علي مايبدو أن امريكا ومعها بريطانيا في طريقهما لجر ايران الي المواجهة العسكرية، اما الرضوخ والامتثال لقرارات مجلس الامن بشأن برنامحها النووي وفتح صفحات للحوار والتسوية منها الاعتراف بإسرائيل، ليكون لها دور في الشرق الاوسط الجديد. مايجري حاليا من أحداث يؤكد أن الحرب الباردة ( اذا صحت التسمية) التي تعيشها ايران مع الغرب في طريقها الي المواجهة العسكرية ، لكنها لن تكون في صورة غزو كما حدث في العراق. ولن تعيد امريكا تجربتها في العراق مرة اخري ، لو حاولت تنفيذ خطة عسكرية لتدمير المنشآت النووية الايرانية . فالحرب او المواجهة الامريكيةالايرانية تصعدت بدخول وغزوالقوات الامريكية في العراق ، وكان لابد لايران أن تحاول تلقين امريكا درسا في قدرتها علي مواجهة امريكا وايهام الشبح الامريكي بوجودها وقوتها. لم تقف الامور عند هذا الحد ، بل اتت الحرب بين اسرائيل وحزب الله في لبنان لتؤكد استمرار تلك المواجهة . فتشير البعض من التكهنات الان أن هناك نية للنيل من ايران ، ومن الممكن ان يؤخذ احتجاز البحارة البريطانيين محمل الجد ، ويزيد من محاولة الغرب ايجاد ذريعة لضرب المنشآت النووية الايرانية . في الوقت الذي ذكرت فيه الصحف البريطانية أن امريكا حذرت بريطانيا من أن ايران ستقوم بالرد علي اعتقال دبلوماسييها في شمال العراق من قبل القوات الامريكية . فإيران ليس لديها من الآن فصاعدا الوقت الكافي الذي يقيها من مواجهة عسكرية ربما تكون سريعة وخاطفة ، سوي ايجاد حلول دبلوماسية سريعة تقيها وتجنبها حدة المواجهة التي باتت مؤكدة ، اذا لم تسرع الدبلوماسية الايرانية في ايجاد حلول بديلة ، وزيادة التصاقها بما يسمي الدول المعتدلة في الشرق الاوسط ، كذلك العول علي اهمية الدور الهندي والباكستاني في الصالح الايراني ، وقبول مبادرة سولانا ، والدفع بتيارات اخري ايرانية في التفاوض مع الغرب من اجل التخفيف من حدة الذرائع التي من الممكن اتخاذها في تحقيق أي هدف عسكري ستتخذه امريكا تجاه ايران.