قرار اعتزال كرة القدم يعتبر من أصعب القرارات علي أي لاعب في العالم.. ورغم ذلك يري بعض النجوم أن هذا القرار يكون بمثابة فرصة ذهبية لتخليد ذكراهم في الملاعب عندما يقدمون علي اتخاذ هذا القرار وهم في سن صغيرة نسبياً. والسر وراء إقدام النجوم علي الاعتزال المبكر هو حرصهم الشديد علي الخروج من عالم الساحرة المستديرة وهم في أوج تألقهم حتي يتركوا ذكري طيبة في نفوس محبيهم وعشاقهم حول العالم. ولكل منتخب أوروبي شهير وعريق لاعب يضع عليه الجميع آمالاً عريضة وينتظرون منه الإبداع قبل أي مباراة حتي لو تواجد حوله لاعبون كبار ونجوم، وهذا اللاعب يخطف قلوب الجماهير الذين يناصرون بلادهم بكل وطنية ولذلك هؤلاء اللاعبون دائما يتسمون بالذكاء والاعتزال دولياً مبكراً وهم في قمة النضج حتي يحظوا بنفس الحب من كل أبناء الوطن. وفي هذا الإطار أفردت صحيفة «ميرور» البريطانية تقريراً تحت عنوان «العشرة الأبرز» حول الوجه الآخر للنجوم الذين اعتزلوا دولياً في قمة المجد والشهرة والتألق. وافتتحت الصحيفة تقرير «العشرة الأبرز» في المعتزلين دولياً باللاعب الهولندي الكبير يوهان كرويف، حيث ذكرت أنه كان أفضل لاعب في أوروبا عندما قرر الاعتزال دولياً والابتعاد عن منتخب الطواحين الحمراء حيث أخذ هذا القرار وهو في الثلاثين من عمره بعد أن ساعد هولندا في بلوغ نهائيات كأس العالم عام 1978. وكان السبب الرئيسي وراء اعتزال كرويف هو اختلافه مع الديكتاتورية العسكرية آنذاك والتي كانت قائمة في البلد المضيف إلا أنه بعد ثلاثين عاماً كشف أن القرار جاء بسبب أنه وأسرته كانوا هدفاً لإحدي العصابات التي هددتهم بالخطف في برشلونة. أما النجم الإيطالي فرانشيسكو توتي فقد اكتفي بتتويجه ببطولة كأس العالم في ألمانيا عام 2006 ليتفرغ لمباريات فريق العاصمة الإيطالي روما عندما قرر أن ينهي مسيرته مع المنتخب الإيطالي وما ساعده في ذلك هو أنه يحظي بحب واهتمام جماهير روما حيث إنهم يلقبونه بملك روما أو حاكم روما. وعندما أخذ توتي قرار الاعتزال الدولي قال في تصريح تليفزيوني بصوت يائس «هذا أقبح قرار اتخذته في حياتي لأنني اتخذته لأسباب بدنية وليس من أجل شيء آخر كما يفهم البعض، أنا آسف فالصحة أهم شيء بالنسبة لي». وتحدثت الصحيفة البريطانية عن تقاعد العملاق الفرنسي زين الدين زيدان من المنتخب الفرنسي في نهاية عام 2004 بعد الهزيمة من اليونان في ربع نهائي بطولة أوروبا والتي فازت بها اليونان إلا أن القرباء من الأسطورة الفرنسية أقنعوه بالعودة للعب مع منتخب الديوك مجدداً. وبالفعل عاد زيدان ليقود المنتخب الفرنسي في كأس العالم وقدم واحدة من أفضل البطولات التي خاضها مع المنتخب الفرنسي وساعد الفريق أن يصل للمباراة النهائية قبل أن يخسر أمام إيطاليا بضربات الجزاء ويخرج اللاعب الفرنسي صاحب الأصول الجزائرية مطروداً من الملعب. وكانت آخر لقطة لزيدان في الملاعب هي عندما ضرب المدافع الإيطالي ماتيراتزي ونال الكارت الأحمر ليودع كرة القدم بشكل سيئ إلا أنه بعد ذلك أوضح سبب ضربه للمدافع الإيطالي الذي سب والدته وهو ما جعل حب زيدان في قلوب الجماهير يزيد نظراً لأنه لم يخش أحداً ودافع عن أسرته. وذكر الموقع سبعة لاعبين آخرين تحدوا أنفسهم واستمروا في مشوارهم الكروي الطويل وأنهوه في قمة تألقهم فاحترمهم التاريخ وذكرهم دائما وهؤلاء اللاعبون هم راين جيجز الذي اعتزل دولياً وهو في سن الرابعة والثلاثين واللاعب جيمي كارجير الذي اعتزل في سن التاسعة والعشرين. ومن النجوم الكبار الذين اعتزلوا دولياً في سن مبكرة النجم الإنجليزي العظيم ألان شيرار الذي أنهي مشواره مع الإنجليز في عامه التاسع والعشرين بالإضافة إلي بول سكولز الذي اعتزل في عامه الثلاثين بالإضافة إلي روي كين وفيرجسون وبيتروف. محمد أبوالليل