إن كان عام 2005 قد شهد صعودا للمجتمع المدني وبدا وكأنه نجم العام الأول فإن جميع المؤشرات تؤكد أنه سيظل نجما خلال عام 2006، وسيخطو المجتمع المدني المصري خطوات واسعة للأمام علي طريق نشر ثقافة الحرية وحقوق الإنسان وقبول الآخر وإعلاء قيم المواطنة والتسامح. ففي رأيي سوف يكتسب المجتمع المدني خلال العام الجديد والأعوام التي تليه قوة أكبر وتستطيع منظماته التغلغل أكثر داخل المجتمع وتخوض في مشكاله وتندمج أكثر مع مواطنيه وهمومهم، كما سيقابل ذلك اتساع قاعدة الاعتراف الرسمي من الحكومة بأهمية المجتمع المدني وشرعية منظماته وستعترف الحكومة بأن المجتمع المدني هو شريك في التنمية وليس خصما، وان كنا نأمل أن يتحقق ذلك فعلا وأن تعمل عليه الحكومة بالفعل وتقوم بإشراك المجتمع المدني في عملية التنمية باعتباره شريكا. وإن خرجنا بعيدا عن النظرة المقتصرة عن المجتمع المدني فسنجد أن بدايات عام 2006 ستشهد انتخابات محلية إن لم تقم الحكومة بتأجيلها، وأعتقد أن هذه الانتخابات ستشهد حالات عنف وبلطجة نتيجة الاحتقان الذي يعاني منه المجتمع المصري والحياة السياسية وهذا ما يتطلب مصالحة وطنية ووضع قواعد منظمة للانتخابات واعترافا بأحقية المنظمات في المراقبة دون تدخل من الحكومة أو منع من الأمن وهذا ما نتوقع حدوثه خاصة أن الوضع بات لا يتحمل استمرار الاحتقان أكثر من ذلك.