تثبيت الهدنة القائمة والاستعداد للانتقال الي المرحلة القادمة هما جوهر رحلة السكرتير العام للأمم المتحدة كوفي عنان الي المنطقة والتي يزور خلالها لبنان، اسرائيل، الاردن، سورية، مصر، السعودية، قطر، ايران وتركيا. وبذلك لم يفوت السكرتير العام أي دولة من دول المنطقة لم تشارك بشكل أو بآخر في التعاطي مع الازمة اللبنانية. في لبنان كانت ردود الفعل الشعبية غاضبة وخاصة في الضاحية الجنوبية معقل حزب الله، حيث خرج الآلاف يحملون لافتات مؤيدة لحزب الله وصور زعيمه الشيخ حسن نصر الله الذي كان مقررا ان يلتقي عنان، وبسبب ظروف امنية تم اللقاء مع وزير الطاقة محمد فنيش احد قياديي حزب الله، اضافة الي لقاءات واجتماعات مع الرؤساء الثلاثة رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، واستمع عنان تقريبا الي رسالة موحدة بمطالب لبنانية واضحة، انسحاب اسرائيلي كامل الي ما وراء الخط الازرق ورفع الحصار الجوي والبحري، تحديد مهام القوات الدولية، مساعدة من المجتمع الدولي لاعادة اعمار الجنوب والضاحية، بحث مسألة مزارع شبعا، الافراج عن المعتقلين اللبنانيين، التفاوض لاطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين عبر القناة التي حددها حزب الله الذي فوض رئيس المجلس النيابي نبيه بري للتفاوض حول تلك المسألة. ومن جانبه فإن انان اثني علي الخطوات الهامة التي اتخذتها الحكومة اللبنانية بارسال الجيش الي الجنوب والنقاش الداخلي حول مسألة حزب الله في ضوء اعلان صريح من حسن نصر الله بحق الحكومة في مصادرة اي سلاح يظهر في الجنوب، كما طرح انان مسألة ضبط الحدود اللبنانية - السورية ومنع تدفق السلاح الي حزب الله فيما اكد ان مسألة تحديد ملكية مزارع شبعا من قبل الاممالمتحدة تحتاج لكثير من العمل ومباحثات مع اسرائيل وسوريا لتحديد تبعيتها. عنان الذي استكمل جولته بحث عن تثبيت دائم لوقف اطلاق النار والهدوء" التام علي الخط الازرق والافراج عن المعتقلين والاسري وذلك خلال زيارته لاسرائيل كما بحث في تفاصيل الجزء الثاني المكمل للقرار 1701 حيث يستهدف هذا الجزء التوصل الي وضع دائم يؤمن الحدود اللبنانية - الاسرائيلية تماما ويمنع حدوث اي اشتباكات أو احتكاكات عبر اجراءات محدة تقوم بها قوات "اليونيفيل" التي جري توسيع مهامهما وصلاحيتها وتسليحها. وفي مصر والسعودية والاردن معسكر الاعتدال العربي يسعي عنان الي البحث عن دعم عربي للمرحلة التالية، والي توفير الاجواء التي تسمح بالبحث في مجمل عملية السلام وهو الموضوع الذي سيستمع اليه عنان اكثر من سوريا التي تطالب الاممالمتحدة بدور انشط لتنفيذ قرارات المنظمة الدولية الخاصة بالاراضي السورية المحتلة، علاوة علي تأكيدات يريد عنان الحصول عليها من دمشق في المقابل بدعم سوريا لتهدئة الاوضاع في لبنان. وفي ايران يبحث عنان كثيرا من الملفات الساخنة بداية من البحث عن دعم ايران للتهدئة في لبنان وايقاف شحنات السلاح لحزب الله، وتناول الملف النووي الايراني الذي دخل مرحلة التعقيد قبل انتهاء مهلة 31 اغسطس بساعات قليلة وهي المهلة التي حددها مجلس الامن لايران لايقاف تخصيب اليورانيوم. وفي تركيا يبحث عنان الدعم التركي لقوات اليونيفيل، وخاصة ان تركيا لعبت الي جوار معظم الدول التي يزورها عنان دورا هاما في بحث المسألة العراقية، وبالتالي فيمكن لدول المنطقة المشاركة في تهدئة الاوضاع علي الساحتين اللبنانية والفلسطينية. البحث عن المرحلة التالية هدف جولة عنان، وكل اطراف المنطقة تتطلع الي تلك المرحلة، والتوصل الي قرار جديد من مجلس الامن لاقرار الهدوء علي الساحة اللبنانية - الاسرائيلية مقدمة لاعادة تنشيط عملية السلام الشاملة في الشرق الاوسط وهو ما سيقترحه عنان علي مجلس الامن بعد انتهاء مهمته في تقريره الي المجلس.