في تطور مهم اتهم سيناتور سويسري يجري تحقيقا في المزاعم بأن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA تدير مراكز اعتقال سرية غير مشروعة في أوروبا، إنه لا يشك في وجود تلك السجون. واتهم السيناتور ديك مارتي الولاياتالمتحدة بانتهاك حقوق الإنسان وهاجم البلدان الأوروبية لما وصفه بسلبيتها "المثيرة للصدمة" في مواجهة تلك الانتهاكات. ومن المقرر أن يرفع تقريرا تمهيديا للمجلس الأوروبي في 23 يناير الجاري. وقد رفضت الولاياتالمتحدة تأكيد أو نفي المزاعم بوجود معتقلات سرية. ونفت الولاياتالمتحدة اللجوء إلي التعذيب أو غض الطرف عن وقوع انتهاكات. وكان المجلس الأوروبي، الذي يعد الهيئة الأوروبية المسؤولة عن مراقبة أوضاع حقوق الإنسان، قد وكل مارتي بفتح التحقيق بعد ظهور تلك المزاعم في وقت متأخر من العام الماضي. الأمر المثير للصدمة هو السلبية التي رحبنا نحن جميعا، في أوروبا، بهذه الأشياء. وقال مارتي متحدثا إلي الصحفيين في سويسرا إنه مقتنع شخصيا بأن الولاياتالمتحدة باشرت أنشطة غير مشروعة في أوروبا تتعلق بنقل واحتجاز سجناء. ولكنه اعترف إنه لم يخرج بعد بأدلة ملموسة وقال إنه يتوقع أن يستمر التحقيق عاما آخر. وقال المحقق السويسري "السؤال هو: هل كانت سي آي إيه تباشر فعلا عمليات في أوروبا؟"، وقال "أعتقد أنه بمقدورنا أن نقول اليوم، ودون شك، نعم". وأضاف قائلا إن سياسة واشنطن "لا تحترم لا حقوق الإنسان ولا معاهدات جنيف". واستشهد بالأدلة عن قضية رجل الدين المصري والمشتبه بصلته بالإرهاب أسامة مصطفي حسن، الملقب أبو عمر، الذي يزعم أن عملاء من سي آي إيه اختطفوه من ميلانو عام 2003 ونقلوه جوا إلي مصر للتحقيق معه. "أعمال قذرة" كما انتقد مارتي أيضا الحكومات الأوروبية لعدم التحرك حينما بدا واضحا إنها تعرف عن السياسة الأمريكية. وقال "ليس من الممكن نقل أشخاص من مكان إلي آخر بهذه الطريقة دون أن تعرف أجهزة المخابرات عن هذا". وتابع قائلا "الأمر المثير للصدمة هو السلبية التي رحبنا نحن جميعا، في أوروبا، بهذه الأشياء". وأضاف "ينبغي أن يكون الأوروبيون أقل رياء وألا يغضوا الطرف. ثمة من يقومون بالأفعال القذرة في الخارج وهناك أيضا من يعرفون متي يغمضون أعينهم حينما ترتكب الأفعال القذرة". وقال مارتي إنه من الظلم استهداف رومانيا وبولندا بالانتقاد، وهما البلدان اللذان ورد اسماهما في التقارير الإعلامية عن مواقع محتملة لتلك المعتقلات. يذكر أن البلدين نفيا أي تورط لهما في تلك المزاعم. وقال مارتي إن الحكومات في أنحاء أوروبا "آثرت الصمت عمدا"، وإنه آن الأوان أن يقرر الأوروبيون ما إذا كانوا سيتحملون الأفعال غير المشروعة لسي آي إيه بعد الآن أم لا.