في عالم كرة القدم قلما تجد لاعبا موهوبا ويمتلك امكانات فنية رفيعة ولا يختلف علي كفاءته اثنان ومثل هؤلاء اللاعبين لا نجدهم كثيرا وعندما يتخذون قرارا بالاعتزال فانهم يتركون في نفوس محبيهم كثيرا من الحزن. وسوف يشهد هذا العام اعتزال موهبتين تركا بصمات واضحة في الملاعب الخضراء وصنعا انجازات كبيرة لبلادهما ولانفسهما وهما زين الدين زيدان الفرنسي وبافل نيدفيد التشيكي. والغريب ان اللاعبين كانا قد أعلنا اعتزالهما من قبل ولكنهما تراجعا عنه بعد ان تعثرت منتخباتهما في مشوار تصفيات كأس العالم واضطرا لتلبية نداء بلادهما لحين انتهاء البطولة الكبري ثم اعتزال اللعب الدولي مرة اخري. زيدان أحد أكبر اساطير كرة القدم منذ اختراعها وافضل لاعب في العالم ثلاث مرات وثالث افضل لاعب في تاريخ اللعبة بعد بيليه ومارادونا، قائمة انجازاته مليئة وحافلة بالبطولات ومعروفة للجميع. اتخذ زيدان قراره بالاعتزال بعد الفشل الكبير لمنتخب فرنسا في بطولة العالم بكوريا واليابان وخروجها غير المتوقع من الدور الاول بل وهزيمتها من منتخب السنغال المتأهل لأول مرة في تاريخه في مباراة الافتتاح بهدف احرزه العملاق بوبا ديوب، بعد الخروج المهين اعتبر زيدان نفسه انه احد الاسباب الرئيسية في هزيمة منتخبة وانه خيب كل الآمال التي عقدتها عليه الجماهير الغفيرة ولذا اتخذ قراره الصعب وشاركه في ذلك كبار نجوم منتخب الديوك الزرق امثال ليليان تورام وباتريك فييرا وسيلفان ويلتورد باستثناء تيري هنري. وجاء هذا القرار ليجعل الجماهير الفرنسية تقوم لأول مرة بمظاهرات امام مقر الاتحاد الفرنسي في باريس عندما تعثر منتخب بلادهم بشدة امام منتخبات ضعيفة في مباريات التصفيات مطالبين برجوع نجومهم الكبار الي الصفوف وبالفعل كانت لعودة هؤلاء اللاعبين مفعول السحر في تأهل فرنسا للنهائيات بعد ان كانت علي اعتاب التخرج. زيدان يبكي وفي حديث لزيدان مع مجلة "أونز" الفرنسية الشهيرة أكد ان لحظات مطالبة الجماهير لعودته بهذا الشكل الرائع جعلته يبكي من شدة التأثر بالموقف واستشعاره بمدي حب الجماهير له وشعبيته الجازفة لديهم فلم يستطع رفض طلبهم لتولي مهمة الانقاذ الصعبة. نيدفيد وفي التشيك نجد ان قيمة نيدفيد لا تقل ابدا عن قيمة زيدان في فرنسا او رونالدينهو في البرازيل لانه ببساطة لاعب من الذين تتمتع بكل لمسة من لمساتهم الحساسة للكرة والدليل انه في السنوات الثلاث الاخيرة قد حصل علي كأس أفضل لاعب في التشيك ولقب افضل لاعب في أوروبا عام 2003. وعن أهميته البالغة يقول كارل بروكنر المدير الفني لمنتخب التشيك: "كنت قلقا للغاية من ان يرفض نيدفيد العودة لصفوف الفريق بعد تأهلنا للنهائيات انه من نوعية اللاعبين الذين تبني عليهم كل خططك التكتيكية وغيابه يعني ذهاب القوة الضاربة للفريق. ويقول بافل: "استطيع القول ان منتخبنا يستطيع الآن الفوز بكأس العالم عن جدارة واعرف ان الكثير سيقولون انني جننت ولكني واثق من ذلك والدليل انه كان بامكاننا الفوز ببطولة الامم الاوروبية لولا اصابتي الشديدة في المركبة التي خرجت بسببها في منتصف المباراة امام اليونان ومعها هبطت كل معنويات اللاعبين. الاستراحة مطلوبة ويقول نيدفيد: "اشعر انني بعد اداء واجبي نحو بلادي في المانيا 2006 علي ان استريح واتفرغ لعائلتي ولاطفالي الصغار الذين وعدتهم بأخذهم في رحلة حول العالم في اليخت الفاخر الذي اشتريته مؤخرا مع صديقي الحميم في الفريق كارل بوبورسكي بعيدا عن اضواء الشهرة والنجومية". يذكر ان نيدفيد - 33 عاما - قد تعاقد مع التليفزيون الايطالي للعمل كمعلق علي مباريات رياضة هوكي الجليد التي يعشقها انطلاقا من عام 2007 بعد انتهاء مباريات كأس العالم وكان اللاعب قد مدد تعاقده مع نادي يوفنتوس الايطالي الي عام 2008 بمبلغ 5 ملايين يورو في الموسم وكان بافل قد انتقل لليوفي موسم 2001 قادما من لاتسيو الذي كان اول ناد يلعب له خارج التشيك في موسم 1996 التي لعب لاثنين من انديتها هما دوكلا وسبارتا براغ علي الترتيب. وكان قد حقق مع الاندية الايطالية بطولة كأس الاتحاد الاوروبي وكأس السوبر الاوروبي مرة والسوبر الايطالي اربع مرات وسبعة ألقاب دوري ممتاز.