الانتقام من مخرج انسحب من المنافسة علي جائزة الإخراج فاستبعدوا عرضه من المشاركة! هل أدمن القائمون علي المهرجان القومي للمسرح المصري اختراق لائحة المهرجان؟ وإذا كان الأمر كذلك فما الذي يجبرهم علي الالتزام بوضع لائحة للمهرجان؟ ولماذا لا يغيرون بنودها لتصبح أسرع لائحة تتعرض للتغيير في تاريخ المهرجان؟ ففي أعقاب واقعة اشتراك مدير المهرجان خالد جلال بعرضين هما "قهوة سادة" و"الاسكافي ملكاً" من إخراجه، وهو الأمر الذي يتعارض مع الأعراف والتقاليد ثم استدراكه للأمر قبل أن يبدأ المهرجان حينما قرر الانسحاب من المنافسة علي جائزة الإخراج تكرر الخروج أو التجاوز في تقدم بعض أصحاب العروض للمشاركة بها في المهرجان، والمنافسة علي جوائز بعيداً عن الالتزام بلوائح المهرجان التي تنص علي ضرورة أن يكون العرض قد عرض جماهيرياً وتجارياً، وأن تقدم الجهة المنتجة ما يثبت ذلك إلي جانب ملف يضم السيرة الذاتية للعرض مدعوماً بالصور والإعلانات والمقالات النقدية إن وجدت مع كتيب العرض، وأن يتم الالتزام بالتوقيت الذي تحدده اللائحة لكل عرض، وهو ألا يزيد عن ساعة ونصف الساعة وألا يقل عن الساعة، وطبقاً لبنود اللائحة، التي وضعتها وزارة الثقافة تحت إشراف صندوق التنمية الثقافية، فإن المشاركة تصبح رسمية بتقديم استمارة بيانات وطلب اشتراك يُقدم قبل منتصف مايو من كل عام، وهو ما يعني أن العروض التي عرضت بعد هذا الموعد لا يحق لها الاشتراك في المهرجان، وبالنظر إلي عرض "ما أجملنا" تأليف محفوظ عبد الرحمن وإخراج أحمد رجب يتضح انه عرض خمسة أيام قبل نهاية شهر يونيو(!) ومع ذلك وافقت إدارة المهرجان علي مشاركته باسم مسرح الشباب، وهناك مخالفة أخري تمثل تعارضاً رئيسياً بين اسم المهرجان وبعض العروض المشاركة، بالمفترض أن المهرجان للعروض المسرحية المصرية القومية، ومع هذا يفاجأ المراقب لأعماله بمشاركة عروض من تأليف أجانب أو مقتبسة عن نصوص عالمية تم تمصيرها مثل "موت فوضوي صدفة" و"مشعلو الحرائق" و"البؤساء" علي الرغم من أن المهرجان يستهدف في المقام الأول، كما هو واضح من عنوانه، تشجيع الطاقات المصرية الشابة، سواء في التأليف أو الإخراج أو التمثيل وبقية العناصر الفنية. والمفارقة المثيرة، والعجيبة، أن عرض "3*1" الذي كتبه وأخرجه مصطفي سعد انطبقت عليه كل الشروط لكنه استبعد من المشاركة، وفضل مسرح الطليعة المشاركة بثلاثة عروض أخري(!) وفي خطوة لم ترد علي بال المخرج سناء شافع تم استبعاد عرض "روميو وجولييت" رداً علي اعتذاره عن المنافسة علي جائزة الإخراج مع الابقاء علي فرصة بقية عناصر العرض في المنافسة علي الجوائز لكنه فوجئ باستبعاد العرض كله من دون سبب يذكر مما دعاه لوصف المهرجان بأنه "عشوائي ومتخبط ويعاني أشكالاً عدة من الإهمال والسلبية واللامبالاة". التكريم أيضاً تحول إلي غُصة في حلق المهرجان القومي للمسرح المصري، في دورته الثالثة، ففي حين تنص اللائحة علي تكريم ثلاثة رموز علي قيد الحياة وإحياء ذكري أحد الرواد الراحلين، ليصبح الإجمالي أربعة مكرمين، تكرر ما حدث العام الماضي ووصل عدد المكرمين إلي خمسة هم: الناقدة د. هدي وصفي، الكاتب والمنتج سمير خفاجي، الفنانة رجاء حسين، المخرج نبيل الألفي، والكاتبة والناقدة سناء فتح الله، التي اعتذرت وحل مكانها الفنان السيد راضي، لكن إدارة المهرجان حاولت الإيحاء بأن اعتذار الناقدة المسرحية سناء فتح الله جاء بدون سبب، وهو ما نفته الناقدة الكبيرة بقولها ل "نهضة مصر": - الكل يعرف أسباب اعتذاري عن عدم التكريم، فأنا أرفض أن يأتي تكريمي من مهرجان تقيمه وترعاه وزارة الثقافة والوزير فاروق حسني الذي لم يشاهد عرضاً مسرحياً واحداً طوال 26 عاماً من توليه مهام منصبه(!) إضافة إلي أن لي رأي في التكريم والتقييم حيث أري أن الأمور اختلطت بشكل غير مسبوق، ولم يعد التكريم يصادف أهله، وموافقتي علي تكريم مهرجان تقيمه وزارة الثقافة يعني اعترافي بوزير سرقت الآثار في عهده!