مساء السبت الماضي انطلقت عروض المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته الخامسة ، 12 مسرحا استقبلت 34 عرضا مسرحيا في مظاهرة فنية مسرحية تعكس ظاهرة العودة للاهتمام بحركة المسرح في مصر بدأت قبل أربعة أعوام منذ ان تحقق حلم المسرحيين في مهرجان خاص بالعروض المصرية بعد ان احتكر المهرجان التجريبي الاهتمام الرسمي لوزارة الثقافة طوال السنوات الماضية . كان حلما يراود خيال اهل المسرح الذين طالبوا كثيرا بأن يكون لهم مهرجان قومي لعروض المسرح المصري بجميع اطيافه والوانه " فرق الدولة المتمثلة في البيت الفني للمسرح ، والبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية ، ومركز الهناجر، ومراكز الابداع، وفرق الثقافة الجماهيرية ، وفرق الجامعات، والشركات، والفرق الحرة او الفرق المستقلة او فرق الهواة ، وعروض المعهد العالي للفنون المسرحية باكاديمية الفنون .. الجميع ظل يسعي من اجل مهرجان محلي لهم يعبر عن افكارهم ويكون مغايرا لما يقدم في المهرجان التجريبي الذي مايزال يلقي معارضة من قطاع عريض من المسرحيين ونحن لسنا بصدد الحديث عنه الآن .. المهم استجاب الفنان فاروق حسني وزير الثقافة واعلن ميلاد الدورة الاولي من المهرجان القومي للمسرح المصري عام 2006 .واستمر المهرجان حتي دورته هذه الخامسة بفضل حماس الدكتور أشرف زكي رئيس المهرجان ولاقي بعض الاعتراضات خاصة فيما يختص بالمنافسة بين النجوم والشباب في مسابقة واحدة وانتهي الامر بمسابقة منفصلة لكل منهما ثم جاء الاعتراض الثاني من بعض المسرحيين حول مطلبهم بعدم حذف مشاهد من عروضهم بحجة ان الوقت المخصص لا ينبغي ان يزيد علي ساعتين وهددوا بالانسحاب وظل هذا الشرط قائما الي يومنا هذا .. أهم نتائج المهرجان في رأيي هي اكتشاف جيل جديد من الشباب الموهوبين في كل عناصر العرض المسرحي خاصة في الدورتين الثالثة والرابعة لكن يبقي التساؤل مطروحا .. المهرجان بوضعه الحالي يحتاج الي وقفة مع النفس لتجديد شبابه قبل ان يصاب بالسكتة القلبية وحتي يبقي مثل التجريبي الذي تخطي عامه العشرين.. فالمهرجان يحتاج الي مزيد من الضبط والربط .. الي الاستعداد من وقت مبكر خاصة في اعلان اسماء أعضاء لجنة التحكيم وحتي لاتتكرر اسماء فعلي سبيل المثال هناك ثلاثة من اعضاء لجنة هذا العام سبق ان شاركوا في الدورة الاولي واذا كان تصريح رئيس المهرجان حول تغيير اللجنة العليا يعني حسب ردوده بضخ دماء جديدة وتجديد شباب اللجنة فلماذا لم يأخذ في الحسبان ضخ دماء جديدة في لجنة التحكيم وأيضا المكرمون لماذا الاصرار علي أربعة فقط .. يقولون حسب اللائحة .. هي ليست كتابا سماويا هي لائحة قابلة للتغيير والحذف والاضافة .. لا يريد المسرحيون مهرجانا ثابتا علي طول الخط لان سنة الحياة في التغيير! وسؤالي الاخير علي أي اساس يتم اختيار المكرمين كل عام .. وماهي الشروط التي يجب ان تتوفر في شخص المكرم وهل من بينها ان يقضي عمره علي خشبة المسرح وان يكون قد قدم اعمالا كثيرة في المسرح ؟! علي كل حال .. يبقي هذا المهرجان فرصة جيدة لكل المسرحيين لتوجيه المزيد من الاهتمام الي المسرح المصري لكي يستعيد ريادته في المنطقة العربية كما كان دوما رائدا وحاملا لمشعل الثقافة العربية.