يبدو أن مسلسل الاستقالات في الحزب الوطني لن يتوقف عند استقالة الدكتور اسامة الغزالي حرب أو محمد علام الأمين المساعد بسوهاج، فقد أبدي قياديون بارزون آخرون في لجنة السياسات رغبتهم في الاستقالة الا أنهم رهنوا اتخاذ هذا القرار في ضوء النتائج التي سوف يسفر عنها الاجتماع المقبل للجنة السياسات، وعما إذا كان سيتم الاتفاق خلاله علي آلية جديدة تسمح للاعضاء بدور فاعل في رسم السياسات أم لا. وقد فجر الدكتور محمد السعدني عضو أمانة السياسات والقيادي البارز في اللجنة منذ تأسيسها مفاجأة حينما قال ل "نهضة مصر"، إن استقالته في جيبه وسوف تخرج في الوقت المناسب واستدرك قائلاً: ان الاجتماع المقبل للجنة السياسات سوف يمثل مهلة أخيرة بالنسبة لاستقالتي.. ولن أقبل بعد اليوم أن "أكون مجرد ديكور" في لجنة السياسات علي حد قوله! وقال: ان الاجتماع المقبل للسياسات سيكون اجتماعاً حاسماً بالنسبة لي ولاعضاء كثيرين يفكرون ايضا في تقديم استقالاتهم ان لم يتم تغيير أسلوب العمل داخل الحزب. مؤكداً أن سياسة الحزب الحالية هي "الطناش" علي حد قوله وعدم التفاعل مع مايجري في الداخل او الخارج. في غضون ذلك قالت الدكتورة هالة مصطفي عضو لجنة السياسات ان المرحلة المقبلة مهمة للغاية بالنسبة للعمل في الحزب مؤكدة ضرورة ان يكون للاعضاء دور فاعل واحترام افكارهم ومقترحاتهم ولابد أن يتم السماع إليهم في جميع القضايا التي تطرح للنقاش وتؤخذ في الاعتبار. واكدت انه سيتم اجراء حوار صريح وواضح مع جمال مبارك حول هذه المشاكل وبناء عليه يتم وضع خطة التحرك في المرحلة المقبلة. ورغم اعتراف الدكتورة هالة مصطفي بمعارضتها لما يحدث في الحزب الوطني وامانة السياسات الا انها استبعدت تقديم استقالتها في الوقت الحالي، واكدت تمسكها بآرائها المعلنة والتي كان آخرها المقال الذي كتبته في صحيفة "واشنطن بوست" الامريكية وانتقدت فيه سيطرة الحزب الوطني علي الحياة السياسية في مصر وتدخل الاجهزة الامنية في مناحي الحياة حتي الوظائف الحكومية. وفي أول رد فعل علي استقالة محمد علام أمين مساعد الحزب الوطني وأمين التنظيم بمحافظة سوهاج تقدم اكثر من عشرين نائباً من اعضاء مجلسي الشعب والشوري بمذكرة ثلاثية إلي صفوت الشريف الأمين العام للحزب وأحمد عز أمين التنظيم وجمال مبارك الأمين المساعد وأمين السياسات يطالبون فيها بالابقاء علي الدكتور أحمد عبد العال دردير أمين الحزب بسوهاج مؤكدين استقرار الأوضاع في القواعد الحزبية وأن دردير هو افضل الاسماء التي يمكن ان تدير الامور هناك خلال الفترة القادمة وأشار نواب مثل رجل الاعمل أحمد قورة وأشرف البارودي إلي أنهم يتمسكون بأمين الحزب علي الرغم من أنه كان يعمل ضدهم في الانتخابات التي خاضوها علي قائمة المستقلين، وذلك مساندة منه لمرشحي الحزب.