أدهشني حوار في محطة فضائية شهيرة موضوعه اعتداء النظام التونسي علي المحجبات ومحاربتهن والمطالبة بإبعاد الزي الدخيل والعودة إلي الزي التونسي الأصيل. أطراف الحوار محاوران رئيسان الأول أستاذ بإحدي الجامعات التونسية يقول: إن ما نفعله في تونس لم يأت استبدادا أو لجهل بالدين وإنما هو ثمرة اجتهاد علمائنا بعدم وجود زي إسلامي محدد وإنما هي مجموعة من الفصائل كالاحتشام وغيره لذا فنحن لا نرفض هذه الفصائل بل نرفض استخدام الدين للوصول إلي مآرب سياسية ونرفض تقسيم النساء إلي فضليات ترتدين الحجاب وفاجرات لا يرتدين الحجاب. هذا عن الطرف الأول. أما الطرف الثاني فسيدة تونسية فاضلة "محجبة" ترأس جمعية نسائية في لندن!! وعرضت للأشكال القمعية التي يمارسها النظام ووصفتها بالمهينة للإنسانية وحقوق الإنسان "لم تذكر بالمفهوم الغربي أم بمفهوم آخر" وتتمثل اعتداءات النظام في منع المحجبات من التوظيف وأداء الامتحانات وإهانتهن وتحرير محاضر لهن يرفق بها الحجاب كأداة للجريمة وتعهد بعدم العودة إلي ارتكاب هذه الجريمة مرة أخري. هذا في غربك يا وطني فماذا عن شرقك؟ أخبرني صديقي العائد من دولة خليجية "أوصاني بعدم ذكر اسمها خوفا وطمعا" بأنهم في هذه الدولة يكلفون جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يفعلون أكثر مما يفعله الأخوة في تونس مع النساء اللائي لا يرتدين الحجاب هذا في شرقك يا وطني "البلدان يعتمدان الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع" وفررت من ارتباكي للعلامة ابن كثير في تفسيره الذي قام باختصاره وتحقيقه الأستاذ محمد علي الصابوني أستاذ التفسير بكلية الشريعة - جامعة الملك عبد العزيز - مكةالمكرمة - يقول التفسير: يقول الله تعالي: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن، ذلك أدني ان يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما" ونص التفسير يقول: يقول تعالي آمرا رسوله أن يأمر النساء المؤمنات خاصة أزواجه وبناته لشرفهن ان يدنين عليهن من جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية، والجلباب هو الرداء فوق الحمار وهو بمنزلة الإزار اليوم قال الجوهري: الجلباب: الملحفة. قال ابن عباس: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة ان يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة وقال محمد بن سيرين: سألت عبيدة السلماني عن قول الله عز وجل: "يدنين عليهن من جلابيبهن" فغطي وجهه ورأسه وأبرز عينه اليسري، وقال عكرمة: تغطي ثغرة نحرها بجلبابها تدنيه عليها، وعن أم سلمة قالت: لما نزلت هذه الآية خرج نساء الانصار كأن علي رؤوسهن الغربان من السكينة وعليهن أكسية سود يلبسنها، وسأل الزهري هل علي الوليدة خمار متزوجة أو غير متزوجة "الوليدة: غير العربية عاشت مع العرب" قال: عليها الحمار ان كانت متزوجة وتنهي عن الجلباب لأنه يكره لهن ان يتشبنهن بالحرائر المحصنات وقد قال الله تعالي "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين.."