كشفت إحصائية حديثة عن تزايد نسبة تعاطي المخدرات بين الشباب المصري، واكد ان التعاطي يبدأ من قبل بلوغ الشباب سن العشرين ثم يبدأ في التزايد خلال مرحلة الدراسة الجامعية حتي وصلت نسبتهم الي 13% من اجمالي عدد الطلاب في الجامعات المصرية. ونظرا لتزايد هذه النسبة تبني المجلس القومي للطفولة والامومة استراتيجية جديدة لحماية النشء من المخدرات ومواجهة خطره علي الشباب الذين اصبحوا الفئة الأهم في التعاطي ويركز عليه تجار الموت لدرجة وصلت الي انخفاض سن بدء التجربة الي سن المراهقة واصبح البانجو هو البداية والمدخل لباقي انواع المخدرات والكارثة التي كشفت عنها الاستراتيجية التي يناقشها المجلس كانت في قلة عدد طالبي العلاج من الادمان حتي وصلت علي مستوي خمس سنوات من عام 2000 حتي عام 2004 الي 18547 فردا تقدموا للعلاج في المستشفيات الحكومية، علما بأن هذا الرقم لا يتضمن عدد طالبي العلاج في المستشفيات والمصحات الخاصة، وهو رقم ضعيف للغاية مقارنة بحجم الظاهرة. وكشفت الاستراتيجية عن ضبط 1019 طالبا في عام 2004 متهمين بالاتجار في المخدرات ومن حيث الفئات العمرية تم ضبط 634 اقل من 18 عاما و 4438 من 18 عاما وحتي 21 عاما و 7334 من 21 عاما حتي 25 عاما و 6991 من 25 عاما حتي 30 سنة و 15018 اكبر من 30 عاما. وتهدف الاستراتيجية القومية لحماية النشء من المخدرات الي الاعداد المتكامل للنشء وتمكينه من مناهضة المخدرات، وتهيئة بنية اسرية تتجنب العوامل والاسباب التي تدفع بالنشء الي المخدرات، وتغيير المفاهيم الثقافية الخاطئة المرتبطة بتعاطي المخدرات والعلاج منها، وتوفير الكوادر البشرية المؤهلة للعمل في مجال الوقاية من المخدرات، وانشاء قاعدة بيانات عن مشكلة تعاطي المخدرات. وفي اطار مكافحة هذه المشكلة قام المجلس القومي للطفولة والامومة بتوقيع اتفاقية تعاون مشترك مع وزارة التربية والتعليم لادراج برنامج اعداد قادة النشء ضمن النشاط الرسمي بالمدارس ضمن مشروع حماية النشء الذي ينقذه المجلس بالتعاون مع الجانب الايطالي ومكتب الاممالمتحدة المعني بالجريمة والمخدرات، ووصل عدد النشء المتدرب من خلال المشروع الي 12 الف فتي وفتاة يتحركون داخل 200 مدرسة و 120 مركز شباب، تحت اشراف 500 متطوع قام المشروع بتدريبهم علي كافة الاتجاهات الحديثة في مجال الوقاية من الادمان. وقام المجلس بمشاركة المجتمع مع المدني في حل المشكلة من خلال مبادرة تمكين الجمعيات الاهلية العاملة في هذا المجال وتدريب اعضائه علي آليات التعبئة المجتمعية لمناهضة المخدرات، وتكوين مجموعات ضغط محلية فاعلة لمواجهة المشكلة، وتنج عن هذه المبادرة تفنيذ 39 برنامجا اهليا لمناهضة المخدرات في 13 محافظة هي: القاهرة، الاسكندرية، الفيوم، المنوفية، كفر الشيخ، الاسماعيلية، الشرقية، الغربية، بني سويف، المنيا، قنا، شمال سيناء، جنوب سيناء، وانتهت هذه المبادرة بإنشاء الاتحاد النوعي للجمعيات الاهلية ذات الصلة، كنوع من انواع الادوات التنسيقية للجهود الاهلية. وتقول السفيرة مشيرة خطاب امين عام المجلس القومي للامومة والطفولة ان القضاء علي الرقم المفزع لانتشار المخدرات بين طلبة المدارس والجامعات يحتاج مشاركة كل المؤسسات في مشاركتنا في تحقيق الاهداف الاستراتيجية فعلي وزارة التربية والتعليم ان تدعم دور الاخصائي الاجتماعي والنفسي بالمدرسة وتأهيلهما للقيام بالدور الوقائي المنوط بهما وتفعيل تنفيذ قرار منع التدخين في المؤسسات التعليمية، والتعاون بين المدرسة والجمعيات الاهلية الموجودة داخل نطاق الاحياء السكنية وعلي وزارة الاعلام التعامل مع المواد الدرامية التي تتعرض لمشكلة التدخين والادمان بطريق غير مباشر من خلال تضمن العمل الدرامي خطورة هذا الامر علي الفرد والاسرة، ومنع الاعلان تماما عن السجائر والخمور والكحوليات في جميع وسائل الاعلام، مهما كان العائد الذي يمكن ان يحققه للجهاز الاعلامي وتنظيم حملة اعلامية سنوية حول سلبيات ومضاعفات التدخين والمخدرات تتواكب مع اليوم العالمي لمكافحة الادمان في 26 يونيه من عام. وبالنسبة لدور وزارة الداخلية فلابد من العمل علي انشاء سجون خاصة بقضايا المخدرات والتنسيق مع وزارة التأمينات والتضامن الاجتماعي برعاية الاحداث المتورطين في قضايا المخدرات، ومكافحة الاتجار غير المشروع في المخدرات، وتكثيف جهود مكافحة جلب المخدرات الي مصر. وتقول د. ايمان عباس استاذ علم الاجتماع بكلية الآداب جامعة اسيوط ان هذا الرقم المخيف يمكن ان يتزايد في حالة التقاعس والاهمال الموجود حاليا في مكافحة الظاهرة، ولننظر مثلا آخر الليل تحت الكباري والانارات وفي الشوارع المظلمة ونرصد بحق الظاهرة وكم عدد المتعاطين والمتورطين فيها. بل ان الامر وصل في الجامعات الي قيام الطالبات بتدخين السجائر في دورات المياه والاماكن المغلقة وتدخين الشيشة علي الكافتيرات وما خفي كان اعظم فنحن امام خطر حقيقي، والكل متهم ومسئول من تزايد هذه الظاهرة واول المتهمين الاعلام الذي يروج في مواده الدرامية لتجار المخدرات والثراء السريع الذي يحققونه هذا بالاضافة الي غياب الوعي من قادة الرأي وكل الجهود المبذولة ما هي الا محاولة لصرف المنح والاعانات الخارجية للقضاء علي الظاهرة والمساءلة من الاول الي الآخر وجاهة ومنظرة. وفي مجال الشركاء في تنفيذ الاستراتيجية يقول الطالب احمد ماهر بكلية الحقوق جامعة عين شمس انه تم تدريب في المرحلة الثانوية علي الاستراتيجية القومية لحماية النشء من المخدرات في سبيل إعداد قادة للمستقبل لنواجه الظاهرة وبالفعل قمنا بتوصيل الفكرة الي الاساتذة والاخصائيين ونجحنا في عمل ندوات ومعسكرات خلال العام الدراسي استهدفت 7 آلاف طالب علي مدار 9 ايام في مدارس مدينة الجيزة وعددهم 22 مدرسة. ولكن المشكلة التي واجهناها وسوف نواجهها هي الروتين وقلة الوعي من المسئولين الذين يقومون بتعطيل ندوة تتحدث عن المكافحة نحاول ان نلقيها علي طلاب المراحل الدراسية المختلفة، وتكون التعقيبات في ضرورة الحصول علي نصائح امنية ومن كثرة اصطدامنا بالروتين كنا ننظم حملات الوقاية والمكافحة في الشارع. وتضيف ولاء غويبة مدربة من القاهرة ان المشكلة تكمن في عدم وجود قائد للرأي يستطيع التصدي بفاعلية فنحن نحاول ان نعد "قائد نشء" يقوم بالتدريب وعمل التوعية اللازمة سواء في المدارس والجامعات والمساجد والنوادي حتي يستطيعوا تدريب اقرانهم ونصحهم لان الشاب سوف يتقبل المعلومة ممن هو مثل سنه ولكن كل هذه الجهود ممكن ان تضيع بسبب اعلانات التلفزيون مثلا والافلام التي يتم عرضها والتي تشجع علي التدخين بين الاوساط السياسية، وانها تبين ان هذه السيجارة او لفافة البانجو خروج من الواقع المظلم الي النشوة والضحك وحب الحياة. وقد واجهت خلال تدريب الطلاب موقفا من طالب في المرحلة الاعدادية من محافظة السويس يعيش وسط حي سكني اشبه بالباطنية ويواجه ضغوطا متعددة ممن حوله ليكون ضمن هذه الشلة، وتعرض للضرب والضغط من اقرانه حتي ان والده ستجيب لضغط الخارج، فما كان منا الا مساعدته علي انتقاله من المدرسة الموجود فيها ومركز الشباب المحيط بمسكنه، وهذا غير كاف فلابد من وجود آلية ردع قوية تستطيع القضاء علي هذه البور الاجرامية تشارك فيها كل الوسائل والاجهزة الداخلية والاعلام والتضامن الاجتماعي والجمعيات الاهلية. كما ان هناك مشكلة اخري وهي مناهج التربية والتعليم المقدمة للطلاب لا تساعد علي الابتكار او تنمية القدرات والطلاب ما هم الا حافظون لهذه المواد دون استفادة، ما عن الانشطة في المدارس تم قتلها وعدم الاهتمام بها وليس هناك اهتمام بالرياضة او الموسيقي.. ونطالب بمكافحة الادمان في المدراس والجامعات، اين هو دور مراكز الشباب، واين هي الجمعيات الاهلية؟ ولماذا لا نعطي الفرصة للجهات المانحة في التدخل بقوة لمكافحة الظاهرة، ولا نعتمد فقط علي الاموال التي تذهب في احيان كبيرة في غير مكانها. ويضيف عمرو عثمان مدير مشروع حماية النشء من المخدرات ان الاعداد المتكامل للنشء الذي نقوم به هو لمناهضة المخدرات عن طريق اكسابه مجموعة من المهارات الداخلية والخارجية لمقاومة الظاهرة ورفض ثقافة المخدرات والفئة المستهدفة هم الشباب دون سن الثامنة عشرة في كل الدوائر والاوساط والمدارس، ويتم تنفيذ هذا الامر كمرحلة اولي في 200 مدرسة و 100 مركز شباب علي مستوي الجمهورية، وقد تم تشكيل وحدة داخل كل مديرية تربية وتعليم للوقاية من المخدرات وقريبا سوف ينتهي المشروع ونعلن نتائجه علي الرأي العام لان مدته 3 سنوات بدأت في يناير 2004 وتنتهي في يناير 2007. وقد خرج المشروع بعدة نتائج اهمها وجود حركة مجتمعية لمناهضة المشكلة سواء في الجهات الحكومية او غير الحكومية، ووجود 55 جمعية اهلية شريك في المناهضة. وخلال الفترة السابقة تم تنفيذ البروتوكول والاستراتيجية في 18 معكسرا بحضور ما يقرب من 12 الف شاب مدرب علي دليل اعداد النشء لمناهضة المخدرات وتعاون ما يقرب من 11 وزارة معنا بالاضافة الي اهم شريك وهو المجتمع المدني والجهات المانحة. وكانت اهم نتائج المشروع هو اقامة اتحاد نوعي مصري للوقاية من الادمان وهو لاول مرة يتم في مصر عن طريق تجميع جهود الجمعيات الاهلية في هذا المجال، وعمل قاعدة بيانات للجمعيات الاهلية ذات الصلة وتبادل الخبرات عن طريق سلسلة من الدورات التدريبية. والمشكلة التي تواجهنا في عملنا هي تدني سن التعاطي وهذا كارثة، والمشكلة الاخري هي ان الكوادر والاشخاص العاملين في مكافحة المخدرات يعلمون بالاسلوب العشوائي والتوهبب وبأدوات عفا عليها الزمن ومردودها سلبي للغاية. وليست هناك رؤية محددة لمواجهة المشكلة بل ان هناك خلطا وازدواجية في ادوار بعض الجمعيات الاهلية. وقد قمنا برفع عدة توصيات من اهمها ضرورة استدامة المشروعات والانشطة حتي يمكن تحقيق نتيجة فاعلة، وضرورة تدبير موارد مالية مخصصة للمشروعات، وتفعيل اكثر لدور الشباب لانه اهم شريك في الموضوع ولابد ان يكون هناك دور اكبر للاعلاميين في هذا المجال، وضرورة تدريب الاعلاميين علي الاتجاهات الحديثة في مجال الوقاية من الادمان، حتي كتاب الدرما متهمين في تناولهم للمشكلة وما نتمناه هو تناول المشكلة والظاهرة في قالب درامي مناسب يساعد علي الحد من خطوة المشكلة، والمهم هو تفعيل دور رجال الدين في الكنائس والمساجد في حديثهم عن طبيعة المشكلة، ولابد ان نضع امام أعينا سؤالا بعد انهاء المشروع وماذا بعد؟. ويقول امين الدسوقي منسق المشروع من جانب وزارة التربية والتعليم انه حتي الآن ثم تدريب 200 مدرسة بواقع عشرة الاف طالب و 750 اخصائيا واخصائية اجتماعية و 450 ولي امر والخطة القادمة تستهدف تعميم المشروع علي مستوي محافظات مصر بالكامل طبقا للبروتوكول الذي تم توقيعه مؤخرا مع وزارة التربية والتعليم والمجلس.