يبدو ان تداعيات ازمة قضية الحجاب التي انطلقت مع تصريحات فاروق حسني وزير الثقافة لن تتوقف وفي حلقة جديدة من المواجهة بين انصار الحجاب ورافضيه قرر المسئولون عن حملة دولية لمناصرة الحجاب وضع الدكتورة نوال السعداوي في قائمة الأعداء علي اثر تصريحاتها التي نشرت في "نهضة مصر" قبل نحو 10 أيام. كانت الحملة قد انطلقت في اواخر شهر يناير الماضي تحت اسم "اليوم العالمي للحجاب" واعلن المسئولون عنها انهم رفعوا اسم فاروق حسني من قائمة الاعداء وقرروا ارسال مليون حجاب لنساء تونس. وردا علي ذلك ابدت الدكتورة نوال السعداوي في تصريح خاص ل "نهضة مصر" انزعاجها الشديد من تلك الحملة وعبرت عن رفضها الشديد لها واصفة الهيئات المنظمة لها والتي تضم لجنة نصرة الحجاب في المانيا واللجنة العالمية للدفاع عن الحجاب بتونس بانها حركات سياسية مترابطة مع الاستعمار الرأسمالي العالمي ورجحت ان منظمي الحملة يسعون لتحقيق مكاسب رأسمالية متخفية بالتدين الظاهري وتتخذ من الحجاب ستارا بعيدا عن القيم الاساسية للدين الاسلامي ووصفت السعداوي الحجاب- حسب الصحيفة- بانه محاولة لاختزال الاسلام في قطعة من القماش. ودللت علي ذلك بان اعظم النساء المسلمات مثل السيدة خديجة والسيدة عائشة- علي حد قولها- لم يكونا من المحجبات وقالت انه بدلا من اعداد قائمة لاعداء الحجاب كان عليهم اعداد قائمة للاعداء من الاستعمار الامريكي والاسرائيلي. واضافت السعداوي انها لا تجد اي مبرر لما قيل عن ارسال مليون حجاب الي تونس ومن الافضل ترك الشعب التونسي يختار قيمه وعاداته وسلوكياته بنفسه. وقال محمد السيد المسئول عن الموقع الالكتروني الذي انطلقت من خلاله الحملة في الاسبوع الماضي باسم "اليوم العالمي للحجاب": سنرفع قضية ضدها في حال تكرار الاساءة لنا، واضاف في تصريح ل "العربية. نت": اصبحت نوال الان ضمن القائمة السوداء لاعداء الحجاب بعد تصريحاتها ضده وهجومها علي المرأة المحجبة والاساءة التي وجهتها للحملة واتهامنا باننا مرتبطون بالاستعمار الرأسمالي. من جانبه كشف د. محمود جامع وهو قيادي اخواني سابق والطبيب الشخصي للرئيس الراحل انور السادات، ان نوال السعداوي كانت من كوادر الاخوان المسلمين اثناء دراستها في كلية طب قصر العيني بجامعة القاهرة في اربعينيات القرن الماضي. وقال جامع ل "العربية. نت" انها من نفس دفعته في الكلية مع د. حسين كامل بهاء الدين وزير التعليم المصري السابق وقد انضمت للاخوان عام 1949 وتحجبت وغطت شعرها ولبست ملابس باكمام طويلة وانشأت مسجدا في الكلية، واسست الاخوات المسلمات وكانت تؤمنهن في الصلاة. واضاف: توسعت في نشاط ديني كبير في المحاضرات حيث كانت تدعو الطالبات للتحجب والصلاة مع انه لم يكن هنا حجاب في مصر في ذلك الوقت، ثم تركت الجماعة وغيرت افكارها بعد وقت قصير مع بداية الخمسينيات قبل ثورة 23 يوليو 1952 مشيرا الي انه تناول ذلك بالتفصيل في كتابه "وعرفت الاخوان".