علي مدار شهر كامل استمر العدوان الاسرائيلي الوحشي علي لبنان ووقفت له المقاومة اللبنانية المتمثلة في حزب الله بالمرصاد مجسدة بذلك اجمل صور الصمود والتحدي للشعب اللبناني الذي صار رمزا للبطولة بصورة فاقت كل التوقعات رغم المعاناة التي يحياها اكثر من مليون انسان هجروا ديارهم في جنوب لبنان واصبحوا في عداد اللاجئين فضلا عن تقديم اكثر من الف شهيد في تلك الحرب ومع ذلك استمر صمود لبنان لدرجة اذهلت كل المراقبين والمحللين السياسيين الي حد اجماعهم علي ان حزب الله حقق انتصارا سياسيا وعسكريا بغض النظر عن نتيجة الحرب علي الارض. وفي الوقت نفسه تسعي اسرائيل بكل وسائل اعلامها وعن طريق قادتها العسكريين والسياسيين الي محاولة تسويق نتائج تلك الحرب امام الشعب الاسرئيلي علي انها مكسب سياسي وانتصار عسكري. ولكن المدقق لسير الحرب يري ان النصر كان حليف حزب الله وقائده حسن نصر الله فقد حطمت المقاومة اللبنانية اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر ضاربة في مقتل العسكرية الاستراتيجية التي كثيرا ما اعتمدت علي تحقيق انتصارات سريعة في حروب اسرع بدون خسائر ولم تستطع اسرائيل تحقيق هدفها الاساسي من حربها علي لبنان وهو ردع وايقاف خطر صواريخ حزب الله التي جاوزت 4 آلاف صاروخ ضاربة شمال اسرائيل ومخلفة وراءها عشرات القتلي والمصابين وبذلك استطاعت تحقيق قدر من توازن الرعب مع العدو الذي استهدف آلاف المدنيين في لبنان وفي بادرة تعد الاولي من نوعها ساقتها تلك الحرب حيث نزح اكثر من نصف سكان شمال اسرائيل الي الجنوب ناهيك عن فرار اسر بكاملها الي الملاجيء خوفا من ويلات الحرب والرعب الذي احدثته صواريخ حزب الله. وفيما يتعلق بالمستقبل اللبناني تنتابني المخاوف من نشوب حرب اهلية طاحنة مما يؤدي الي وقوع لبنان في مواجهة مع العالم ويدخلها في نفق مظلم لا يعلم مداه الا الله.