استحوذت أزمة شح المخدرات في مصر، خاصة الحشيش الأكثر استهلاكًا بين المدمنين على المخدرات، اهتمامًا تجاوز الإطار المحلي، وكان محور تقارير لوكالات الأنباء، رصدت فيه معاناة "أصحاب الكيف" وارتفاع الأسعار في ظل قلة المعروض. وفي كتابه: "أزمة الكيف.. تجربة مصرية رائدة"، وهو عبارة عن دراسة موثقة بالأرقام والمعلومات يقول الصحفي محمد صدقي الشيخ، إن حجم تجارة المخدرات في مصر خلال العام الماضي بلغ 18.2 مليار جنيه، منها 15.7 مليار جنيه قيمة الزراعات المخدرة التي تزرع في مصر من القنب والخشخاش. ويشير في دراسته إلى أن جم تجارة المواد المخدرة الطبيعية، مثل الموروفين والكوكايين يصل إلى 2.41 مليار جنيه، بينما يبلغ قيمة المواد المخدرة التخليقية مثل عقاقير الهلوسة والمنومات والمهدئات 900 مليون جنيه. ويقول إن المصريين يقبلون على تعاطي ستة أنواع من المواد المخدرة؛ أبرزها الحشيش بنوعية اللبناني والمغربي الذي يطلق عليه المصريون "الحسيس"، في إشارة إلي أن يرفع إحساس المتعاطي- بحسب اعتقادهم- ويتراوح سعر الحشيش اللبناني من 150 إلى 200 جنيه والمغربي ما بين 120 إلى 150 جنيهًا. ويأتي البانجو تاليًا في قائمة المواد المخدرة التي يقبل عليها متعاطو المخدرات في مصر، وبلغ سعر الكيلو منه نحو 600 جنيه، يليه الأفيون الذي يتراوح سعر "القرش" منه 150 إلى 200 جنيه، والأقل جودة يتراوح سعره من 100 إلى 150 جنيهًا، حيث يقول الشيخ إن معظم تجار الأفيون يقومون بغشه عن طريق الأسبرين. ويجيء الهيروين رابعًا ضمن قائمة أهم المخدرات التي يتعاطها مصر والذي يتراوح سعره من 200 جنيه إلى 300 جنيه، ثم الكوكايين الذي يتراوح سعره من 1100 جنيه إلى 1300 جنيه، وهو أغلى الأصناف في مصر. وأكد الشيخ أن الحشيش جاء على رأس المواد المخدرة المضبوطة في مصر خلال العام الماضي بنسبة بلغت 46 % من حجم قضايا المخدرات التي بلغت 46358 قضية، يليه العقاقير النفسية، مثل عقاقير الهلوسة والترامادول وأدوية الجدول، بنسبة بلغت 11669 قضية بنسبة 25.16% من قضايا المخدرات، يليها قضايا البانجو التي بلغت 8146 قضية بنسبة 17.56% من قضايا المخدرات. واحتلت محافظة أكتوبر المرتبة الأولى في عدد قضايا المخدرات التي بلغت 5600 قضية، تليها محافظة الجيزة 4622 قضية، القليوبية 3898 قضية، القاهرة 3078 قضية، بينما احتلت محافظة الوادي الجديد المرتبة الأخيرة بعدد 242 قضية فقط وأكد الشيخ أن هناك نحو 22 دولة تصدر المخدرات في مصر؛ أبرزها فلسطين وإسرائيل تليها السودان والأردن وأخيرا ليبيا، وبلغ عدد التجار الأجانب الذين تم ضبطهم في مصر خلال 2009 نحو 89 متهما من جنسيات مختلفة. أما بالنسبة للمتهمين في قضايا المخدرات، فكان أبرزهم فئة العاطلين الذين بلغ عددهم 17618 متهما، يليهم العمال المهرة الذين بلغ عددهم 10592، وغير المهرة 11065، بينما بلغ عدد الكتاب والأدباء والفنانين 8138 متهما، أما الطلبة فقد بلغ عددهم 1619 متهما، أما الأطباء والصيادلة فقد بلغ عددهم 98 متهما فقط. بينما بلغ عدد المدمنين الذين تقدموا للعلاج من الإدمان 18546 شفي منهم 15767 مدمنا، وفق ما يذكر الكتاب. ورصد الشيخ قيام وزارة الداخلية بتغيير خطتها في مكافحة المخدرات، حيث قال إنها اتبعت ولأول مرة سياسة "تجفيف المنابع"، وذلك بإغلاق وإحكام السيطرة علي جميع منافذ التهريب عبر الحدود المصرية مع جميع الدول، بالإضافة إلى انتهاج سياسة التتبع في الداخل مع المتهمين بحيث يتم تتبع مروج المخدرات، بدءا من المتعاطي، وحتى تاجر التجزئة، وتاجر الجملة.