أوصى تقرير "لجنة بيكر هاميلتون" بشأن العراق بإجراء تغيير في الاستراتيجية الدبلوماسية والعسكرية المتبعة حيال العراق لمنع انزلاق البلاد إلى "الفوضى"، وقال التقرير انه "اذا استمر تدهور الأوضاع فان العواقب يمكن أن تكون وخيمة، ويمكن ان تؤدي إلى الانزلاق نحو الفوضى وانهيار حكومة العراق وكارثة إنسانية، وقد تتدخل الدول المجاورة، ويمكن أن يحقق (تنظيم) القاعدة انتصارا دعائيا".. وتزامن مع التقرير اعتراف الجيش الأمريكي في العراق بمقتل عشرة من جنوده في أربع عمليات منفصلة. ودعا التقرير الذي ترأسه كل من الجمهوري جيمس بيكر والديمقراطي لي هاملتون ووضعه أعضاء في الحزبين الجمهوري والديمقراطي إلى بدء سحب القوات القتالية الأمريكية من العراق في مطلع العام 2008 من دون ان تحدد جدولا زمنيا للانسحاب، وإلى إشراك سوريا وإيران في السعي لحل الأزمة في العراق، كما دعا إلى تكثيف الجهود الأمريكية لإنهاء ما أسمته "الصراع في الشرق الأوسط". ويؤكد التقرير الذي لم يأت بمفاجأة وجاء في 124 صفحة وتتضمن 79 توصية من بينها 3 توصيات رئيسية وهي : 1. تغيير في المهمة الأساسية للقوات الأمريكية في العراق بحيث تتمكن الولاياتالمتحدة من بدء تحريك قواتها المقاتلة خارج العراق بصورة مسئولة. 2. حفز الحكومة العراقية على تحقيق المصالحة. 3. تعزيز وبذل المزيد من الجهود الدبلوماسية في المنطقة. وتابع التقرير ان "المهمة الأساسية للقوات الأمريكية في العراق ينبغي أن تتطور الى مهمة دعم للجيش العراقي الذي سيتولى مسؤولية أساسية عن العمليات القتالية"؛ مؤكدا بأنه لا توجد "صيغة سحرية" لحل الأزمة القائمة في البلاد. ولم يحدد التقرير جدولا زمنيا صارما لنقل المهام الأمنية من الجيش الأمريكي الى الجيش العراق لكنه قال انه بحلول الربع الأول من عام 2008 فان القوات القتالية الأمريكية التي لن تكون هناك حاجة اليها للحماية يمكن سحبها من العراق، وان ذلك يعتمد على الأوضاع الأمنية في البلاد. وقال النائب الديمقراطي السابق لي هاملتون في مؤتمر صحفي لإعلان التقرير المنتظر للمجموعة التي تضم أعضاء من الحزبين إن " الوضع في العراق خطير ويتدهور باستمرار". وأضاف أن "قدرة الولاياتالمتحدة على حل الأزمة في العراق تتقلص وان التكاليف يمكن ان تتجاوز تريليون دولار." وقال هاملتون: "إن سفينتنا تعرضت إلى ضربة قاسية وعلينا أن نتوجه إلى الأمام وإن "الهجمات على القوات الأمريكية تتواصل بوتيرة خطيرة ولا طريق لضمان النجاح لكن يمكن للظروف أن تتحسن." ومن جانبه، قال جيمس بيكر إن السياسة الأمريكية لا ينبغي أن ترتكز على الاستراتيجية العسكرية فقط وإنما على الحصول على التزام وتعاون جميع جيران العراق أيضا. مقترحات رئيسية ببدء سحب القوات القتالية الامريكية من العراق في مطلع العام 2008 كل القوات الغير ضرورية للحماية يمكن سحبها لا يجب أن تبذل واشنطن تعهدا مفتوحا بالبقاء على قوة أمريكية كبيرة في العراق وأضاف: "على الحكومة العراقية أن تخلق مجموعة دعم دولية بما في ذلك إيران وسوريا ودول الخليج وبدء مفاوضات نشطة لوضع خطة سلام نشطة في المنطقة برمتها نظرا لأهميتها." وأضاف: "كما لا نوصي بتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق لأن ذلك " قد يؤدي إلى مأساة أو كارثة إنسانية أو إلى حرب أهلية كما لا نوصي بانسحاب سريع للقوات الدولية".
بوش يرحيب وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد رحب في وقت سابق بتقرير اللجنة واصفا إياه بأنه "تقييم قاس"، لكنه توعد بدراسته بجدية، وكرر بوش قوله إنه بالإمكان تحقيق استقرار طويل الأمد في العراق، مضيفا بأن التقرير يشكل فرصة لإيجاد أرضية مشتركة بين البيت الأبيض الجمهوري والكونجرس الديموقراطي. وكانت لجنة بيكر قد التقت نحو 170 شخصية بدءا من الرئيس بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، مرورا بعدد من القادة العراقيين وعدد من السفراء ومسؤولين بارزين آخرين من الدول المجاورة للعراق ومن داخل الولاياتالمتحدة.. وكانت سوريا قد جددت قبل إعلان التقرير رغبتها في التعاون مع الولاياتالمتحدة وقالت إنه في مصلحة دمشق مساعدة العراق. ويؤكد بعض المراقبين أن تقرير لجنة بيكر-هاملتون عن العراق هو فقط لإقحام الديمقراطييين وبعض الدول في العراق لأغراض سياسية في حين تستمر الحكومة الامريكية في المضي قدما على الخطط التي وضعتها هناك.
مقتل عشرة جنود في العراق وتزامن مع تقرير لجنة بيكر-هاملتون اعتراف الجيش الأمريكي في العراق بمقتل عشرة من جنوده في أربع عمليات منفصلة، لكنه لم يدل بتفاصيل عن مكان وظروف سقوط الجنود العشرة، وقالت المتحدثة باسم الجيش الأمريكي، المقدم ميشيل مارتن هنغ "لدينا عشرة جنود ضحايا في أربع هجمات منفصلة في العراق، وقد توفي أحدهم لأسباب لا علاقة لها بالمعارك". وتمثل حصيلة الأمس واحدة من أثقل خسائر القوات الأمريكية بالعراق ليرتفع عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق الشهر الحالي إلى 28.. وبتلك الحصيلة أيضا يرتفع إلى 2900 عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا بالعراق منذ الغزو الأمريكي في مارس 2003 حسب البيانات الرسمية للجيش الأمريكي.. في حين أن الحقائق على الأرض تؤكد ضرب هذا الرقم في عشرة . ونقلت وكالة اسوشيتدبرس للأنباء عن العميد كيرستوفر جارفر المتحدث باسم القوات الأمريكية قوله " سنكشف عن مزيد من التفاصيل حين يكون مناسبا، أما الآن فصلواتنا وأفكارنا مع عائلات الضحايا".