سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
كبار الأدباء والفنانين في منتدي الإعلام الثقافي علي هاشم: هذا الحدث سيؤدي إلي تغيير جذري في نظرة المجتمع .. وسيقام سنوياً د. أشرف زكي: دور البريد المصري في خدمة الشعب .. يمتد إلي المبدعين د. عماد أبوغازي: "الطابع" لوحة فنية تعيد تشكيل الذوق العام
حدث استثنائي شهدته القاعة الكبري بدار التحرير مؤخرا. وشاركت الدار في صنعه مع هيئة البريد.. هو الدورة الأولي لمنتدي البريد للإعلام الثقافي. التي افتتحها الكاتب الصحفي علي هاشم رئيس مجلس إدارة دار التحرير للطبع والنشر والدكتور أشرف زكي رئيس هيئة البريد. المنتدي ضم مئات المشاركين والضيوف من الشعراء والنقاد والروائيين والصحفيين والإعلاميين ورجال البريد من مؤسسات صحفية وإعلامية كبري. منها بالاضافة إلي الجمهورية والمساء مؤسسة الأهرام والأخبار ودار الهلال. وقنوات التليفزيون العامة والخاصة. بالاضافة إلي مشاركة المجلس الأعلي للثقافة متمثلاً في أمينه العام الدكتور عماد أبوغازي أحد ضيفي الشرف بالمنتدي. مع د. عماد أبو غازي حضر كذلك كضيف شرف الفنان الكبير محمود ياسين. ونخبة من الفنانين منهم منير مكرم ود. عادل هاشم.. وكانت كل التيارات والأجيال الأدبية ممثلة في هذا الحدث. الذي يعد جزءا من النشاط المشترك بين دار التحرير وهيئة البريد في إطار بروتوكول التعاون الثقافي بين الجهتين.. مئات من الأدباء حضروا مشاركين ومستمعين تقدمهم د. مكارم الغمري ود. طه حسين ود. مصطفي عبدالغني ومحمد قطب ومحمد البهنساوي وأسعد رمسيس وعلي أبوسالم ود. عزيزة الصيفي وسليمان خليل وأحمد عبده ونوال مهني.. ومن أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكتاب: أحمد توفيق وعبدالوهاب الأسواني وحسن الجوخ وهالة فهمي وصبري قنديل ود. حامد أبو أحمد وحمدي الكنيسي وعبده الزراع. بعد جلسة الافتتاح ضم المنتدي أربعة محاور هي: "الإعلام ونشر الثقافة البريدية". وتحدث عنه هيرمين كمال واللواء أنس بهجت ولمياء عبدالحميد وهالة فهمي. ورأس الجلسة د. مكارم الغمري.. والمحور الثاني عن "الصحافة الأدبية ومشكلاتها" وتحدث فيه د. مصطفي عبدالغني وحنفي المحلاوي وعادل عبدالصمد وعبدالسلام فاروق.. والمحور الثالث برئاسة د. عادل هاشم وموضوعه "البرامج الثقافية في التليفزيون: أزمة الزمان والمكان" وتحدث فيه: صلاح الدالي وعزة قاسم وطلال سيف وسعاد سليمان.. والمحور الرابع عن "القنوات المتخصصة وصراع البقاء" وتحدث فيه سيد فؤاد نائب رئيس القناة الثقافية. ود. عطيات أبوالعينين. ورأس الجلسة د. حامد أبو أحمد. بعد هذه المحاور عقدت جلسة "شهادات وتجارب" شارك فيها اثنان من رموز العمل الأدبي والإعلامي والصحفي. صانعي الإعلام الثقافي. هما حمدي الكنيسي رئيس الإذاعة الأسبق. وأشهر مراسل حربي للإذاعة المصرية أثناء حرب أكتوبر. والروائي عبدالوهاب الأسواني الذي تحمل عبء عدة إصدارات أدبية في مصر والسعودية.. ثم جاءت الأمسية الشعرية ختاما عذبا لأحداث ساخنة.. أدارها حسن الجوخ. وشارك فيها الشعراء: فريد طه وأحمد مبارك وأحمد فراج وعبده الزراع وأشرف الخطيب وعلي أبوسالم ونوال مهني وصبري قنديل ومجدي عبدالرحيم. تغيير جذري في الجلسة الافتتاحية قال علي هاشم: منتدي الإعلام الثقافي حلقة ناجحة من حلقات التوأمة الفعالة بين دار التحرير وهيئة البريد.. وهو التجمع الأول في هذا المجال. وسيكون له أثر بعيد وحاسم علي مستوي الصحافة والثقافة معاً. كما أن هذا المنتدي سيحدث تغييرا جذريا في نظرة المجتمع للثقافة والإعلام.. فالإعلام دائما ينقل هموم المجتمع ومشكلاته وأحلامه. لكن أحداً لا يلتفت إلي ان هذا الإعلام نفسه قد يعاني من مشكلات وأزمات.. وهذا ما نسعي إليه الآن. حتي نعالج مثل هذه المشكلات. وحتي يستطيع الإعلام الثقافي أداء دوره في خدمة الثقافة القومية. ويصبح وسيلة تواصل قوية بين الإبداع والجمهور.. وسوف يستمر عقد دورات هذا المنتدي مرة كل عام بانتظام. وقال د. أشرف زكي: المنتدي جزء من الدور الذي يحمله البريد المصري لخدمة الشعب.. وهو هنا موجه إلي فئة ثقافية واسعة تضم الأدباء والصحفيين والإعلاميين وكذلك رجال البريد. لتوطيد العلاقة بين هيئة البريد وهذه الفئة.. وقد اعتدنا أن يقدم الإعلام المصري سواء أكان متخصصا في الثقافة أو غيرها تغطيات منتظمة لأنشطة هيئة البريد. ويتابع أعمالها. ونحن اليوم نرد هذا الموقف الجاد. ونقدم أنشطة الإعلام الثقافي ونحتفي بها. ونبحث في آليات تطويره ليستمر عطاؤه لخدمة الثقافة والمثقفين.. وكانت لفتة طيبة من الأمانة العامة للمنتدي ان تخصص محورا كاملا عن "الإعلام ونشر الثقافة البريدية". وذكر د. عماد أبو غازي ضيف الشرف ان هناك بعدا تاريخيا لعلاقة التاريخ بالثقافة والحضارة قبل الإسلام وبعده. كما أشار حزين عمر أمين عام المنتدي.. ولا يقف دور البريد وارتباطه بالإعلام عند حدود "الإعلام" بالخبر أو حمل الحدث لحظة وقوعه ونقله بأسرع وسيلة إلي الحاكم والمسئول ليتصرف بناء عليه في الحرب والسلم. بل يتجاوز هذا الدور إلي البعد الفني والثقافي شديد الأهمية. فطابع البريد الآن يعد لوحة فنية. كما انه يؤرخ لأحداث جليلة في تاريخ الشعوب. وكذلك لشخصيات مؤثرة في حياتنا.. وطابع البريد هذا كعمل فني له دور في الارتقاء بالزائقة بشكل تلقائي. لأن كل الناس تتعامل معه. وتتأثر بتشكيلاته. ربما دون أن تحس بهذا.. وهذا المنتدي بداية قوية وموفقة لفكرة جديدة سوف تخدم كلا من البريد والإعلام والصحافة والثقافة معاً. وذكر الفنان محمود ياسين ضيف الشرف ان هذا الحدث الثقافي الراقي والجديد يعد دفقة اضافية للعطاء المتوالي الذي قدمته دار التحرير منذ الخمسينيات. حتي الآن. في تبني القامات الفكرية. والأدبية العالية. أمثال طه حسين وعبدالرحمن الشرقاوي وكامل الشناوي ويوسف إدريس ولويس عوض وعبدالرحمن الخميسي. وكذلك رعايتها المتواصلة للفن والفنانين الجادين.. ومبادرة طيبة كذلك من البريد المصري بأن يدعم هذا العمل. ويثري هذا الاتجاه الإنساني للتواصل مع الشعب بكل فئاته وأطيافه.. وننتظر اتساع مظلة هذا الاهتمام وإحياء هذا الدور ليشمل أكبر عدد من مبدعينا في شتي مجالات الاداب والفنون. غياب الوعي وأعد د. مصطفي عبدالغني بحثا مستفيضا في محور الصحافة الأدبية ومشكلاته. يحمل عنوان: "الصحافة الثقافية.. زهرة الخشخاش نموذجا" أكد خلاله ان الصحافة الثقافية خاصة في شكلها الرسمي لم تصل إلي درجة عالية من التعبير عما حدث ويحدث. بالدرجة التي عبرت بها الصحافة المستقلة والحزبية.. وتظل حادثة بني سويف أو فضيحة زهرة الخشخاش نموذجا دالا لغياب الوعي المركزي متمثلا في وزير الثقافة. وقد نجد أصواتا غاضبة هنا وهناك في الصحف القومية. لكنها تظل أصواتا فردية لا تصنع حالة عامة تدل علي جرم ما يحدث!! وتوقف حنفي المحلاوي عند أسوأ مشكلة تواجه الصحافة الأدبية. وقال انها الأمية الثقافية.. وهنالك مشكلات أخري تتمثل في أن الصفحات الأدبية لم تعد تثير لعاب رؤساء التحرير لأنها لا تشجع علي الاعلانات.. وهناك مشكلة في غاية السوء كذلك تتمثل في استشراء اللهجة العامية وانتشار المفردات السوقية.. وهذه المشكلات يبرئ منها عبدالسلام فاروق القائمين علي الصحافة الثقافية. وكذلك رؤساء التحرير بل والصحف نفسها. ويراها صورة متجسدة من الواقع الثقافي نفسه.. فهذا النوع من الصحافة مرتبط بالانتاج الأدبي المصري والعربي بعامة. ومدي ازدهاره. وقيمة القائمين عليه في ظل غياب القامات العالية!! أشار عادل عبدالصمد رئيس تحرير الهلال إلي أن المجلات الثقافية الشهيرة في القرن الماضي مثل "أبوللو" و"الرسالة" و"الثقافة" توقفت عن الصدور لأسباب مادية بحتة. مثل الضرائب والمستحقات المالية للمطابع. وغلاء الورق. وبتوقفها أصيبت الصحافة الأدبية بضربة قاسية.. لكن مجلة "الهلال" من بين كل هذه المجلات استطاعت الصمود والاستمرار حتي يومنا هذا منذ عام 1892. والتحدي الآن لمجلات الثقافة المتخصصة بالاضافة للأسباب السابقة يتمثل في الثقافة الالكترونية. وعزوف الكتاب الكبار عن المشاركة في تحريرها.. وإن أنقذ الكثير من المجلات العربية مثل "العربي" و"الدوحة" و"نزوي" دعم حكومات تلك الأقطار لها.