يتطلع العالم الغربي للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد علي أنه مثال للزعيم المتشدد الذي نجح في الوصول لكرسي الحكم من خلال التركيز علي الواعز الديني المرتفع لدي الشعب الإيراني. لذا يفسر الغرب أي فعل أو رد فعل يصدر عن نجاد علي أساس ديني بحت يسانده في ذلك ما يتمتع به من "كاريزما" تظهر جليا في خطاباته الجماهيرية والتي يحرص فيها علي التأكيد علي حق بلاده في امتلاك التكنولوجيا النووية. ويصف البعض نجاد بالتسرع أحيانا مستشهدين بمواقف تبنتها حكومته أو تصريحات أدلي بها دون تريث. ومن أمثلة ذلك قيام طهران بالرد علي عرض الحوافز الأوروبية الأمريكية يوم الثلاثاء الماضي وكان الأحري في وجهة نظر هؤلاء أن يأتي الرد الإيراني مع انتهاء المهلة الممنوحة من قبل مجلس الأمن يوم 31 أغسطس الحالي أي بعد أيام قليلة. ويحسب للرئيس الإيراني عدم تردده فيما يخص البرنامج النووي لبلاده، الأمر الذي ينعكس بوضوح علي تصريحاته "القوة النووية من حقنا... لا يستطيع كائنا من كان أن يجردنا من هذا الحق". ويلقي الغرب باللوم علي نفسه لما توصلت إليه طهران من إمكانيات في الحقل النووي فخلال السنوات الثلاث الأخيرة عكفت فرنسا وبريطانيا وألمانيا علي تبني نهج التفاوض مع النظام الإيراني وانقضت المفاوضات وانفضت الاجتماعات دون أن يسفر هذا عن شيء غير مزيد من المفاجآت التي تلقي بها طهران في وجه المجتمع الدولي واخرها افتتاح منشأة لانتاج الماء الثقيل بمفاعل اَراك جنوب غرب العاصمة الإيرانية. وفي مقابلة مع مايك والاس أحد الصحفيين الأمريكيين المحنكين ظهر نجاد بوجه القائد المعتدل لشعب يقف إلي جوار اللبنانيين في مأساتهم ويسعي إلي برنامج نووي سلمي. وعندما تطرق الحديث إلي الإدارة الأمريكية أكد الرئيس الإيراني علي أن الرئيس الأمريكي جورج بوش يرغب في حل كل المشكلات بالقنابل علي الرغم من أن هذا الأسلوب ولي زمنه مشيرا إلي أن تبادل الأفكار والحوار الثقافي أبطال الزمن الحالي. وشدد نجاد علي أن اسرائيل دولة "مصطنعة" ولم يحاول إنكار دعوته إلي ازالتها من علي الخارطة العالمية. واحمدي نجاد يبلغ من العمر 49 عاما، مثله الأعلي المرشد الأعلي اَية الله علي خامنئي. انضم إلي الحرس الثوري الذي ساهم في اندلاع ثورة 1979 التي أطاحت بالشاه الإيراني وعرف بعدها بمضطهد المنشقين. وفي عام 2005 دفع به في سباق الرئاسة الإيرانية بمساندة من رجال الدين لما عرف عنه من تشدد أبهر الطبقة العاملة في إيران خلال فترة توليه لرئاسة بلدية طهران. وفي أول خطاب له أمام الأممالمتحدة دعا نجاد ربه إلي الإسراع ببعث المهدي لتخليص العالم من الشرور والآثام. وعلي الرغم من ذلك يؤكد البروفيسور فالي نصر الأستاذ بالأكاديمية البحرية الأمريكية أن التشدد المعروف عن الزعماء الإيرانيين لا ينعكس بدوره علي مواقفهم السياسية.