منذ بدأت الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد قطاع غزة لم يظهر القيادى فى حركة حماس محمود الزهار إلا مرة واحدة عبر تسجل تليفزيونى تم بثه فى الأيام الأولى للحرب. بعد انتهاء الحرب، لا يعرف أحد مصير محمود الزهار حتى الآن. هذا ما كتبته صحيفة معاريف الإسرائيلية أمس، متسائلة عن مصير واحد من أهم قيادات حركة حماس فى قطاع غزة. وهل أصيب فى غارة إسرائيلية، أم غادر قطاع غزة لأسباب غير معروفة. «معاريف» نشرت فى صدر صفحتها الأولى تقريرا موسعا عن لغز اختفاء الدكتور محمود الزهار. وقالت إن السؤال الأكثر إلحاحا فى القطاع منذ انتهاء حملة «الرصاص المتدفق» هو: «أين اختفى محمود الزهار؟ وقد انتشرت الأسبوع الماضى أنباء تفيد أن الزهار تعرض للإصابة أثناء الحملة العسكرية، وتم نقله للعلاج فى القاهرة، لكن المصريين نفوا تلقيه العلاج فى مصر. «بن كاسبيت» المحرر السياسى بالصحيفة نقل عن مصادر دبلوماسية غربية أن الدكتور «محمود الزهار» هرب من قطاع غزة إلى مصر مع بداية القصف الإسرائيلى للقطاع. وأن الزهار حلق لحيته حتى لا يتعرف عليه أحد، وما زال يختبئ فى مدينة العريش حتى اليوم. وأضافت المصادر الدبلوماسية الغربية أن هناك معلومات تفيد أن الزهار فر من قطاع غزة فى سيارة إسعاف أثناء الحرب على غزة. وأنه يقيم فى بيت والدته بمدينة العريش المصرية. والمعروف أن الزهار ابن لأب فلسطينى، وأم مصرية من محافظة العريش. وتشير معاريف إلى أن اختفاء محمود الزهار يلقى بتأثيره السلبى على الاتصالات الجارية بين مصر وحركة حماس فيما يتعلق بالتوصل لاتفاق تهدئة مع إسرائيل. كما يؤثر على اتصالات أخرى تجرى بين جهات مختلفة معنية بما يجرى فى المنطقة. وتوضح الصحيفة العبرية أنه لو ثبت أن الزهار غادر غزة أثناء الحرب دن سبب واضح، فقد يتعرض لهجوم من خصومه داخل حركة حماس، وفى السلطة الفلسطينية أيضا. يذكر أن محمود الزهار واحد من أبرز قيادات حركة حماس داخل غزة. وتعرض لمحاولة اغتيال إسرائيلية عام 2003 أدت لإصابته بجروح، وإلى مقتل ابنه البكر خالد، وحارسه الشخصى، شحاتة يوسف الديرى حيث وصلا كأشلاء إلى مستشفى الشفاء بغزة. وفى يناير 2008، استشهد نجله الثانى حسام (22 عاماً) ضمن سبعة عشر شهيدا وأكثر من خمسة وأربعين جريحا أثناء تصديهم لتوغل القوات الإسرائيلية شرق غزة. ومن جانبها، نفت حركة « حماس» ما نشرته الصحيفة الإسرائيلية، وقال وزير الثقافة الفلسطينى السابق فى حكومة «حماس» الدكتور عطاالله أبوالسبح إنه «لو كان هذا الخبر صحيحا لأعلنت عنه الحركة بكل وضوح، ولعلم الأمن المصرى بوجوده»، مشيرًا إلى أن والدة الزهار على قيد الحياة فى الإسماعيلية، و«لا يمكن» أى يخفى خبر وجود الزهار فى بيتها على الأمن المصرى، أو حتى على جيران والدته لأنه «لا يرتدى طاقية الإخفا وليس لديه خاتم سليمان للاختفاء عن أعين الجميع،» على حد تعبيره.