مسرح الهواة.. ذلك الكيان القائم بذاته.. الممرد بأقانيم الحياة والمفعم بالرغبة في الطفو فوق صفاقات القطاع الخاص أحياناً وأخري تعنت القطاع العام.. إنه ينحت لنفسه طريقاً ممرجاً بالحرية بين صخور القهر واليأس واللامبالاة! ولعل شعار مهرجان المسرح العربي هذا العام "مسرح عربي.. لمواجهة التحديات" يسعي لتكريس مفاهيم وقيم مسرحية راقية تسعي إلي الرقي بالمسرح سواء علي المستوي المحلي أو العربي.. ويقول د. عمرو دوارة: إن هذا المهرجان يتميز بمذاق خاص وجديد عن الأعوام السابقة.. ففي العام الماضي اشتركت سبع فرق من فرق الهواة وأصبح عدد الفرق الآن اثنتي عشرة فرقة، وقد أهدينا المهرجان للراحل ألفريد فرج ابن المسرح الكلاسيكي وشهداء محرقة بني سويف.. ولعلنا حاولنا رد الجميل لهؤلاء الذين جعلوا من أنفسهم معبراً.. بأن جعلنا أول عرض مسرحي لفرقة السويس وذلك في الافتتاح وهو بعنوان "البرش بيضحك ليه" كما أن العرضين المستضافين هما من عروض الثقافة الجماهيرية.. محمد طلبة من بني سويف والثاني من الإسكندرية نادي الأنفوشي وهذا العرض من تأليف الراحل الشاب "مؤمن أحمد". وكما يقول د. عمرو دوارة عن كيفية اختيار المكرمين من الفنانين المصريين والعرب أن اللجنة العليا لها معايير محددة في اختيار المكرمين وهي ألا يكون قد سبق تكريمه من خلال مهرجان الجمعية السابقة وأن يكون له دور مؤثر وفعال في الحركة المسرحية بصفة خاصة ومسرح الهواة أو الفن بصفة عامة، وأن يكون قدوة حقيقية في سلوكه والتزامه بالفن ونريد أن نؤكد علي أنه برغم افتتاح المهرجان أثناء مباراة الأهلي والزمالك إلا أن الإقبال كان شديداً وملحوظاً مما يدل علي أن الأمل في المسرح مازال موجوداً وأن الجمهور لا يزال متعطشاً للفن الجاد وأيضاً هناك حس الانتماء الوطني والعربي.. ويقول أيضاً: أريد أن أؤكد علي أننا نقوم بعمل أنشطة عديدة من خلال فعاليات المهرجان.. منها التكريم، والعروض، الندوات، اللقاءات الفكرية، النشرات التي تعرف بالأنشطة التي تقدم علي هامش المهرجان.. والمهرجان نفسه. وبخصوص المكرمين يتم تكريم عشر شخصيات مصرية تمثل جيل الريادة والتميز من فناني المسرح المصري والذين بتكريمهم يعطون القدوة والمثال وهم: يحيي الفخراني، كريمة مختار، فاروق الفيشاوي، نادية رشاد، د. حسن عبدالحميد، عايدة كامل، د. نجاة علي، أحمد راتب، نوال أبوالفتوح، حمزة الشيمي. ولا يقتصر التكريم علي الرواد المصريين فقط بل يمتد ليشمل معظم الخريطة الإبداعية للمسرح في الوطن العربي، فيكرم كل من: وليدإخلاصي، ناقد ومؤلف -سوريا- أنطوان ملتقي المخرج والباحث -العراق-، منقذ السريع المخرج ورئيس مسرح الخليج -الكويت- كلثوم، ممثلة قديرة -الجزائر، عبدالله رضوان مؤلف مسرحي -الأردن، د. حسن قرفال مخرج وباحث مسرحي -ليبيا، المنصف السويسي مخرج قدير -تونس، د. حسن المنيعي، الاستاذ الأكاديمي والمؤلف المسرحي -المغرب، غانم السليطي، الممثل والمخرج المسرحي -قطر، وأخيراً مكي سنادة من السودان، وقد استضاف المهرجان عشرة عروض عربية، منها ثلاثة للعراق واثنان للجزائر، أما عروض العراق فهي: "أنا في الظلمة أبحث" لفرقة محترف بغداد، تأليف وإخراج د. عواطف نعيم، و"بيادق" تأليف مثال غازي وإخراج عماد محمد، الفجر في اليوم السابع "للوطنية للتمثيل"، تأليف مثال غازي وإخراج سنان الغزاوي، أما عرض "المرأة في اليوم الثالث" فهو لفرقة طقوس من الأردن، وفرقة نقابة الفنانين بحمص تعرض المطرود.. أما مسرح دبا الحصن بالإمارات، فيقدم عرض "مرادية" من تأليف سالم الحناوي وإخراج أحمد الأنصاري، كما تقدم جمعية ذكاء الغد عرض "الريح في الشباك".. وهو عرض جزائري من تأليف رشيد عياد وإخراج أية الحاج سليم، أما العرض الثاني للجزائر فهو "الجنة علي الرصيف" لمسرح تعاونية سطيف تأليف عبدالله ونوس وإخراج كريم بودشيش.. أما المغرب فتشترك بعرض "الناس والحجارة" لعبدالكريم برشيد وإخراج يوسف الريحاني لفرقة مسرح الأفق.. أما العروض المصرية فهي التي اختارتها لجنة المشاهدة من عشرين عرضاً ومعظمها مأخوذ عن روايات لكبار الكتاب سبعة عروض هي: سواقي الخوف لفرقة رحيل، الطوق والأسورة لفرقة المصراوية، وفنتازيا لفرقة اختراق، البرش بيضحك ليه لفرقة السويس. أما العرض الخامس فهو "للبيع" لفرقة أرض الفيروز وأن تكون آدم الحكيم والقلع والصاري. وتقام الندوات علي هامش العروض لمناقشة كل عرض علي حده بالمشاركة مع الجمهور. ومن أهم فعاليات المهرجان هذا العام تشكيل لجنة تحكيم عربية من الأساتذة د. حبيب غلوم الامارات، د. حسن رشيد قطر، د. عبد الحكيم بن سينا المغرب، د. محمد العوني تونس، د. مراد جغري الجزائر، فتحي كحلول ليبيا، علي مهدي السودان أمل عبد الله الكويت، د. هاني مطاوع، ندي بسيوني. مصر وقد افتتح المهرجان بكلمات د. سامح مهران د. عمرو دوارة الفنان عصام عبد الله والناقد أحمد عبد الرازق ابو العلا.. ثم تلا ذلك تكريم الفنان يحيي الفخراني ونبيل خلف يوصف مسرحيته "آه ياغجر" أحسن عرض خاص لعام 2005/2006 ثم غني علي الحجار وابدع في اغنيات رددها معه الجمهور "عنوان بيتنا.. مش عارف ليه، هنا القاهرة ثم انتهت فعاليات اليوم الاول بعرض "البرش بيضحك ليه" وهو عرض يعتمد في المقام الأول علي الفلكلور المصري.. وقد تفاعل الجمهور مع العرض وتأكدوا جميعاً ان لكل منا برش.. نسجن احلامنا وافكارنا من خلاله او نطلقها! من كواليس المهرجان بكت الفنانة القديرة عايدة كامل حينما تم تكريمها وتحدثت بصوت متهدج وابدت استعدادها للمشاركة في اي عرض مسرحي هادف ونبيل. الناقدة المسرحية آمال بكير التي كرمها المهرجان في اليوم الثالث ابدت انزعاجها الشديد لتأخير التكريم بسبب تأخر د. حسن عبد الحميد.