أعلن وزير الخارجية الأمريكي الجمهوري السابق جيمس بيكر والسيناتور الديموقراطي السابق لي هاملتون، اللذان يرأسان المجموعة الأمريكية للدراسات حول العراق، في مؤتمر صحفي انه "لا يمكن مواصلة النهج ذاته، المستمر منذ الغزو لأنه غير مُجد". وقد رفعت اللجنة 79 توصية للإدارة الأمريكية........ يمكن أن نستخلص منها العديد من الدروس... منها: 1 أن الولاياتالمتحدةالأمريكية أمة تمتلك إرادة وآلية تصحيح الأخطاء . وقدرة علي ممارسة النقد الذاتي وتصحيح الأوضاع دون مكابرة _ مع إعلاء الشأن الوطني علي الشأن الحزبي. 2 الرجوع مرة أخري الي استخدام نظام مجلس الإدارة وعدم الانفراد بإدارة العالم لذلك أوصت اللجنة "بضرورة أن تسعي الولاياتالمتحدة فوراً إلي انشاء "المجموعة الدولية لدعم العراق" التي يجب أن تشمل جميع دول جوار العراق، فضلاً عن غيرها من بلدان المنطقة والعالم مع ضرورة مشاركة مكتب الأمين العام للأمم المتحدة في عملها". 3 التعامل مع الخصوم والاعتراف بقدراتهم لذلك أشارت اللجنة إلي "أن أي أمة، من وجهة نظر دبلوماسية، يمكنها وينبغي عليها أن تشرك خصومها وأعداءها في محاولة لتسوية النزاعات والخلافات تماشياً مع مصالحها. وعليه، فإن علي "المجموعة الدولية" إشراك إيران وسوريا في حوارها الديبلوماسي من دون شروط مسبقة. وتري "مجموعة الدراسات حول العراق" أن العلاقات الأمريكية مع سوريا وإيران تشمل قضايا صعبة يجب ان تحل. لكن ينبغي اجراء محادثات دبلوماسية مكثفة وموضوعية، تتضمن قدراً من توازن المصالح. ويجب أن تضع واشنطن في اعتبارها نظام الحوافز لإشراك سوريا وإيران، كما حدث بنجاح مع ليبيا". 4 تفعيل ثقافة العفو من خلال التأكيد علي ضرورة ان تكون هناك مبادرات للعفو، وسبل للتوفيق بين ألد الأعداء السابقين. من أجل نجاح أي جهد في المصالحة الوطنية. 5 تفعيل ثقافة المراجعة وتصحيح الأوضاع فيما يتعلق بألوان الطيف السياسي والثقافي العراقي والبعد عن سياسات الإقصاء لتحقيق المصالحة الوطنية _ وفي هذا الخصوص أوصت اللجنة "مراجعة الدستور العراقي أمر اساسي لتحقيق المصالحة الوطنية ويجب ان يتم ذلك في شكل عاجل. والاممالمتحدة لديها خبرة في هذا المجال، ويجب أن تلعب دوراً في هذه العملية. وأن المصالحة الوطنية تتطلب إعادة البعثيين والقوميين العرب إلي الحياة الوطنية، مع رموز نظام صدام حسين. علي الولاياتالمتحدة أن تشجع عودة العراقيين المؤهلين من السنة أو الشيعة أو القوميين أو البعثيين السابقين أو الأكراد إلي الحكومة. وكذلك تتطلب العدالة الاجتماعية تقاسم العائدات النفطية. من خلال الحكومة المركزية ويتم اقتسامها علي أساس عدد السكان". 6 إعلاء شأن القيم علي المصالح لذلك تنصح اللجنة الإدارة الأمريكية ب "أن يعلن الرئيس الأمريكي أن بلاده لا تسعي إلي اقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق". وإذا طلبت الحكومة العراقية إقامة قاعدة مؤقتة أو قواعد، فعلي الولاياتالمتحدة ان تنظر في هذا الطلب كأي طلب من حكومة دولة أخري. كذلك يجب أن يؤكد الرئيس الأمريكي مجدداً أن الولاياتالمتحدة لا تسعي إلي السيطرة علي نفط العراق. 7 التأكيد علي ضرورة حل المشكلة "الوالدة" _ من خلال "التزام متجدد ومستمر من الولاياتالمتحدة بتسوية سلمية شاملة بين العرب والإسرائيليين علي الجبهات كافة" لذلك أوصت اللجنة فيما يخص القضية الفلسطينية، بضرورة التمسك بقراري مجلس الأمن 242 و338 ومبدأ الأرض مقابل السلام، باعتبارها الأساس الوحيد لتحقيق السلام، وتقديم دعم قوي للرئيس الفلسطيني محمود عباس والسلطة الفلسطينية لأخذ زمام المبادرة في تمهيد الطريق لإجراء مفاوضات مع اسرائيل، وبذل جهد كبير في دعم وقف اطلاق النار، وتقديم الدعم لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية، وعقد مفاوضات تعالج قضايا الوضع النهائي الخاصة بالحدود والمستوطنات والقدس وحق العودة ونهاية الصراع". 8 التعامل ببرجماتية وموضوعية فيما يتعلق بالقضية السورية لذلك أشار التقرير الي "يجب أن تشمل المفاوضات مع سوريا في شأن السلام بعض العناصر، وهي الامتثال الكامل لقرار مجلس الأمن 1701 الذي يوفر اطارا لاستعادة لبنان سيادته، والتعاون الكامل مع التحقيق في كل الاغتيالات السياسية في لبنان، لا سيما رفيق الحريري وبيار الجميل، والتحقق من وقف المساعدات إلي "حزب الله" واستخدام الاراضي السورية لنقل الاسلحة من ايران اليه، وان تستخدم سوريا نفوذها لدي "حزب الله" و"حماس" لإطلاق الجنود الإسرائيليين الأسري، والتحقق من وقف سوريا محاولات تقويض الحكومة المنتخبة ديموقراطياً في لبنان، والتحقق من وقف شحنات الأسلحة من سوريا إلي "حماس" أو غيرها من الجماعات الفلسطينية المتشددة، وأن تساعد سوريا في الحصول علي التزام من "حماس" بالاعتراف بحق اسرائيل في الوجود. وفي مقابل هذه الاجراءات وفي سياق اتفاق سلام شامل آمن، يعيد الاسرائيليون الجولان، مع ضمانات أمريكية لأمن إسرائيل، يمكن أن تضم قوة دولية علي الحدود، بما في ذلك قوات أمريكية، إذا طلب الطرفان". 9 أهمية تفعيل ثقافة الحوار فيما يتعلق بالتواجد العسكري.. فقد أكد التقرير علي ضرورة أن يكون مستقبل وجود القوات الأمريكية علي بساط البحث في جهود المصالحة الوطنية. وزيادة إمكان مشاركة قادة التمرد والميليشيات، وبالتالي زيادة احتمالات نجاح هذه الجهود. فالعنف لن ينتهي ما لم يبدأ الحوار، والحوار يجب ان يشمل من يسيطرون علي السلطة. وعلي الولاياتالمتحدة أن تحاول التحدث مباشرة مع آية الله العظمي علي السيستاني، والتحدث مباشرة مع مقتدي الصدر وقادة الميليشيات وزعماء المتمردين. وأن الاممالمتحدة يمكن ان تساعد في تسهيل الاتصالات. أخيرا: أري أن تقرير لجنة بيكر- هاملتون يعد درساً ليس فقط للإدارة الأمريكية ولكن للعديد من الأنظمة الحاكمة فهل من مستفيد ؟؟؟؟؟؟؟؟؟