ارتفاع أسعار النفط نتيجة توقعات الأسواق بخفض الفائدة الأمريكية    رئيس الوزراء: العاصمة الإدارية رمز للرؤية المصرية الحديثة والقدرات الوطنية    صافرة فرنسية لقمة الريال ضد مان سيتي فى دوري أبطال أوروبا    منتخب مصر يرتدي الطاقم الأبيض فى مواجهة الأردن بكأس العرب غداً    الداخلية تضبط أكثر من 124 ألف مخالفة مرورية خلال 24 ساعة    وزارة التعليم: إجراء تحديث على رابط تسجيل استمارة الشهادة الإعدادية    ماسك يهاجم الاتحاد الأوروبى بعد غرامة ال 140 مليون دولار على منصة X ويؤكد: اعتداءً مباشر على حرية التعبير    مشتريات الأجانب تصعد بمؤشرات البورصة فى بداية تعاملات اليوم    مدير جهاز تنمية البحيرات: عودة طيور الفلامنجو لبحيرة قارون بعد تحسين أوضاعها    معلومات الوزراء يستعرض تقرير منظمة بروجيكت سينديكيت: الكهرباء ستحسم مصير سباق الذكاء الاصطناعى    غرفة عمليات الشعب الجمهوري تتابع تصويت المصريين بالخارج في الدوائر الملغاة    قوات الاحتلال تقتحم مقر «الأونروا» في حي الشيخ جراح بمدينة القدس    أسعار اليورانيوم تتفجر.. الطاقة النووية تشعل الأسواق العالمية    الجامعة العربية: ما تشهده غزة على مدار عامين انتهاكا صارخا للقانون الدولي    غارات جوية تايالاندية تستهدف منشآت عسكرية في كمبوديا    جيش الاحتلال يشن غارات جوية داخل مناطق انتشاره وراء الخط الأصفر في رفح الفلسطينية    بالأسماء، "المحامين" تعلن أسماء المستبعدين من انتخابات الفرعيات في المرحلة الثانية    خبير تحكيمي عن طرد ثنائي ريال مدريد: لم تؤثر على النتيجة.. ولكن    روني ينتقد صلاح: تصريحاته الأخيرة تضر بإرثه في ليفربول    كأس العرب - منتخب مصر بالزي الأبيض أمام الأردن    حسام أسامة: بيزيرا «بتاع لقطة».. وشيكو بانزا لم يُضِف للزمالك    أسعار الدواجن والبيض اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025    البورصة المصرية تستهل تعاملات اليوم الاثنين بارتفاع جماعي    الأرصاد تحذر: رياح نشطة واضطراب الملاحة البحرية وأمواج تصل إلى 3 أمتار اليوم    تفاصيل مشروع إحياء حديقتي الحيوان والأورمان    «بسبب عطل مفاجئ فى خط الطوارئ».. محافظ بني سويف يوجه فرع الإسعاف بإخطار المواطنين للحصول على الخدمة    تضيف بعدا لفهم المعتقدات الدينية، المتحف المصري بالتحرير يعرض مقصورة المعبودة "حتحور"    «ميدتيرم» يتصدر مؤشرات البحث بعد الحلقة الأولى    نيللي كريم تعلن انطلاق تصوير مسلسل "على قد الحب"    دار الإفتاء توضح حكم التماثيل في الإسلام: جائزة لغير العبادة    الصحة عن الوضع الوبائي: لا يوجد أي فيروس جديد أو مجهول في مصر    وزير الصحة يتابع مشروع النيل: أول مركز محاكاة طبي للتميز والتعلم في مصر    مشروبات وأدوات بسيطة تضمن الدفء.. كيف تنام بعمق في الشتاء؟    قبل انطلاقها في الداخل.. كيفي تستعلم عن لجنتك الانتخابية بالرقم القومي؟    مجلس الدولة يفتح باب التعيين لوظيفة «مندوب مساعد» لخريجي دفعة 2024    عيد ميلاد عبلة كامل.. سيدة التمثيل الهادئ التي لا تغيب عن قلوب المصريين    محمد فراج يعلق على الانتقادات التي طالت دوره في فيلم الست: مش مطالب أبقى شبيه بنسبة 100%    وزير الرياضة: إقالة اتحاد السباحة ممكنة بعد القرارات النهائية للنيابة    مواقيت الصلاه اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 فى المنيا    مواعيد مباريات الإثنين 8 ديسمبر - المغرب ضد السعودية.. ومانشستر يونايتد يواجه ولفرهامبتون    تحريات أمن الجيزة تكشف لغز العثور على جثة سمسار بحدائق أكتوبر    مزاعم إسرائيلية: هجوم إقليمي محتمل يهدد الأمن القومي لإسرائيل    وزير الصحة ينفى انتشار فيروس ماربورج أو أى فيروسات تنفسية جديدة بمصر    انطلاق تصويت أبناء الجالية المصرية بالأردن فى 30 دائرة بانتخابات النواب    التريلر الرسمي للموسم الأخير من مسلسل "The Boys"    جامعة الفيوم تنظم ندوة توعوية عن جرائم تقنية المعلومات الأربعاء المقبل    الرئيس التشيكي: قد يضطر الناتو لإسقاط الطائرات والمسيرات الروسية    مي عمر تحسم الجدل: الاعتزال مش في قاموس محمد سامي    "من يريد تصفية حسابات معي فليقبض عليّ أنا" ..لماذا تعتقل "مليشيا السيسى "شقيق مذيعة في قناة تابعة للمخابرات !؟    وزير الإسكان: سنوفر الحل البديل ل الزمالك بشأن أرضه خلال 3-4 شهور    إصابة 18 شخصاً في حادثي سير بطريق القاهرة الفيوم الصحراوي    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 8 ديسمبر 2025 في القاهرة والمحافظات    مستشار الرئيس للصحة: نرصد جميع الفيروسات.. وأغلب الحالات إنفلونزا موسمية    متحدث "الأوقاف" يوضح شروط المسابقة العالمية للقرآن الكريم    تجديد حبس شاب لاتهامه بمعاشرة نجلة زوجته بحلوان    حاتم صلاح ل صاحبة السعادة: شهر العسل كان أداء عمرة.. وشفنا قرود حرامية فى بالى    الأوقاف: المسابقة العالمية للقرآن الكريم تشمل فهم المعاني وتفسير الآيات    «صحح مفاهيمك».. أوقاف الوادي الجديد تنظم ندوة بالمدارس حول احترام كبار السن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في بيتنا مدمن

سجلت أحدث أحصائية لوزارة الصحة حول المسح القومي للإدمان أن اكثر من‏10%‏ من أجمالي سكان مصر يتعاطون المخدرات 5%‏ منهم يتعاطونها بشكل منتظم ويأتي الحشيش ومشتقاته في المرتبة الأولي في قائمة المواد المخدرة التي يقبل عليها المصريون بينما تأتي المواد الكحولية في المرتبة الثانية بنسبة‏22,6%..‏ و تحتل العقاقير المدرجة بجدول المخدرات والمؤثرة علي الصحة النفسية وفي مقدمتها التراما دول المرتبة الثالثة بنسبة‏11,7%‏ وتأتي المواد المشتقة كالهيروين في المرتبة الرابعة وأخيرا الكوكايين في المرتبة الخامسة‏.‏
ويشير المسح الي تعاطي بعض الافراد لنوعين أو ثلاثة من المواد المخدرة كالكحول والحشيش معا‏.‏ وفي الوقت نفسه تؤكد دراسات علمية حديثة أن الاتجار في المخدرات يمثل‏8%‏ من حجم التجارة الدولية بما يساوي‏500‏ مليار دولار سنويا وأن هذه التجارة تأتي في المرتبة الثالثة من حجم التجارة العالمية بعد السلاح والمواد الغذائية‏.‏
كما تؤكد الدراسات أن العالم ينفق‏240‏ مليار دولار علي العلاج علي الادمان سنويا‏.‏ ورغم أن القانون المصري رقم‏182‏ لسنة‏1960‏ ينص علي الاعدام شنقا أو الاشغال المؤبدة لكل من يجلب أو يتاجر في المخدرات إلا أن أعداد المدمنين في تزايد مستمر‏.‏

العالم المجهول
تعددت الأسباب مابين اقتصادية واجتماعية ونفسية لكن في النهاية تبقي المخدرات كارثة تهدد أمن مصر وتحتاج الي تكاتف جميع الجهود للقضاء عليها‏.‏
الأهرام المسائي توجه إلي مستشفي مصر الجديدة للصحة النفسية وتحدث الي بعض المدمنين هناك لرصد الأسباب التي دفعتهم الي هذا الطريق المظلم‏..‏وفي البداية يقول م‏.‏ي أحد مدمني المخدرات الذي طلب عدم ذكر اسمه دخلت عالم المخدرات عن طريق رفقاء السوء وعمري‏15‏ عاما تقريبا حيث كنت في المرحلة الاعدادية ومادفعني لهذا العالم المجهول إنني كنت انطوائيا ومنغلقا علي نفسي رغم كوني أمارس العديد من انواع الرياضة ورغم اهتمام اسرتي بي إلا أنني اندفعت بكل قوة نحو عالم المخدرات وبدأت حياتي تتغير تماما منذ هذه اللحظة حتي رحلت عن مسكن الاسرة وأقمت بمفردي في مسكن أخر ودلني أصدقاء السوء علي انواع جديدة من المخدرات وفي البداية كنت أشعر بسعادة كبيرة وبمرور الوقت بدأت صحتي تتدهور من ناحية كما بدأت نظرة الآخرين لي تتغير أيضا خاصة أسرتي التي تحايلت عليها كثيرا للحصول علي ثمن المخدرات كما جاء ارتفاع أسعار المخدرات ليدفع بي إلي الجنون في ظل صعوبة الحصول علي الهيروين‏,‏ وأخيرا لم أجد مفرا من التوجه لمركز مكافحة وعلاج الإدمان وحصلت علي علاج مكثف لمدة‏4‏ سنوات حتي انسحب المخدر من دمي تماما وأصبحت إنسانا آخر وقمت بدراسة علم النفس وحصلت علي دورات في إعداد وتأهيل السلوكيات الإدمانية وأعمل حاليا معالج إدمان بصندوق علاج الإدمان والتعاطي‏.‏

التفكك الأسري
ويقول فتحي عبدالغني أحد مدمني المخدرات منذ طفولتي ونفسي تدفعني إلي تقليد الآخرين حتي في الخطأ فتعلمت الجلوس علي المقاهي وبدأت بشرب السجائر ثم البانجو في المرحلة الإعدادية وبعد ذلك تطورت معي مراحل الإدمان في مرحلة الثانوية العامة وتناولت أدوية الكحة والترامادول وأدوية منشطة وظللت أتطلع إلي مخدر أعلي ليحقق لي منتهي المتعة ووجدت ضالتي في الهيروين وتعاطيته عن طريق الحقن إلي أن أصبحت مدمنا والذي دفعني إلي عالم الإدمان هو التفكك الأسري وغياب الرقابة وشعرت بتدهور في صحتي بعد أن أصبحت مدمنا وفكرت في العلاج وعولجت أكثر من مرة لكنني رجعت إلي التعاطي إلا أن اتخذت قرارا نهائيا بعدم الرجوع إلي التعاطي وتركت المخدرات منذ سنتين وأختفي تأثيرها من دمي تماما‏.‏
ويضيف ن‏.‏ب مدمن طلب أيضا عدم ذكر اسمة قائلا أن ظروفي العائلية لم تكن علي ما يرام فوالدي موظف بسيط إلا أن عملي في شركة أجنبية أتاح لي دخلا كبيرا ولم أجد صعوبة في شراء المخدرات ودخول هذا العالم الجديد‏.‏
فالمخدرات تعتبر بالنسبة لي تجربة جديدة‏!‏ عجبتني في البداية ورحت أجرب كل أنواع المواد المخدرة فقمت بشرب الخمور والحشيش والحبوب إلي أن وصلت إلي الهيروين ودفعتني المخدرات إلي السرقة من المنزل وخارجه وفجأة انتبهت لنفسي وقررت أن أصبح إنسانا جديدا وأختلفت الأمور بالنسبة لي خاصة وأنني أتعاطي المخدرات منذ‏14‏ سنة وعولجت عن طريق الخط الساخن من حوالي سنتين ونصف السنة نظرا لأن تكاليف علاج الإدمان باهظة الثمن ولكن الخط الساخن يتحمل‏75%‏ من التكلفة‏.‏

تعدد الأسباب
التجارب السابقة حملناها إلي عدد من الخبراء بحثا عن السبب الرئيسي الذي يدفع شابا للإدمان واتفق الجميع علي أن السبب الرئيسي هو البطالة لكن خبراء الاجتماع أكدوا أن الحالة النفسية والخلافات الأسرية والضغوط الإجتماعية من أهم اسباب انتشار ظاهرة تناول المخدرات فيما أرجع خبراء وأساتذة القانون تنامي هذه الظاهرة لانعدام الرقابة علي الكافيهات والملاهي الليلية والعمل في التجارة بأسلوب سري وقالوا ان الحل ليس في يد القانون وأن علي وسائل الإعلام تخصيص مساحات إعلانية للتوعية بمخاطر المخدرات بالإضافة إلي الدور الاجتماعي لرجال الأعمال وأصحاب الفضائيات الخاصة بتخصيص مساحات من برامجهم للتوعية ضد المخاطر بدلا من برامج التسلية‏.‏
وفي البداية يقول الدكتور حمدي عبد العظيم أستاذ الاقتصاد ورئيس أكاديمية السادات سابقا أن البطالة هي المسئول الأول حيث تدفع الشباب أو العاطلين للبحث عن أي مصدر للدخل حتي ولو كان من طريق غير مشروع فيقع فريسة لموزعي وإدمان المخدرات ويسعي هؤلاء الشباب لاستقطاب المزيد من المدمنين سواء من رفقاء السوء أو من أي مكان وبأي وسيلة الأمر الذي يؤدي إلي زيادة أعداد المدمنين من جميع فئات المجتمع‏.‏
وأضاف أن تعاطي المخدرات يرجع لأسباب إجتماعية ونفسية بالإضافة إلي بعض الخرافات المتعلقة بالربط بين المخدرات والتركيز في العمل والممارسات الجنسية وهي أفكار خاطئة هدفها الأساسي تشجيع الشباب علي الدخول إلي عالم الإدمان مطالبا بضرورة علاج البطالة لأنها تعتبر مدخلا مهما للقضاء علي المخدرات عن طريق توفير مشروعات إستثمارية لتشغيل العاطلين بالإضافة إلي التوسع في قروض الصندوق الاجتماعي وغيره من المؤسسات التي تمول المشروعات الصغيرة‏.‏

ظاهرة إقتصادية
ومن جانبه أشار الدكتور محمد النجار أستاذ الاقتصاد بجامعة بنها الي أن علم الاقتصاد علم موضوعي ليس محملا بالقيم والدليل حيث يقوم بدراسة ظاهرة وأثر المخدرات بصرف النظر عن رأي الدين أو الطب أو القانون في عدم مشروعية هذه التجارة فعلم الاقتصاد يدرسها باعتبارها ظاهرة اقتصادية هناك من يطلبها ويعرضها فالطب ليس مجرد رغبة وإنما هو رغبة مرتبطة بالقدرة علي دفع الثمن وهي رغبة لأنها تشبع للمتعاطي حاجتا أما جانب العرض فيتوقف علي الربح الكبير ودرجة المخاطرة‏.‏
وأوضح النجار أن خطورة المدمن العاطل أشد حيث يضطر إلي السرقة للحصول علي المخدرات بأي وسيلة موضحا أن البطالة سبب من ضمن أسباب‏:‏
انتشار تعاطي المخدرات لكنها ليست كل الأسباب بدليل انتشار نسبة التعاطي بين الطلاب بالجامعات والموظفين بل وبعض الطبقات المثقفة‏.‏
ويصف الدكتور مختار الشريف خبير اقتصادي المخدرات بالمرض الاجتماعي الذي يصيب كل المجتمعات سواء كانت متقدمة أو نامية وهذه الظاهرة نشأت منذ ظهور التجمعات البشرية وتختلف نوعية المخدرات من مجتمع لآخر وتنتشر عند حدوث الأزمات سواء كانت اقتصادية أم اجتماعية وقال ان القضاء علي البطالة هو الحل الأمثل للقضاء علي ظاهرة تعاطي المخدرات
ومن جانبه أكد الدكتور فتحي الشرقاوي أستاذ علم النفس السياسي ووكيل كلية الآداب جامعة عين شمس أن هناك عدة عوامل هامة تؤدي الي زيادة الإدمان تتعلق بالأسباب الدينية التي تتصل بتدني لغة الخطاب الديني بالنسبة للدعاة في علاقتهم بشريحة الشباب الي الحد الذي لايستطيع فيه الدعاة تحقيق التأثير والتوعية المطلوبة لدي الشباب
وأضاف أن الانفتاح علي الغرب والثقافات الدخيلة كل ذلك أدي الي وقوع العديد من الشباب في دائرة التقليد الأعمي ومن ضمنها إدمان المخدرات واتهم الاعلام بلعب دور كبير في ذلك باظهار أن تجارة المخدرات أقصر الطرق للثراء ويتجلي ذلك في الدراما المصرية والأعمال التليفزيونية أو السينمائية مما جعل شريحة المراهقين تعتقد ذلك وتنجرف وراء هذه المعتقدات الخاطئة كما يجئ إنتشار ظاهرة البطالة والإحساس باليأس وانعدام الأمل في مستقبل إيجابي كدافع الإحباط والهروب من الواقع وإدمان المخدرات وأشار الي انعدام الرقابة الأسرية القائمة علي التوجيه والإرشاد حيث أصبح الوالان في معزل عن تصرفات الأبناء تحت دعوة الانشغال لتحسين الدخل والبحث عن لقمة العيش مما ترتب علي ذلك من غياب للرقابة وزيادة حدة الانحراف سواء كان سلوكيا وأخلاقيا بالإضافة الي افتقار المقررات والمناهج الأكاديمية والعلمية في مراحل ماقبل التعليم العالي وما بعده الي مايشير الي وعي الشباب بأهمية الحفاظ علي صحتهم أو كيفية تحذيرهم من الوقوع في الإدمان‏.‏
وأشارت الدكتورة سامية خضير أستاذة علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن جميع الدول تعاني من تزايد ظاهرة الإدمان والمخدرات وطالبت بتكثيف حملات التوعية ليس فقط من جانب الداخلية والشرطة ولكن من خلال منظومة متكاملة نفسيا واجتماعيا وأمنيا ودينيا وقوميا لوقاية الشباب من الوقوع في خطيئة الإدمان وحتي لايكون عضوا ضارا داخل المجتمع يفسد ولايصلح ويهدم ولايبني ويكون خطرا علي كل مايحيط به بداية من أسرته وانتهاء بأمن مصر خاصة وأنه من مصلحة الكثير من الدول المعادية لمصر زيادة وتوزيع هذه المخدرات للقضاء علي مستقبل الشباب ونوه الدكتور محمد حسن خليل منسق لجنة الدفاع عن الحق في الصحة إلي أن النسب المعروفة التي أكدتها الإحصائيات أن‏7%‏ من عدد السكان و‏17%‏ من أجمالي الشباب يتعاطون المخدرات وأشهرها الحبوب والبانجو والحشيش وأن الأصناف الغالية مثل الهيروين والأفيون والمورفين تتاح لنسبة قليلة من الشباب موضحا أن الإدمان شكل من أشكال الهروب من الواقع ويحدث عادة عندما يكون الواقع مؤلما ومظلما فالأرقام المرتبطة بظاهرة الإدمان تشير الي أنه المسئول الأول عن دفع الشباب للإدمان هربا من الواقع
وأشار إلي ان الأدمان لا يقتصر علي فئة الشباب بل ينتشر بين أطفال الشوارع خاصة وأنهم يلجأون إلي شراء أنواع الرخيصة مثل الكولة والبنزين وكلها مذيبات عضوية تدمر الغشاء المحيط بالأعصاب وغالبا تؤدي للوفاة خلال عامين مما يوضح خطورة القضية‏.‏
وأكد أن القضاء علي المخدرات بتشديد العقوبات منطق قاصر بل لابد من البحث عن الأسباب الاجتماعية للظاهر والعمل علي علاجها هذا بجانب السعي للقضاء علي الفقر والبطالة فالقوانين وحدها مهما بلغت قسوتها لن تستطيع أن تقضي علي ظاهرة الادمان‏.‏
ومن جانبه قال الدكتور جمال الزيني عضو لجنة الصحة بمجلس الشعب أن الاتجار في مثل هذه المواد المخدرة عن طريق بعض الصيدليات أو جهات أخري دون استشارة طبية يعتبر جريمة في حق الشباب وصحتهم مطالبا بضرورة التفتش والمرور علي الصيدليات ووضع عقاب رادع لمرتكبي هذه الافعال وتوفير وسائل سهلة للابلاغ عن المخالفين‏.‏ موضحا أن مسئولية الحماية لابد أن تبدأ من الأسرة والمدرسة ومراحل التعليم المختلفة لحماية مستقبل مصر‏.‏

قصور التفتيش
وأعترف الدكتور حمدي السيد رئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب بوجود تقصير في جهاز التفتيش علي المخدرات بالصيدليات خاصة وأنه يتم تداول بيع بعض المواد المخدرة دون تقديم روشتة طبية موضحا أن جهاز التفيش الصيدلي يحتاج إلي دعم مادي وإمكانيات كبيرة حيث قام بتقديم العديد من التقارير للمطالبة بتوفير الخبرات والدعم المالي داخل الجهاز ولم يتم تنفيذها حتي الآن بالاضافة إلي أن أعداد التفتيش الصيدلي تكون قليلة مع عدم توافر سيارات للتفتيش أو حماية كافية من شرطة التموين موضحا أن وزارة الصيادلة تبذل جهدا كبيرا للقضاء علي انتشار المواد المخدرة داخل الصيدليات بالاضافة إلي أنه لاتوجد طلبات إحاطة تطالب بوضع ضوابط لبيع المواد المخدرة في الصيدليات‏.‏
وأشار اللواء فاروق طه رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشعب إلي أن تغليظ العقوبات ليس هو الأساس لأنه في كثير من الأحيان عند ضبط تجار المخدرات تتم معاقبتهم علي أساس أنها قضية تعاطي مخدرات وليست تجارة بالاضافة إلي جلب المخدرات من الخارج من المنطقة الغربية علي الرغم من الحملات التي يقوم بها جهاز الشرطة في تدمير الزراعات المخدرة خاصة وأن المغرب من أكبر مصدري المخدرات فيجب تضييق الخناق علي المهربين‏.‏

مشاركة السياسية
ومن جانبه أوضح الدكتور نبيل مدحت سالم أستاذ القانون الجنائي بكلية الحقوق جامعة عين شمس أن ظاهرة الادمان علي تعاطي المخدرات بكافة أنواعها ظاهرة اجتماعية في المقام الأول ولكنها تزايدت في الآونة الأخيرة بسبب عدة عوامل أهمها علي الاطلاق البطالة التي فاقت نسبتها كل النسب العالمية وبمراحل خاصة وأن الاحصاءات الرسمية في هذا الشأن لا تعبر عن الحقيقة بالاضافة إلي عجز الشباب عن المشاركة السياسية في صنع مستقبلهم وذلك بسبب الوصاية الشديدة المفروضة عليهم من السلطة فالاشتغال بالسياسة أو حتي الاهتمام بها محظور كلية في الجامعات حين إنها هي المصنع الحقيقي للقيادات الشابة وفي جميع بلدان العالم وهذه العوامل مجتمعة تقود الشباب إلي نتيجة حتمية واحدة هي الفراغ التام الذي يعاني منه الشباب اليوم فيقضون معظم النهار في النوم ويقضون الليل في تعاطي المخدرات‏.‏
مطالبا الدولة بجيشها الكبير من قوات الشرطة والأمن المركزي بمحاربة الفساد والقضاء علي تجارة المخدرات التي تؤدي إلي تدمير زهور المجتمع‏.‏
وأشار إلي أن قانون المخدرات الحالي رقم‏(189)‏ لسنة‏1960‏ وتعديلاته المختلفة يفي بالغرض موضحا أن العقوبات المقررة ضد إحراز وحيازة المخدرات بغرض التعاطي تكون عقوبات جسيمة لايوجد لها نظير في تشريعات المخدرات الأخري في القانون المقارن لكنها ليست كافية في حسم حماية المجتمع من أخطار المخدرات بل هي قوانين زائدة عن الحاجة فالعلاج يكمن حقيقة في إصلاح أحوال المجتمع ومنح الشباب الحرية السياسية المفقودة في مصر خاصة وأن ظاهرة تعاطي المخدرات مشكلة اجتماعية أفرزها المجتمع المفكك بل أفرزها المجتمع الضائع الذي لا يجتمع فيه الناس علي مشروع قومي إلا كرة القدم‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.