"الأم" هي أصل المخلوقات، ووعاؤها الطاهر والمقدس، وترسخت قيمة الأمومة في بؤرة الشعور الإنساني كأعظم قيمة عليا منذ هبوط آدم وحواء بالخطيئة الأولي من السماء إلي الأرض وبدء الخليقة، ولفظ الأم له مدلول حياتي ووجداني يرتبط بالقيمة الذاتية والبشرية لبني الإنسان، ولفظ الأم يشمل كل المعاني السامية والراقية من التراحم والتواصل وترابط النسيج الاجتماعي الذي لا يقبل بطبيعته التجزئة أو الانفصام من أجل استمرارية البقاء. فيا تري ما هو كم الأسباب مهما تعاظمت لكي تدفع شابا مصريا في العقد الثالث من العمر لتسديد طعنة إلي صدر الأم العظيمة مصر؟!.. واللافت للنظر أن هذا الشاب الذي سقط أو أسقط نفسه في بئر الخيانة العظمي للوطن أنه ينتمي إلي أسرة دينية عريقة ترجع أصولها إلي الشيخ "حسن العطار" شيخ الأزهر الشريف فيما بين (1830 1835)م وأحد رواد النهضة الحديثة وصاحب تاريخ ناصع البياض في خدمة الوطن والدين!.. من هنا يثور التساؤل كيف انقطع الوازع الديني الموروث أبا عن جد في العصر الردئ؟!.. ثم ما الأسباب التي أدت إلي ارتماء هذا الشاب في أحضان أعداء الوطن؟! كذلك كيف تلاشي الوازع الوطني الموروث أبا عن جد أيضا إذا علمنا أن جد هذا الشاب كان أحد عباقرة مصر في الطب وله تاريخ وطني ساطع إبان فترة الاحتلال البريطاني لمصر؟!.. هل أصبح الوازع الديني والوطني من الموروثات التي سقطت في بؤرة الخطر؟! الوازع الديني" هو صمام الأمان، والوازع الوطني هو صمام الانتماء وغيابهما معناه الضياع وتلاشي الهوية وبالتالي عدم الانتماء . بداية.. مهما كانت نتائج تحليل هذه الشخصية فهي بالطبع لا تصب في مجري التماس المبررات من أجل التخفيف من وطأة وقسوة معني الخيانة العظمي أو ركوب قطار المبررات من أجل التعاطف مع شخصية "سيكوباتية" علي الذات والوطن، مهما كانت حدة العوامل التي أفرزت هذا الصنف الشاذ والغريب من شبابنا الشرفاء الذين يقدسون معني الوطن والمواطنة.. وإذا كان لنا أن نسوق بعض الأسباب التي هيأت البيئة المناخية لهذا النبت الشيطاني فلا يعد ذلك من باب التماس الأعذار، فالخيانة العظمي لا تصلح معها جميع الدفوع مهما عظمت، ولكن لنا أن نسوق بعض الأسباب لعل الذكري تنفع المؤمنين، فأين كانت حكومتنا الذكية بعد أن نما إلي علمها الإلكتروني أن أكثر من خمسين شابا مصريا تخلوا عن جنسيتهم المصرية في سبيل الحصول علي الجنسية الإسرائيلية . كذلك لماذا تغض حكومتنا النظر عن شبابنا الضائع علي شواطئ شرم الشيخ والغردقة وهي الشواطئ المفتوحة سداح مداح أمام السياحة الإسرائيلية دون ضابط أو رابط لكل من هب ودب من يهود إسرائيل ويهود العالم وأغلب اليهوديات والإسرائيليات من العاهرات اللائي يفضلن الصنف المصري الضائع علي شاطئ الغرام من أجل الزواج منهم في مقابل عشرة آلاف دولار . في هذا المناخ العام الخانق لطموحات الشباب بعد أن وصل عدد العاطلين إلي 6.8 مليون عاطل في مقتبل العمر وفي ظل الإهانة الاجتماعية لشباب في عمر الزهور، فلابد أن يتحول عدد غير قليل منهم إلي قنابل موقوتة تستعد للانفجار في وجه المجتمع بأسره، فالبطالة هي البيئة الحاضنة لتخريج كل الدفعات من المدمنين والمجرمين والخونة والجواسيس حسب آخر صيحة من عينة عصام العطار، فلا تحدثونا عن تاريخه الديني والوطني، بل حدثونا فقط عن تآمر الحكومة علي الشباب في الزمن الإلكتروني قبل أن يتآمر العطار الصغير علي الوطن بعيون وقحة! ولك الله يا شباب الوطن