الساحة بين فريقي الموالاة والمعارضة داخل الحكومة ساهمت في تدهور الوضع الأمني بشمال لبنان. ونقلت صحيفة (الأخبار) اللبنانية عن مصادر سياسية قولها "إن المنطقة تعد ذات أرضية خصبة وجاهزة لتنفيس الاحتقان أو ترجمة الخلاف".. معتبرة أن الفريقين عندما لم يتفقوا علي صيغة نهائية للبيان الوزاري انتقل هذا التباين إلي الشارع. وأوضحت المصادر أن الأصوات التي بدأت ترتفع مؤخرا، وعبرت فيها عن موقفها من عدم إمكانية إجراء انتخابات نيابية في ظل وجود السلاح بيد فريق من اللبنانيين، كانت رسالة في أكثر من اتجاه.. إلي جانب الايحاء بأن السلاح الموجود في الشمال، هو في مقابل السلاح الموجود في الجنوب والضاحية والبقاع، لإيجاد نوع من التوازن العسكري بين هذه المناطق. وحذرت المصادر من أن استمرار هذه الاشتباكات سيجعلها تتعقد، وتتداخل فيها عوامل عدة لأنها ليست محلية بحتة. ومن جانبه، أعرب النائب مصطفي علوش عن اعتقاده بأن ما يحدث هو محاولة لإضفاء شرعية جديدة علي سلاح حزب الله، فيما أشار النائب مصباح الأحدب إلي وجود أدوات مسلحة تابعة للحزب في طرابلس.. منتقدا غياب القرار السياسي في طرابلس لأن من يدير الأمور علي الأرض الأدوات الانتخابية. وافاد مسئول امني بأن شخصا تاسعا قتل أمس في مواجهات وقعت في طرابلس بشمال لبنان وخلفت 50 جريحا فيما تواصلت المعارك خلال الليل بالرغم من اعلان وقف اطلاق النار. ووقعت مواجهات عنيفة تخللها اطلاق نار كثيف ومتواصل من اسلحة رشاشة وقذائف بين مقاتلين من انصار الطائفتين السنية والعلوية ليل الجمعة السبت كما قال المسئول طالبا عدم كشف هويته. واضاف المسئول ان اطلاق نار متقطعا سمع امس فيما لم ينشر الجيش الذي تموضع علي المحاور الفاصلة بين الاحياء السنية في باب التبانة والعلوية في جبل محسن، بعد التعزيزات التي ارسلت الي طرابلس. وقد تكثفت المعارك بالرغم من اعلان وقف النار مرتين أمس الأول. ودخل وقف اطلاق النار الثاني كما يفترض حيز التنفيذ أمس الأول. وقتل سبعة اشخاص بينهم صبي في العاشرة من عمره خلال يوم من المعارك التي اندلعت ليل يوم الخميس الماضي قبل سقوط القتيل الثامن أمس. واصيب نحو خمسين شخصا اخرين بجروح في اعمال العنف. وكان وزير الداخلية زياد بارود والمدير العام لقوي الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي توجها الي طرابلس في المساء للاطلاع علي الوضع ميدانيا والبحث في سبل اعادة الهدوء. من ناحية أخري قال مصدر سوري مطلع إنه لم يحدد بعد موعد دقيق لزيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان إلي دمشق. فيما زار وفد من النواب السوريين الحاليين والسابقين الرئيس سليمان أمس لتهنئته بتوليه مقاليد رئاسة الجمهورية وإطلاق سراح الأسري وجثامين الشهداء. وأوضح المصدر السوري أن موعد زيارة سليمان يضعه الرئيسان السوري بشار الأسد ونظيره اللبناني تبعا لجدول أعمالهما خصوصا أن الرئيس اللبناني منشغل بمتابعة إنجاز البيان الوزاري للحكومة الجديدة. وتوقع المصدر ألا يتجاوز ذلك الموعد مدة أسبوع.