الطبيعي والمنطقي والبديهي أن تكون كل نساء مصر أو علي الأقل معظمهن في صف هند الحناوي ولينا والدكتور حمدي ضد آل الفيشاوي فالحكم الذي صدر بنسب الطفلة لأبيها أعاد الاعتبار لنساء مصر وفتياتها وفتح باب الأمل لإنصافهن فعليا وليس بالتصريحات والكلام الكبير الذي لا طائل منه. لكن أنت في مصر.. ولا تتعجب انها إرادة الله.. وفي مصر يصبح كل شيء قابلا للانقلاب وكل قيمة تنعكس والظالم يصبح مظلوما. الحقيقة التي يمكن اعتبارها صادمة وخارج كل قواعد المنطق، أن معظم نساء مصر وفتياتها ضد هند الحناوي ومع الفيشاوي والمفاجأة الأكثر غرابة أن الرجال هم الذين سعدوا وفرحوا وابتهجوا واستبشروا بالحكم الذي حصلت عليه هند ولينا والدكتور حمدي سيتأكد لنا هذا عندما نتصفح ما جاء في المنتديات علي شبكة الإنترنت فالبنات يكرهن هند ويصفنها بألفاظ مسيئة بينما الشباب والرجال يدافعون ويتحمسون في الدفاع عنها. هل هذا معقول؟ تلك هي الحقيقة.. ولا غرابة هل هناك تفسير؟ نعم هناك تفسير تقول د. ليلي سليم أستاذ التحليل النفسي إن موقف نساء مصر العاديات ولسن المثقفات من هند الحناوي، سببه الأساسي هو قناعتهن بأن تلك المرأة فعلت ما يستحيل عليهن أن يقمن به لو تعرضن لما تعرضت له.. وتضيف أن القهر الاجتماعي الذي لم تتخلص منه المرأة حتي الآن جعلها تحقد علي هند الحناوي تلك المرأة التي قالت لا بينما هن لا يستطعن أن يفتحن أفواههن، من الطبيعي أن يحقدن علي هند الحناوي يكفي أن لديها أبا وأما لم يهدداها بالقتل والذبح أو الدفن حية عندما أخطأت بل وقفا إلي جوارها وسانداها وسامحاها... هل يوجد لدي نساء مصر آباء مثل حمدي الحناوي وزوجته بعد كل هذا هل تستغربون من أن تكره نساء مصر هند الحناوي؟ وفي تفسيرها لموقف الرجال رغم أن الحكم يعتبر ضدهم، تقول د. ليلي إنها لا تملك تفسيرا لهذا التناقض فالمجتمع الذكوري يضطهد المرأة بالفعل فكيف بالرجال ينقلبون فجأة إلي مؤيدين لحقوق المرأة بل ويغفرون لها خطأها.. ربما يكون الأمر نوعا من خداع الذات، يريد الرجال أن يزيحوا عن أنفسهم الإحساس بعقدة الذنب فقرروا أن يساندوا هند ولو علي سبيل الاستهلاك الإعلامي