تحت هذا العنوان، رصدت افتتاحية "نيويورك تايمز" يوم الخميس الماضي، رسالة أرسلها محمود الزهار وزير الخارجية في الحكومة الفلسطينية الجديدة، التي شكلتها "حماس" إلي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، يفهم منها، حسب الصحيفة، أن ثمة احتمالاً لاعتراف حركة "حماس" يوماً ما بإسرائيل. الصحيفة تري أن الزهار ربما أخطأ، أو ربما هناك خطأ في ترجمة رسالته، ورغم ذلك يشي الخطاب بمدي تأثير العبارات والألفاظ التي يستخدمها الدبلوماسيون في الشرق الأوسط، خاصة عندما تتطرق هذه العبارات إلي حل الدولتين. لكن عبارة وردت في رسالة الزهار تقول: "إن سياسات إسرائيل الاستعمارية تبدد أي آمال في تحقيق تسوية أو إحلال سلام قائم علي حل الدولتين". غير أن الزهار سرعان ما أنكر أن هذه العبارة تفتح الباب أمام مناقشة ما يتعين علي "حماس" فعله إذا حصل الفلسطينيون علي دولة قابلة للحياة، الأمر الذي دفع أحد الموظفين في مكتب الزهار إلي التصريح لوكالة "الأسوشيتد برس" بأن رسالة الزهار لا توجد فيها أية إيماءة لمسألة الاعتراف بإسرائيل، وهو ما وصفته الصحيفة بالأمر السيئ جداً. والصحيفة لفتت الانتباه إلي أن الخزانة الفلسطينية خاوية، وحكومة "حماس" ورثت تلاً من الديون والالتزامات المالية، والحكومة الفلسطينية تناضل الآن لدفع مرتبات 140 ألف موظف في مؤسسات السلطة الفلسطينية، علماً بأن إسرائيل لم تقدم العون للفلسطينيين، لاسيما وأنها رفضت تسليم السلطة الفلسطينية عائدات الضرائب التي تقوم تل أبيب بجبايتها نيابة عن الحكومة الفلسطينية. محمود الزهار قال في رسالته: "إنه يتمني من بعض البلدان أن تعيد النظر في سياساتها المتسرعة، الخاصة بتعليق المساعدات واستخدام لغة التهديد بدلاً من الحوار". وهو ما فسرته الصحيفة بأن وزير الخارجية الفلسطيني يقصد الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي.