يجمع النقاد علي ان الانطلاقة التي شهدتها القصة القصيرة في امريكا اللاتينية مع نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين هي التي مهدت الطريق امام بزوغ نجم الرواية المعاصرة هناك وربما دليلهم علي ذلك ان معظم كتاب الرواية الذين اطلقوا عليها فيما بعد اسم "البوم" او "الانفجار" الذي بدأ خلال الستينيات بصدور رواية "مائة عام من العزلة" للكاتب الكولومبي جبرييل جارثيا ماركيز. تعتبر اكثر السنوات ابداعا في هذا المجال وادت الي بروز مدرسة جديدة في الكتابة الابداعية عرفت باسم "الواقعية السحرية". من هنا كانت اهمية كتاب "الطائر الازرق" الذي يضم احدث مختارات من القصة القصيرة في امريكا اللاتينية التي تقدمها دار "سنابل" في احدث اصداراتها بالقاهرة، في ترجمة للدكتور طلعت شاهين. مجموعة "الطائر الازرق" تضم اربعا وعشرين قصة قصيرة لاثني عشر كاتبا، منهم "روبين داريو" و"خورخي لويس بورخيس" و"جابرييل جاثيا ماركيز" و"خوليو كورتاثار" و"خوان رولفو" و"خوان كارلوس اونيتي" وغيرهم من كتاب تلك المرحلة الثرية في الابداع. حاول المترجم ان يمثل من خلال هذه المختارات القصصية الجديدة كتبا من جميع مناطق القارة الامريكية الجنوبية التي تنتشر اسماؤهم علي مساحة واسعة زمنيا تبدأ مع نهايات القرن التاسع عشر وحتي بدايات القرن الحادي والعشرين.