لم يكن الاعلام بعيدًا عن حالة الذعر الذي تعيشه مصر حاليًا بعد الاعلان عن اكتشاف حالات الاصابة بمرض أنفلونزا الطيور "حيث" أعلن انس الفقي وزير الاعلام علي الفور حالة الطوارئ داخل مبني ماسبيرو واعقب هذا اجتماعات متواصلة للجنة السياسات الاعلامية التي يرأسها الوزير وتضم في عضويتها كلاً من: أحمد انيس رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون ورؤساء القطاعات المختلفة، حيث أكد الوزير "الفقي" وفي أول اجتماع للجنة علي أهمية اعتبار الحدث قضية قومية، وطالب بأن يتم وضع خطة محددة لتغطية الحدث بشكل مكثف ومن جميع جوانبه من أجل تقديم الخدمات الخيرية اللازمة لتوعية المواطنين درءًا للشائعات، كما طالب بضرورة إذاعة أي خبر متعلق بهذا الموضوع - بعد التأكد من صحته - بكل شفافية ووضوح لكسب ثقة المشاهد المصري حتي يتجاوب مع التعليمات التي يصدرها المتخصصون.. وقد اختار وزير الاعلام ناصر كامل رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ليكون المتحدث الرسمي لهذه اللجنة إلي جانب تأسيس موقع الكتروني للهيئة العامة للاستعلامات ليقدم جميع المعلومات الخاصة بأنفلونزا الطيور وتنمية الوعي الجماهيري بأسلوب مواجهة المرض والرد علي جميع التساؤلات والرد علي جميع التساؤلات الجماهيرية. وعلي الجانب الآخر أصدرت لجنة السياسات قرارًا حول كيفية التغطية الاعلامية لهذا الحدث، حيث رأت ضرورة أن تتم بطريقة مركزية أي انه غير مسموح لأي قناة أو شبكة إذاعية أن تذيع أو تعرض أي موضوع يتعلق بهذا الأمر مهما كانت تمتلك من معلومات دون الرجوع إلي اللجنة التي تنعقد بصورة مستمرة دون توقف، وذلك للتنسيق بين القنوات حتي لا يتكرر الضيوف ولا الأفكار.. إلي جانب التأكد من صحة المعلومات وذلك بالرجوع المستمر لوزارة الصحة والجهات المعنية منعًا لحدوث أخطاء، أو التأثر بالشائعات وهو الشيء الذي قد يؤدي إلي حدوث بلبلة واضطراب في الشارع المصري مثل الخطأ الذي كاد أن يقع فيه أحد رؤساء القنوات المحلية حينما تلقي معلومة من مصدر غير مسئول تفيد بنفوق عدد من الطيور في محافظة من المحافظات التي تغطيها القناة، وقبل أن يذيع رئيس القناة الخبر وصله قرار بضرورة الرجوع إلي لجنة السياسات أولاً وعلي الفور قام رئيس القناة المحلية بالاتصال بلجنة السياسات التي قامت بالاتصال بوزارة الصحة للتأكد من صحة الخبر، وكانت المفاجأة حينما أكدت وزارة الصحة أن نفوق هذه الدجاجات يرجع لاصابتها بمرض أنفلونزا الطيور وهنا كان القرار الفوري بعدم إذاعة الخبر أو مجرد التعرض إليه حتي لا تحدث بلبلة وفوضي في هذه المحافظة أو المحافظات المجاورة قبل أن يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة. وهنا رأت لجنة السياسات أن تنحصر التغطية في كل من قطاع الأخبار، والأخبار المسموعة والنيل للأخبار وعليها أن تمد القنوات - خاصة الأولي والثانية - والشبكات الاذاعية بالمعلومات والتغطية اللازمة من برامج وتنويهات، يأتي علي رأسها التنويه الخاص بتعريف مرض أنفلونزا الطيور وطرق الوقاية منه علي أن تتم التغطية بالرجوع أيضًا إلي اللجنة كما هو مقرر منذ البداية. أما بالنسبة للقنوات المحلية، ونظرًا لكونها قنوات خدمية فقد تقرر أن تقوم بمتابعة وتصوير كل مستجد وكل ما هو متعلق بمرض أنفلونزا الطيور ثم تعرضه علي اللجنة وبموافقتها تتم الاذاعة فورًا وهو ما حدث مع القناة الثالثة التي وضعت الجهات المعنية بتغطية الحدث وعلي رأسها قطاع الأخبار والنيل للأخبار في موقف حرج للغاية عندما نما إلي علم عادل المصري رئيس القناة الثالثة انه تم العثور علي ثلاثة طيور نافقة من فصيلة أبو قردان بجوار حديقة الحيوان فكان قراره الفوري بإرسال فريق عمل إلي موقع الحدث للتصوير وقام بابلاغ وزارة الصحة التي تأكدت من إصابة هذه الطيور بمرض انفلونزا الطيور وعلي الفور قام "المصري" بالاتصال بلجنة السياسة التي وافقت علي إذاعة الخبر فورًا ليعرض علي الثالثة حصريًا، ونتيجة لهذا قرر عادل المصري رئيس القناة الثالثة إطلاق فرق الطواريء، المشكلة لمواجهة مثل هذه الظروف والأزمات لتغطية الحدث كما أمر بضرورة تواجد فرق عمل في مستشفيات الحميات بإمبابة والعباسية وحلوان، وهي الجهات الوحيدة المنوط بها استقبال حالات الاصابة بمرض أنفلونزا الطيور في محاولة جادة لطمأنة الرأي العام، وهي الفكرة التي قوبلت بترحيب شديد من لجنة السياسات وعلي رأسها أنس الفقي وزير الاعلام وأحمد انيس رئيس الاتحاد وسوزان حسن رئيس التليفزيون التي ظلت في اجتماعات متواصلة مع عادل المصري يوم الجمعة - يوم الاعلان عن الخبر المشئوم - حتي منتصف الليل لمتابعة الموقف.