اثار التعادل الأخير لفريق الأهلي للكرة أمام الصفاقسي التونسي في ذهاب الدور النهائي لدوري أبطال افريقيا، وتراجع فرص الفريق في الاحتفاظ بلقبه كبطل للقارة السمراء والتأهل إلي مونديال اندية العالم باليابان للمرة الثانية علي التوالي العديد من التساؤلات حول مستقبل الفريق في مرحلة ما بعد انتهاء دوري الأبطال الافريقي. وبات علي رأس هذه التساؤلات سؤال مهم هو هل سيرحل البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للفريق في شهر يناير المقبل أم يستمر ويبقي بالقلعة الحمراء حتي نهاية عقده مع الفريق في نهاية الموسم الحالي في شهر يونيه المقبل. ويرجع هذا التساؤل تحديدًا إلي أن مانويل جوزيه كان قد ردد مرارًا وتكرارا مقولته بأن السبب الأساسي في بقائه مع الأهلي لموسم آخر هو الرغبة في الحصول علي الكأس الافريقية والتأهل لمونديال اندية العالم باليابان مرة ثانية ولو لم تكن الفرصة قائمة لرفض الاستمرار ورحل بعد نهاية الموسم الماضي. قام البرتغالي مانويل جوزيه بالتأكيد أيضا عقب مباراة آسيك ميموزا في اياب الدور قبل النهائي للبطولة التي اقيمت في ابيدجان انه لو كان الأهلي قد خسر وودع البطولة فكان سيعود للقاهرة لتقديم استقالته مباشرة والرحيل خاصة انه يمتلك العديد من عروض التدريب في منطقة الخليج وبمقابل مادي خيالي نظرًا للسمعة الهائلة التي حققها مع النادي الأهلي في الموسمين الماضيين. وسواء حصل جوزيه علي درع الدوري أو فشل في ذلك فإن ذلك تحديدًا لا يفرق معه كثيرًا لانها مجرد بطولة محلية، بينما البطولة الافريقية واللعب في اليابان هو الذي يحقق له المزيد من الصيت والشهرة علي المستوي العالمي وهو ما يبحث عنه المدير الفني البرتغالي. نوايا جوزيه ولن تتضح النوايا الحقيقية للبرتغالي جوزيه إلا بعد انتهاء مباراة الصفاقسي التونسي يوم 11 نوفمبر في اياب النهائي الافريقي وعلي ضوء نتيجتها سوف يتحدد بصورة نهائية قراره الأخير في هذا الشأن، وإن كان الاتجاه الاقوي في الفترة الحالية هو التعجيل بالرحيل من القلعة الحمراء لا سيما وأن علاقته مع معظم اللاعبين بدأت تتخذ منحني الهبوط والتراجع نتيجة عدم الرضا المتبادل بين الاثنين خاصة في ظل تزايد تصريحات جوزيه بأنه برئ من هبوط مستوي الأهلي، وأن اللاعبين يتحملون مسئولية هذا الهبوط. احتمالات في المقابل فان إدارة الأهلي وتحديدًا لجنة الكرة بدأت تضع في حسبانها هذا الاحتمال ايضا وتجهز لتجاوزه من الآن في حالة حدوثه حتي لا تفاجأ برحيل جوزيه في يناير أو قبل ذلك بقليل وفسخ التعاقد وقيادته لناد آخر خاصة أن تهديدات المدير الفني بالرحيل وصلت إلي اسماعهم. وتفاديا لهذا المأزق بدأت لجنة الكرة تتلقي السير الذاتية للعديد من المدربين الأجانب وركزت بحثها تحديدًا بين المدربين الألمان حيث تريد العودة للمدرسة الألمانية من جديد والتي ابتعدت عنها منذ ما يقرب من ستة أعوام اتجهت خلالها للمدرستين البرتغالية والهولندية منذ أن تولي بونفرير المسئولية. الرحيل في هدوء لجنة الكرة لم تحسم اختيارها حول المدرب الجديد حتي الآن لرغبتها في عدم سبق الأحداث، وان كان هناك اتفاق ضمني حول الموافقة علي رحيله في هدوء وعدم التمسك به لو طلب الرحيل بالفعل أيا كان التوقيت بشرط أن يكون لديهم علم بذلك قبلها بفترة كافية هي التي سيتم الاتفاق خلالها مع المدير الفني الجديد لا سيما وأن الأصوات المنتقدة لجوزيه علت نغمتها بصورة عنيفة فيما بين اعضاء لجنة الكرة انفسهم فجرها اختيارات مانويل جوزيه للاعبين في المباراة السابقة أمام الصفاقسي واهمها الدفع باللاعب محمد بركات في مركز الظهير الأيمن وهو غير جاهز بدنيا بالصورة المطلوبة بينما لديه إسلام الشاطر في أفضل حالاته والأجهز للعب في هذا المكان مع علمه أن بركات لا يتخطي عطائه وهو سليم تماما في هذا المركز أكثر من 60% فقط. تساؤلات أما التساؤل الثاني وهو لا يقل في الأهمية عن سابقه هل تسبب خسارة الكأس الافريقية وضياع حلم التأهل للمونديال في فرط عقد نجوم الفريق وزيادة مطالبتهم بالرحيل والبحث عن تحقيق حلم الاحتراف لا سيما وان موافقتهم علي البقاء والتجديد للقلعة الحمراء كان سببها الرئيسي ايضا هو اللعب في مونديال اليابان وهو ما يضاعف من فرص الاحتراف في أندية اوروبية افضل وبالتالي الحصول علي مقابل مادي أعلي بكثير جدًا. ويأتي علي رأس هؤلاء النجوم محمد أبو تريكة ووائل جمعة ومحمد شوقي الذين تلقوا عروضا فعلية ما بين أوروبية وعربية. لاعبون جدد وفي حالة الموافقة ايضا علي رحيل النجوم الكبار للاحتراف يستلزم ذلك إعادة تدعيم صفوف الفريق بلاعبين جدد لتعويض غياب هؤلاء النجوم وان كان ذلك - أي رحيل جوزيه ثم لاعبيه الكبار سيؤدي في النهاية إلي تحطم اسطورة فريق أهلي الاحلام الذي حقق ارقاما قياسية لم يسبقه اليها أي فريق أو جيل آخر من اللاعبين طوال تاريخ النادي العريق لتنتهي اسطورة هذا الفريق بعد ثلاثة أعوام من الانجازات والانتصارات المدوية. من جهة أخري يحاول معظم اعضاء مجلس إدارة الأهلي التهرب من رئاسة بعثة فريق الكرة في رحلته إلي تونس استعدادًا لمواجهة الصفاقسي التونسي يوم 11 نوفمبر الجاري بمدينة رادس في اياب الدور النهائي لدوري الأبطال الافريقي. يعود سر التهرب ليس للخوف أو القلق من خسارة كأس افريقيا لأن الجميع يتوقع فقد اللقب وضياعه وذهابه إلي الصفاقسي التونسي، ولكن خشية تعرض الأهلي لهزيمة فادحة في رادس خاصة ان الفريق مستواه غير مطمئن، والاجواء التي ستقام فيها مباراة العودة لا يمكن لأحد ان يضمنها وسيقع اللاعبون تحت وطأة ضغط عصبي ونفسي غير عادي من قبل الجماهير التونسية. وكان مقررًا أن يرأس حسن حمدي رئيس الأهلي بعثة الفريق في تونس كما هو العادة عند تأهل النادي للمباراة النهائية في البطولة الافريقية ولكن هذه المرة الظروف مختلفة تماما، واصبح موقف حسن حمدي غير واضح بالمرة من السفر من عدمه. أما نائبه محمود الخطيب فقد تهرب من البداية ولم يحضر لقاء الذهاب باستاد القاهرة وبالتالي لن يسافر أساسا إلي تونس. وبالعودة إلي قائمة الدور في رئاسة بعثات النادي فإن المستشار محمود فهمي هو صاحب الدور هذه المرة لكنه لا يسافر أساسا بسبب ظروفه الصحية ويأتي من بعده ياسين منصور الذي سيرفض بدوره ايضا ثم الدكتور محمد شوقي. وازاء هذا الرفض الجماعي فإن البعض طالب باسناد رئاسة البعثة إلي الدكتور محمود باجنيد أمين الصندوق باعتباره لا يهتم بالنواحي الاعلامية ولا يفرق معه إذا كان سيرأس بعثة فائزة أم خاسرة. وخرج العامري فاروق وخالد الدرندلي من الحسابات نظرًا لرئاستهما بعثتين اخريين الأول فريق السلة للرجال والسيدات المشاركين في دورة الحريري لكرة السلة بلبنان، والثاني الذي يرأس بعثة تنس الطاولة للرجال والسيدات المشاركة في البطولة العربية المقامة في لبنان أيضًا.