في مشروع اكتب لأجل إسرائيل الذي اصدره اللوبي اليهودي في أمريكا لغسل أدمغة الطلاب الأمريكيين وجعلهم يدافعون عن إسرائيل، يعرض الكتاب أو الدليل الذي يوزع مجانا علي الطلاب في كل الجامعات أهم القضايا محل الخلاف بين العرب والإسرائيليين، مثل حل الدولتين، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي، وموقف إسرائيل من السلام، وقضية اللاجئين ومسئولية إسرائيل عنها، ولماذا تقوم إسرائيل بعمليات الاغتيال، ومسئوليتها عن قضية اللاجئين، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتخلص الردود إلي أن إسرائيل هي واحة الديمقراطية وتقبل كل قرارات الأممالمتحدة وان العرب والفلسطينيين هم المجرمون والذين يقومون بالإرهاب. هناك ثلاث خصائص تسمح لمجموعة من الناس أن تكون أمة: الخصيصة الأولي، الاشتراك في لغة مشتركة فريدة ومختلفة عن لغات المجموعات الأخري. أما الخصيصة الثانية، وجود ثقافة مشتركة. والثالثة، الاشتراك في أصل واحد. كل ذلك يتوفر لدولة إسرائيل إذ توجد لغة مشتركة هي العبرية، والثقافة المشتركة هي اليهودية، والأصل المشترك. إن ملاءمة تعريف الأمة للشعب اليهودي يعطي إسرائيل حق الوجود كوطن قومي للشعب اليهودي. تاريخ إسرائيل القديم والحديث ينتقل الكتاب في الفصل الثاني إلي التاريخ القديم والحديث لإسرائيل وذلك علي اعتبار أن تاريخ إسرائيل جزء لا يتجزأ من الصراع العربي الإسرائيلي، والمرء لا يستطيع فهم العديد من مظاهر هذا الصراع بدون معرفة شاملة لتاريخ إسرائيل. ومما يلفت النظر هو محاولة التأكيد عبر التاريخ علي أحقية إسرائيل التي ترجع إلي آلاف السنين. وحسب ما جاء في الكتاب يمتلك اليهود علاقة تاريخية عمرها 3300 سنة مع أرض إسرائيل ومما يؤكد علي ذلك تلك البقايا الخاصة بالممالك اليهودية القديمة التي توجد في وحول مدينة القدس القديمة، وهازور Hatzor في الجليل، وبيت جوبرين Beit Jubrin في صحراء جودين Judean Desert ، وكاتزرين Katzrin في مرتفعات الجولان، وتلك فقط قليل من بضع العشرات المواقع التي تؤكد الحضور اليهودي في الأرض. وتدليلاً علي الوجود القديم لإسرائيل يعمد الكتاب إلي إلقاء الضوء علي مصطلح الصهيونية فيشير إلي أنه مصطلح حديث استخدم لأول مرة في 1890 من قبل ناثان بيرنبوم Nathan Birnbaum ، لكن أصل الكلمة (صهيون) جاء من التوراة، مما يجعله يعود إلي نحو 3000 سنة. وتعني كلمة صهيون في التوراة إحدي أشياء ثلاثة: 1 تل في القدس يدعي جبل صهيون 2 مدينة القدس. 3 أرض إسرائيل. بعد شرح التاريخ القديم لإسرائيل يبدأ الكتاب في استعراض التاريخ الحديث من خلال مرحلتين: الهجرة الأولي حاول الكتاب التأكيد علي توافر عوامل بناء الدولة في هذه المرحلة فجاءت الإشارة إلي أن البداية في عام 1882 في روسيا وتكوين منظمة "هوفيفي زيون" (أحباء صهيون) لإعادة بناء دولة يهودية في إسرائيل. ثم الهجرة اليهودية الأولي 1882- 1903 التي شملت 25000 من أعضاء أحباء صهيون. وظهور تيودور هيرتزل Theodore Herzl عام 1894 وكتابه المشهور: "الدولة اليهودية"، وتأسيسه في أغسطس 1897 للمنظمة الصهيونية العالمية في مدينة بازل السويسرية. ثم الهجرة اليهودية الثانية 1904 - 1914حيث وصل 30000 يهودي بنوا أكثر من 35 مستوطنة تشمل تل أبيب. استخدموا العبرية كلغة للخطاب. تشكلت قوة دفاع عن النفس وتأسست حركة الكيبوتز . وحرص الكتاب علي الحديث عن الدور الذي لعبه اليهود في الحرب العالمية الثانية 1914-1918 من ناحية تأييد بريطانيا ومن ثم صدر في 2 نوفمبر 1917 وعد بلفور. ثم كانت الهجرة اليهودية الثالثة 1919-1923 وشملت 35000 يهودي. وتأسست الوكالة اليهودية التي أدارت الشئون اليومية لليهود، والهيستادروت (إتحاد العمل اليهودي) والهاجانا للصهيونية. لمحاربة "العداء العربي المتزايد إلي الصهيونية". حاولت بريطانيا شراء ولاء العرب قبل الحرب العالمية الثانية فأوقفت بيع الأراضي لليهود وحددت الهجرة ب 15 ألف يهودي لمدة خمس سنوات وحددت تقرير مصير فلسطين علي أساس الأغلبية. جاءت الورقتان الأولي والثانية بعد الهجرة اليهودية الرابعة (35 ألف يهودي) في الفترة من 1924- 1928والهجرة الخامسة (24ألف يهودي) ليصل عدد اليهود إلي 400 ألف يهودي حتي أصبحت إسرائيل علي حافة الدولة. ركز الكتاب في تناوله للحرب العالمية الثانية علي المحرقة التي كانت "حرباً نازية ضد الشعب اليهودي"، الذي أبيد منه" 6.000.000 يهودي". ثار اليهود بعد الحرب ضد إنجلترا التي سلمت إدارة فلسطين إلي الأممالمتحدة في 2 أبريل 1947 . أنشأت الأممالمتحدة لجنة الأممالمتحدة الخاصة بفلسطين (أنسكوب) the United Nations Special Committee on Palestine (UNSCOP)- التي فضلت تقسيم فلسطين إلي دولتين عربية ويهودية. بعد قتال بين قوات اليهود وقوات المفتي فيصل الحسيني علي المناطق التي أخلاها البريطانيون في الرابعة مساء 14مايو عام 1948أُعلن استقلال دولة إسرائيل علي 25% مما ترك من فلسطين تحت الانتداب، وليس 52% حسب خطة الأممالمتحدة. المرحلة الثانية بدأت هذه المرحلة بعد إعلان الدولة. ويشير الكتاب إلي حرب 1948 التي أسماها "حرب إسرائيل من أجل الاستقلال". حصلت إسرائيل علي 65% من الأرض. وضمت الأردن يهودا والسامرة وحولت مصر قطاع غزة إلي منطقة عسكرية.يمضي الكتاب فيشير إلي الفترة من عام 1949 - 1955 باعتبارها سنوات الاستقلال الأولي إذ زادت الهجرة ووصل مليون يهودي وأصدر في عام 1950 قانون العودة. تعرضت إسرائيل ل "تهديد عسكري عربي جديد: الإرهاب". ردت إسرائيل بشن مئات من الحملات الانتقامية علي البلدان العربية. شهدت الفترة من 1955 - 1956 نمو التوترات مع مصر التي أغلقت مضايق تيران أمام السفن الإسرائيلية، وحاصرت آيلات. واصل الكتاب تناوله للأحداث التاريخية فأشار إلي اتفاقيتي فض الاشتباك الأولي والثانية مع مصر في يناير 1974 وسبتمبر 1975. ثم جاء الحديث بعد ذلك عن ما أسماه الكتاب ب "الإرهاب الفلسطيني" خلال الفترة 1967 1976 خاصة بعد ظهور منظمة التحرير الفلسطينية و زعيمها الجديد ياسر عرفات. ثم زيارة الرئيس السادات في نوفمبر 1977 وما مثله ذلك من اعتراف أكبر دولة عربية بإسرائيل. ثم اتفاقيات كامب ديفيد في سبتمبر 1978. وأخيراً وصل الكتاب إلي محطة "التحرر من غزة" وذكر سبعة أسباب دفعت إلي اتخاذ قرار الانسحاب.