تمثل حملة "صولة الفرسان" التي يشنها العراق علي جيش المهدي في البصرة مأزقا للولايات المتحدة التي ترغب في تولي القوات العراقية قيادة الأمن ولكنها تخاطر بأن تنزلق إلي الخلافات العنيفة بين الشيعة. وتقاتل قوات الأمن ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي الشاب مقتدي الصدر في المدينة النفطية الجنوبية منذ أيام مستهدفة من اسماهم رئيس الوزراء نوري المالكي بالخارجين عن القانون. ولكن احتمالات تحقيق نصر سريع ضعيفة. فقد انتشر القتال في المناطق الجنوبية وشاركت فيه قوات أميركية وادي لاندلاع احتجاجات من اتباع الصدر في بغداد قائلين إن المالكي يستخدم القوة لإضعاف منافسيه السياسيين. وانسحب الصدر من حكومة المالكي التي يقودها الشيعة العام الماضي حين رفض رئيس الوزراء وضع موعد نهائي لانسحاب القوات الأمريكية. ولكن الصدر أمر جيش المهدي بالالتزام بهدنة كان لها دور محوري في تراجع أعمال العنف في الآونة الأخيرة. ويقول جوست هتلرمان من المجموعة الدولية لإدارة الأزمات "السؤال المهم الآن ماذا ستفعل الولاياتالمتحدة. اذا سمحت باستمرار الحملة فان الهدنة ستنهار وستواجه الولاياتالمتحدة التيار الصدري بكل قوته." وتابع "سيكون الوضع سيئا للجانبين. سيفقد التيار الصدري رجالا وستخسر الولاياتالمتحدة ما تحقق من مكاسب بفضل زيادة قواتها في العراق." وانتفض جيش المهدي ضد الاحتلال الأمريكي مرتين في عام 2004 وألقيت عليه بالمسئولية عن جرائم قتل ارتكبتها فرق إعدام في ذروة العنف الطائفي في العراق. وارسل الرئيس الأمريكي جورج بوش تعزيزات للعراق العام الماضي للمساعدة في منع سقوط العراق في براثن حرب أهلية شاملة ولكنه ينوي سحب 20 ألف جندي بحلول يوليو المقبل ليتبقي 140 ألف جندي اجمالا عند نفس المستوي الذي كانت عليه القوات الأمريكية قبل التعزيزات. وأشاد بوش بعملية البصرة ويقول محللون ان قرار المالكي شن حملة البصرة بدلا من تنفيذ تعهده بمواصلة الهجوم علي مسلحين سنة بمدينة الموصل الشمالية يعطي وزنا لاتهامات التيار الصدري بوجود أهداف سياسية. واستهدفت الهجمات جيش المهدي دون أن تمس قوتين اخريين في البصرة هما حزب الفضيلة ومنظمة بدر التابعة للمجلس الأعلي الإسلامي في العراق الذي يدعم حزب الدعوة الذي يتزعمه المالكي. وقال رايدر فيسر الخبير في شئون جنوب العراق "اذ كان المالكي جادا بشأن انهاء حكم الميليشيات في البصرة كان ينبغي ان يتعامل أيضا مع ميليشيات الفضيلة وبدر."