نفى وزير الدفاع البريطانى ديس براون التقارير الصحفية، التى تحدثت عن تقاعس القوات البريطانية الموجودة فى مدينة البصرة العراقية عن مد يد العون للقوات العراقية، لأنها كانت قد توصلت إلى اتفاق مع ميليشيا جيش المهدى فى المدينة. وكانت صحيفة تايمز البريطانية ذكرت الثلاثاء، أن هناك اتفاقا أبرمته القوات البريطانية مع جيش المهدى التابع لرجل الدين الشيعى مقتدى الصدر، امتنعت بموجبه هذه القوات عن المشاركة فى عملية "صولة الفرسان"، التى نفذتها قوات عراقية وأمريكية ضد عناصر "جيش المهدى" فى محافظة البصرة الجنوبية أواخر مارس الماضى. وأضافت الصحيفة أن الاتفاق من البريطانيين وجيش المهدى أخرج البريطانيين المتمركزين فى مطار البصرة عن المواجهات لستة أيام كاملة، مشيرة إلى أن الاتفاق نص على ألا يدخل أى جندى بريطانى البصرة دون إذن وزير الدفاع البريطانى، إلا أن وزارة الدفاع البريطانية وصفت المزاعم التى أوردتها الصحيفة بأنها "غير دقيقة بالمرة وخادعة"، نافية أن يكون للاتفاق أى دور فى منع القوات البريطانية من دخول البصرة. كما نفى براون الأربعاء، أن يكون قيد حرية القوات البريطانية فى التدخل بالمدينة الواقعة جنوب العراق. وبينما نفى المسئولون البريطانيون وجود مثل هذا الاتفاق، لم ينفوا دخول الجيش البريطانى فى اتفاقات سابقة مع الميليشيات، مما دفع حزب المحافظين المعارض إلى أن يقول إن حكومة حزب العمال لم تعط الشعب البريطانى الصورة كاملة. كان ضباط أمريكيون وعراقيون اتهموا القوات البريطانية بالامتناع عن المشاركة فى العملية، بسبب اتفاق أبرمته العام الماضى مع ميليشيا جيش المهدى، فيما اعترف الجيش البريطانى بأنه أبرم فعلا اتفاقاً مع جيش المهدى فى الصيف الماضى أتاح للبريطانيين الانسحاب من البصرة بأمان. وقالت وزارة الدفاع، إن القوات البريطانية قامت فعلا بتلبية طلب القوات العراقية للدعم اللوجستى والجوى والطبى، كما قامت بتوفير الدعم المدفعى والمدرع للعملية الأمنية التى نفذها العراقيون، موضحة أن التقييد الوحيد لمدى الدعم الذى قدمته للعملية كان إصرار المالكى المبرر بأن يقتنع أهالى البصرة بأن العملية الهادفة إلى فرض حكم القانون فى مدينتهم يقوم بتنفيذها عراقيون.