دخلت الجماعة الإسلامية علي الخط في المعركة الفكرية حول هوية مصر التي أثير حولها جدل واسع خلال الأسابيع الماضية بين عدد من المثقفين البارزين عقب التصريحات التي أدلي بها الكاتب أسامة أنور عكاشة والتي أعلن فيها "كفره" بالقومية العربية. وبينما انبري عدد من المثقفين المنتمين للتيار القومي في الرد علي أسامة أنور عكاشة، شن أسامة حافظ القيادي بالجماعة الإسلامية وعضو مجلس شوري الجماعة هجوما شرسا علي من وصفهم ب "المتثاقفين المصريين" الذين اشتركوا في هذه المعركة. وأكد "حافظ" أنهم خرجوا من أبراجهم العاجية لافتعال معركة لا تكلفهم شيئا ولا تضعهم في حرج مع أحد ولا تغضب حاكما ولا محكوما علي حد تعبيره. وقال "حافظ" في مقال بثه موقع الجماعة علي شبكة الإنترنت "انقسم المحتربون إلي فريقين.. الأول يستخرج هوية مصرية من ركام المومياوات، وتماثيل فراعنة حضارة قديمة منقرضة". ووصف هذه الدعوة بالاستعمارية التي حاول الإنجليز من قبل إثارتها لإخماد روح المقاومة في الشعب الثائر وشغله عن ثورته بأصوله البائدة علي حد تعبيره ، وأضاف في فقرة لاحقة: "أما الفريق الآخر فهو يحاول بث الحياة في جدث قومية عبدالناصر وميشيل عفلق التي اخترعها نصاري الشام منذ أكثر من قرن بدعم أوروبي أو فرنسي علي وجه التحديد". أسامة حافظ أكد في مقاله الذي يأتي متسقا مع التصريحات التي أدلت بها قيادات الجماعة ل "نهضة مصر" قبل أيام قليلة، وأكدت فيها أن الجماعة تدرس المشاركة في الحياة السياسية عن طريق هيئة أو جمعية وعدم الاكتفاء فقط بالجانب الدعوي وأن الهوية الأوسع لمصر هي الهوية الإسلامية. واتهم المثقفين الذين يروجون للهوية القومية والهوية المصرية بمحاربة الإسلام.. وقال: "هويتنا الإسلامية لا تصطدم مع مصريتنا كما يحاول دعاة الفرعونية أن يصنعوها لتحل فرعونتهم محل الإسلام، وكذا لا تتناقض مع العربية، كما يحاول البعثيون ومتطرفو الناصرية أن يحاربوا بها الإسلام". ووصف "حافظ" الحضارة المصرية بالبائدة التي لا وجود لها في الكيان المصري، أما عن الهوية العربية قال حافظ: عربية الجاهلية الأولي أو عربية ميشيل عفلق وحزب البعث فقد دفن مع ما دفنت من شهدائنا في نكسة 1967". ودعا "حافظ" المتثقافين علي حد تعبيره إلي ترك ما وصفه بالسفسطات الحنجورية التي لا تكلف أصحابها إلا بضعة أوراق وقليلا من الحبر.