العمالقة في حياتنا الثقافية لا يرحلون عن حياتنا العامة، قد يرحلون بأجسادهم ولكنهم باقون بيننا في كل جلساتنا الثقافية بأفكارهم وابداعهم وتوهجهم من تأثير أفكارهم بل بعضهم يتخطي المحلية الي العالمية فهل رحل عن عالمنا شكسبير أو بتهوفين او بيكاسو أو فيكتور هوجو أو تشارلز دكنز أو نجيب محفوظ أو طه حسين أو العقاد لم يرحلوا وسوف يظلون باقين الي ان يرث الله الأرض ومن عليها، فلم يرحل اخناتون ولم يرحل توت عنخ آمون منذ آلاف السنين لأن تراثهم الفكري باق في الوجدان الانساني وبنفس المعيار لن يرحل عنا زعيم كتاب السيناريو عبدالحي أديب فهو باق بتراثه الفكري والأدبي في مائة وثلاثين فيلما آخرها رائعة البيبي دول فهو يغلب عليه الطابع السياسي ولكن في قالب كوميدي اجتماعي استطاع المخرج عادل أديب ان يدخل بالفيلم المصري الي العالمية بحرفية واحتراف شديد وهذا الفيلم لو كان في عهد غير عهد مبارك لما خرج الي النور لأنه لم يضع خطوطا حمراء في كشف علاقة امريكا وما يحدث من أكبر مأساة عرفها العالم منذ آدم حتي اليوم في افغانستان والعراق وفلسطين والسودان لقد وضع سيناريو الفيلم يده علي المحرك الرئيسي لمستنقع الدم الذي يعيش فيه العالم وقال الفيلم علي لسان أبطاله ما يقوله كل سكان الكرة الارضية وخاصة ثلاثمائة مليون عربي بداخلهم ولكنهم يخافون ان يقولوه في العلن ولكن عادل أديب اخذ كلام والده واعلنه لكل سكان الكرة الأرضية في جرأة شديدة لدرجة انني اصبحت اخاف علي حياة عادل أديب ان يرصده الموساد الاسرائيلي أو مخابرات أي دولة لأن ما فعله عبدالحي أديب وابنه عادل أديب يدخل في باب المحظورات العالمية لقد عري الجميع وكشف عوراتهم وما تفعله أمريكا في سجن أبوغريب وما تفعله اسرائيل في الفلسطينيين بلا رحمة كما لو كانوا حيوانات ضالة يجب التخلص منها، ان ما حدث لانتوني كوين السينما المصرية اقصد ما حدث لنور الشريف في سجن أبوغريب من قطع اجزائه التناسلية وقطع عضو الذكورة فيه حوله من انسان مسالم الي إرهابي يريد ان ينتقم لرجولته ممن فعلوا به ذلك في سجن أبوغريب ورغم هذه المأساسي الدرامية نجد ان الخط السياسي للفيلم ذلك الممثل الداهية كيرك دوجلاس السينما المصرية اللي ما جبتوش ولادة اللي اسمه محمود عبدالعزيز الذي يشتري البيبي دول من احد محلات باريس وهو يحلم في ليلة البيبي دول ان يمارس حقه الطبيعي مع زوجته ولكنه يقضيها بوس كل الفيلم وتتدخل الاحداث الدرامية الكوميدية في التفرقة بينه وبين زوجته وسوف أدفع مكافأة مائة ألف جنيه لمن يدخل هذا الفيلم ولا يضحك حتي القهقهة ذات الصوت العالي خلاف الاحداث الكوميدية مع سلاف فواخرجي هذه الممثلة التي يشاهدها الجمهور المصري لاول مرة ولكنه سوف يعشق رؤيتها لانها لا تمثل ولكنها تقنعك انك تعيش معها في الحياة من شدة صدقها في الاداء وهذا الفيلم السياسي الخط يصل بك الي قناعة بالادلة والاثباتات ان سبب مصيبة هذا العالم هو ذلك المسئول الامريكي الذي قالت عنه امه انه أغبي أولادي ونقلت ذلك كل وكالات الأنباء العالمية ويوم ان يخرج بوش من البيت الأبيض سوف يرقص العالم طربا حتي الصباح لأنه خلق الارهاب وصنع الارهاب فقد اصبح الارهاب ظاهرة عالمية وخرج من رحم السياسة الأمريكية الغشيمة وقد ضرب بوش الاقتصاد العالمي فسوف يصل سعر البترول الي مائتي دولار ولكن في النهاية تحية وألف تحية الي قيمة الوفاء التي اطلق صيحتها الثلاثي عماد أديب وعمرو أديب وعادل أديب الي والدهم عبدالحي أديب الذي كتب سيناريو ذلك الفيلم ليدخل الفيلم المصري من باب المحلية الي العالمية ولكن السؤال الذي يدور في ذهني الآن كرجل أمن سابق هل سيترك الموساد عادل أديب بعد ان قال كل شيء يريد ان يقوله العالم عن إسرائيل وامريكا ولكن للأسف الضمير العالمي في حالة سكوت وسكتة قلبية هذا السؤال سوف تجيب عنه الأيام القادمة. لذلك نصيحة للأخ العزيز عادل أديب لا تسر بدون حراسة وخاصة خارج مصر بعد ان وصلت للعالمية بذلك الفيلم وكلمة أقولها في اذن الأخ عماد أديب انت جريء وجرأتك عالية ان تتقدم بهذا الفيلم لمهرجان كان لتفضح أمريكا واسرائيل الا تعلم ان امريكا تسيطر علي العالم كله بما فيها صناعة السينما والمهرجانات ولكني معجب بجرائتك وأخيرا ألف ألف ألف تحية لفاروق حسني والأخ علي أبوشادي اللذين وافقا علي ظهور هذا الفيلم في دور العرض المصرية ولكن هل سيتم سحب الفيلم من دور العرض نتيجة التدخل الأمريكي في الشئون الداخلية لكل دول العالم سؤال آخر سوف تجيب عنه الأيام القادمة.