اعترف الرئيس الأمريكي جورج بوش أخيرا بأنه "في حاجة إلى نهج جديد" فيما يخص العراق، يمكن أن يشمل إجراء اتصالات مع إيران وسوريا، وخفض مستويات القوات الأمريكية، وذلك بعد رفع مجموعة دراسة العراق توصيات إليه تدعوه إلى جراء تغيير سريع في الاستراتيجية. وقال بوش إنه يعمل على إعداد كلمة توضح استراتيجيته الجديدة بخصوص العراق، وهو ما يأمل البيت الأبيض أن يكون ممكنا بحلول نهاية العام. وكثف التقرير الذي نشرته مجموعة دراسة العراق التي تضم أعضاء بالحزبين الجمهوري والديمقراطي الأمريكيين يوم الأربعاء الضغوط على بوش من أجل التحرك سريعا لتغيير الاستراتيجية في العراق، بسبب ما وصفته بأنه "وضع خطير ومتفاقم" هناك في ظل نفاد الوقت أمام إجراء تغييرات. وقال بوش في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير، أقرب حلفائه في حرب العراق "أعتقد أننا بحاحة إلى نهج جديد". وأوصى تقرير المجموعة الرئيس الأمريكي ببدء سحب القوات القتالية الأمريكية من العراق وتجنب "الانزلاق نحو الفوضى" في العراق من خلال بدء جهود دبلوماسية تشمل إيران وسوريا، إلى جانب تعزيز الالتزام الأمريكي بالسلام بين العرب والكيان الصهيوني. كما أوصت المجموعة التي يشترك في قيادتها وزير الخارجية السابق جيمس بيكر وهو جمهوري وصديق قديم لعائلة بوش والنائب الديمقراطي السابق لي هاميلتون بالإسراع بتدريب القوات العراقية. وقالت إن بالإمكان سحب القوات الأمريكية المقاتلة بحلول عام 2008. ولم يغلق بوش الباب أمام هذا الاقتراح. وقال "أعتقدت أن ذلك معقول بدرجة كبيرة. أقول دوما إننا نرغب في خروج قواتنا بأسرع ما يمكن. أعتقد أن هذا هدف هام". وكان بوش فاترا على نحو كان متوقعا بخصوص إجراء محادثات مباشرة مع إيران وسوريا. وقال الرئيس الأمريكي إن إجراء محادثات مباشرة مع إيران مشروط بتخلي طهران عن طموحاتها النووية، وأنه ينبغي لسوريا ألا تثير القلاقل في لبنان. غير أنه أضاف أنه مستعد إشراكهما في مجموعة دعم إقليمية لإجراء محادثات بشأن العراق ما دامت الدولتان تدركان ما وصفه بمسؤولياتهما "بعدم تمويل الإرهابيين.. بمساعدة هذه الديمقراطية الشابة على البقاء.. بمساعدة النواحي الاقتصادية في هذا البلد". وقال "وإذا لم يكن الناس ملتزمون.. إذا لم تكن سوريا وإيران ملتزمتان بهذا المفهوم.. فلا عليهما أن لم يشاركا". وعلى خلاف بوش لم يبد بلير رفضا لتوصية مجموعة دراسة العراق بإشراك إيران وسوريا. وقال رئيس الوزراء البريطاني "القضية بالنسبة لي ليست مسألة عدم استعداد للجلوس مع أناس أو عكس ذلك.. وإنما يتعين أن يكون الأساس الذي نستند إليه عند مناقشة العراق واضحا، ويتعين أن يكون أساسا ندافع جميعا استنادا إليه عن المبادئ الصائبة". ولم يعارض بلير النقطة الأساسية التي خلص إليها تقرير مجموعة دراسة العراق بأن الوضع هناك آخذ في التدهور. وقال بلير "أعتقد أن تحليل الوضع ليس محل نزاع في الحقيقة.. السؤال هو كيف سنتوصل إلى الطريق الصحيح للمضي قدما..". في حين اعترف بوش بالأزمة قائلا "أعلم أننا لم نحقق النجاح بالسرعة التي كنا نرغب في تحقيقه بها. أدرك أن التقدم ليس سريعا كما كنت آمل".