عقدت مؤسسة المورد الثقافي بمقرها في المنيل مؤتمرا صحفيا للفنان الكبير مارسيل خليفة في ظل تواجد صحفي وإعلامي كبير؛ حيث تهافتت القنوات الفضائية، وعلي رأسها الجزيرة، لرصد الحدث الفني، وسط غياب غير مبرر للتليفزيون المصري بكل قنواته. بدأ بسمة الحسيني ممثلة عن المؤسسة الثقافية المؤتمر بالتعريف بالفنان الكبير ومسيرته الغنائية الحافلة، والدور الوطني الذي طالما لعبه بأغانيه، ووجهت له الشكر علي حضوره دون شروط كما، تحدث محمد الصاوي المسئول عن "ساقية الصاوي" التي يعرض فيها إحدي حفلاته، وكشف أنها المرة الأولي بالنسبة له التي يدرك فيها حجم شعبية مارسيل خليفة في مصر بعدما اكتشف أن كل تذاكر الحفلة قد بيعت فعليا، وأن هناك الكثير من محبيه، ممن عجزوا عن شراء التذاكر، ينتظرون فرصة لحضور الحفل "مما يعكس تمتع الشباب المصري بحس متميز وإدراك لأهمية هذا الفنان، وبعده بدأ الفنان مارسيل خليفة حكمته بتلاوة بيان كتبه بخط يده ويدعو من خلاله المثقفين لتفعيل دورهم في ظل غياب المؤسسات الرسمية وانهيار الفن الجيد بسبب شروط السوق التي تفرض مفاهيمها ليفتح الباب بعدها أمام الأسئلة، وأكد أن البيان محاولة للعمل والنقاش الضروري في هذه المرحلة التي تمر بها الأمة العربي في وقت أصبحت فيه المؤسسات العربية والثقافية مشلولة تقدم كل ما هو رديء، لذلك وجب علي المثقفين أن يتناقشوا للدفاع وحماية الحائط الثقافي من الانهيار، وأن الاتحاد يجب أن يبدأ من المثقفين وليس من الأنظمة، مؤكدا أن النموذج الحي هي الفضائيات العربية التي وحدت العرب، حين أشاعت الابتذال وساعدت علي زيادة تهميش المجتمع العربي، فيما نشاهده ونسمعه ولا أحد يعلم هل هناك تعمد بأن تتحول أموال النفط إلي كل هذا الابتذال الذي يشاهده الأطفال، وكيف يتحمل المجتمع وأصحاب الأموال هذا الانفصام بين ما يرونه علي الشاشة وبين الحياة الحقيقة المليئة بالفقر والمعاناة، ومع ذلك نري الحياة الفخمة تملأ الشاشات، ولا يمكن أن يصرخ أحد أو يعلن تمرده علي هذا المد الطافح بالقذارة، ويكفينا أن نضيء شمعة لنستطيع تبديد هذا الظلام. وفي سؤال حول كيفية تواصله مع الشباب أجاب بأنه مازال قادرا علي ذلك علي الرغم من انعزالهم إعلاميا، إلا أنه استطاع أن يخترق هذا الجدار في المرات القليلة التي استضافوه فيه علي الفضائيات حفاظا علي ماء الوجه، ودون وساطات إعلانية، وأكد أن الشباب مازال يبحث عن المختلف وغير السائد بدليل وجود العديد من المواهب الشابة في كل المجالات، إلا أن الفرصة غير متاحة لهم، لأن يتوحدوا، وطالب بالاستمرار في هذا الاتجاه من أجل الأجيال القادمة، مهما كانت الخسارة فادحة، مؤكدا أننا "إذا خسرنا الحلم فلن يتبقي لنا شيء". وفي سؤال حول معتقداته اليسارية وتأثيرها عليه كفنان، أجاب: اليسار عندي يتمثل في كوني فنانا معارضا لأي نظام، لأن الحياة تضعنا في اختبارات لنتغير بعدها ونتحرك في الوقت الذي نري فيه كل حكامنا يهبطون من السماء ويظلون في أماكنهم لا يتعلمون لغة الحركة، ولا أن يتركون للآخرين فرصة التواجد، أما إذا كان المقصود باليسار البحث عن الجديد والاشتراكية والعدالة والحرية وإعطاء فرص للجميع؛ فهو لم ينجح ولو مرة واحدة في تحقيق هذه المعاني الممنوعة بلغة هذا العصر كالأفكار الثورية والمقاومة، وبالتالي يصبح من حقنا أن نبحث عن التمرد في الحضارة الإنسانية، ولذا سأظل مائلا لليسار، لأننا الآن أحوج ما نكون إلي التمرد والثورة ومفاهيمها عن ذي قبل. وعن تأثره بأي الثقافات، أجاب: كل ما أراه وليس عندي اعتراض علي شيء مادمت امتلك الذاكرة والتراث القوي الذي يحوي الملامح الجميلة ويهمني التعاون مع الآخر والانفتاح علي ثقافته. وحول مساحة انتشاره عربيا مقارنة بشعبيته في مصر، قال: المشكلة تكمن في بداياته التي كانت في السبعينيات في وقت متزامن مع زيارة السادات لإسرائيل، مما أحدث قطيعة بين مصر والوطن العربي "ولم أحاول إيجاد فرصة لي داخل مصر ولم يحاول المصريون المحاولة، فالمسئولية مشتركة وهي خسارة حقيقية لي، لأني أتواجد في قلب الأمة العربية، لكنهم قاموا بدعوتي في مهرجان الموسيقي العربية عام 1997م في قاعة صغيرة نسبيا، وبالطبع واجهت ضغوطا من فنانين كثر جاءوا قبلي إلي مصر،وعندما أتيحت لي الفرصة من خلال "المورد" أتيت بلا شروط لأقدم هذا الواجب، ولأخفف الهوة بين جماهيريتي في الوطن العربي ومصر، وأتمني أن أقدم العديد من الأمسيات. وعن الضغوط التي قد يتعرض لها في مصر، أجاب: أنا لم يطلب مني أي شيء، ولكني عموما لا أستطع تقديم مشاريع مجهزة سلفا؛ بمعني أنني لا أستطيع تقديم حفلات تحظي برعاية أشخاص أو مناسبات، وأعتبر لقائي بجمهوري هو المناسبة الحقيقية. وعن بدايته بالعود فقط، ثم اتجاهه للأوركسترا وتأثير الحرب الأهلية اللبنانية عليه، أجاب: لم أبدأ بالعود فقد بدأت بوضع موسيقي أوركسترالية لفرقة كركلا الا