شهدت الأيام القليلة الماضية أجواء من التوتر بين القاهرة وحركة حماس على خلفيه تجاوز الحركة موعدا كانت القاهرة حددته فى منتصف أكتوبر الحالى للتوقيع على «الوثيقة المصرية» للمصالحة الوطنية الفلسطينية، وتصريحات قيادات فى الحركة أنها تريد إدخال تعديلات على مضمون الوثيقة، الأمر الذى رفضته القاهرة جملة وتفصيلا، واعتبرته رسميا نوعا من المماطلة لا ترضى عنها، وفى حوار مع «الشروق» قال محمود الزهار وزير الخارجية فى الحكومة الفلسطينية المقالة «إن حركة حماس لا تعارض مضمون وثيقة المصالحة». وبلهجة هادئة حاول الزهار القيادى فى حماس التخفيف من حدة تصريحات مسئول العلاقات الدولية فى المكتب السياسى للحركة وممثلها فى بيروت أسامة حمدان قال فيها: «إن الوثيقة المصرية تضمنت مسائل لم يتفق عليها ولم تبحث أصلا بشكل مناسب، ويعد إدراجها فى الورقة ابتعادا عن روح المصالحة»، حيث قال: «كل ما نفعله الآن هو مطابقة ما ورد فى الوثيقة وما انتهت إليه الصياغة على جملة ما تم من اتفاقات خلال فترة الحوارات ووفقا لما وثق فى الجلسات، ولا أقول إن هناك خلافا مع مصر، وبالتالى نحن أردنا أن نفهم بعض الصياغات التى وردت فى الوثيقة بالتطابق مع ما بحثناه فى القاهرة وملتزمون به حرفيا. ولام الزهار من قاموا بتسريبات عما دار داخل الحركة من نقاش حول الوثيقة معتبرا أن «تلك التسريبات هى التى أحدثت كل هذا اللبس الذى نواجهه الآن». وفى ملف الانتخابات شدد الزهار على أن حماس لا تخشى الانتخابات، معتبرا أن شعبية الحركة فى ازدياد مستمر على الرغم من أنها لم تختبر فى الميدان، حيث فرض عليها الحصار، مستشهدا بما نقلته صحيفة صنداى تايمز البريطانية أمس الأول بارتفاع شعبية حماس مقابل محمود عباس بعد أزمة جولدستون، وأن لديها شعبية أكبر فى الضفة الغربية، وهو ما يثير المخاوف فى إسرائيل والغرب من أن عباس قد يتعرض لهزيمة فى الانتخابات المقبلة فى معقله بالضفة الغربية. وأكد الزهار حرص حماس على العلاقة مع القاهرة التى تعتبر الوكيل الحصرى لجميع الملفات الفلسطينية الفلسطينية، والفلسطينية الإسرائيلية، كما يرى الزهار. لكن زيارة رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إلى قطر، قبيل موعد التوقيع الذى حددته منتصف الشهر الحالى متزامنا مع طلب حماس مهلة إضافية، فضلا عن التواصل مع إيران عبر رسائل فى نفس الوقت من قيادات فى الحركة بطرق كشفت عنها مصادر مطلعة فى القاهرة ترى أنها طرق غير إيجابية وغير مسئولة من الحركة وتعيد إلى الواجهة أن حماس لا تمتلك الإرادة السياسية اللازمة لاتخاذ قرار وطنى منفرد بإرادتها المستقلة. وفى هذا السياق يقول الزهار: «إن هناك أطرافا لم يسمها لديها الرغبة فى تسميم تلك العلاقة التى تحرص عليها الحركة، فالاتصالات مع القاهرة مستمرة، ولم تتوقف حتى اللحظة، وهناك اتصالات مستمرة، واليوم كانت هناك اتصالات مع المسئولين فى مصر، لتحديد الموعد الجديد لوفد حماس، ونحن قادمون إلى مصر، وليس صحيحا أن القاهرة أنذرتنا أو مارست علينا أى نوع من الضغوط. وأضاف الزهار «أما الحديث عن قطر وطهران.. فنحن كحركة تحرر وطنى يفترض أن علاقتنا بجميع الأطراف جيدة، ولا نخسر أحدا، وهذا الوضع ليس جديدا، فالثورة الجزائرية على سبيل المثال كانت تساندها كل الدول العربية، لكن مصر كانت تقدم لها المساندة والدعم بشكل خاص.. إنما من يقولون إن قرارنا ليس من رأسنا هم يريدون أن يسقطوا مواقفهم على الآخرين.