انتقد محقق سويسري أمس الأربعاء صمت الحكومات الأوروبية حول ضلوعها في برنامج السجون السرية الذي نفذته المخابرات المركزية الأميركية CIA. وقال ديك مارتي – بحسب الجزيرة - إنه متأكد أن حقيقة الانتهاكات التي اعتبر أن CIA ارتكبتها بما في ذلك عمليات الخطف والنقل السري للمعتقلين ستظهر قريبا وفي الولاياتالمتحدة الأميركية ذاتها. واتهم المحقق إيطاليا بمحاولة عرقلة محاكمة لضباط مخابرات في CIA وألمان بتهمة الاختباء خلف سرية الدولة معتبرا أن الولاياتالمتحدة ديمقراطية عفية ستظهر الحقائق الصادقة فيها إن عاجلا أم آجلا. وقال مارتي أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا الذي يعد المنتدى الرئيسي لحقوق الإنسان بالقارة سرية الدولة غير مقبولة عندما تكون هناك انتهاكات لحقوق الإنسان. وأضاف في نقاش حول تقرير صدر في الثامن من يونيو اتهم فيه بولندا ورومانيا بالسماح ل CIA بإقامة سجون سرية على أراضيهما قابلنا جدارا من الصمت من جانب الحكومات الأوروبية. وتنفي الدولتان بشدة اتهامات مارتي، كما وجه برلمانيون منهما انتقادات لمارتي خلال النقاش مع وصف التقرير بأنه "قصة خيالية. وبنى مارتي تقريره على مقابلات مع أكثر من 30 مسؤولا أوروبيا ومن CIA لكن بولندا ورومانيا رفضتا استنتاجاته لأنه لم يكشف عن أي من مصادره. ودافع المحقق عن عدم الكشف عن هوية شهوده قائلا إن مصادره بحاجة لحماية لأنهم سيواجهون اتهامات بالخيانة العظمى في بلادهم إذا كشفت هوياتهم. يُذكر أن الرئيس الأمريكي جورج بوش كان اعترف في سبتمبر الماضي بأن CIA احتجزت كبار المشتبه في أنهم من القاعدة في مراكز احتجاز سرية خارج أراضيها لكنه لم يكشف أسماء البلدان التي استضافت تلك السجون. وقال مارتي إن واشنطن حصلت على معلومات بالغة الأهمية من استجواب هؤلاء المشتبه فيهم فيما تنفي واشنطن تعذيب السجناء أو تسليمهم إلى دول تمارس التعذيب.