في الصين يأكلون كل شيء ويستثمرون كل شيء مما خلقه الله في البر والبحر والجو! الله لم يخلق شيئا عبثا وبالبحث العلمي الذي نجيد تجاهله واجتنابه يمكن تحويل ما نراه ضارا الي شيء شديد النفع، والا ما جدوي العقل الذي وهبنا الله اياه?!! ولانني انتمي الي بورسعيد درة المدن الساحلية المصرية ووردة الشواطئ الغابرة فإنني ادرك جيدا كيف تحولت هواية السباحة بالبحر من قمة متع الانسان الي ذروة العذاب بسبب ظاهرة القناديل اللعينة التي باتت تغزو شاطئنا الاثير اسرابا وجحافل وكأنها طير ابابيل تأتي من سجيل والمصطافون يضربون اخماسا في اسداس والمسئولون في حيرة.. تارة تتفتق اذهانهم عن اقامة شباك تحجز القناديل وتمنع اذاها وتارة اخري يعلنون عن عرض ياباني مغر لاقامة مشروع غذائي للانسان والحيوان من لحوم القناديل الشهية وافرازاتها وفي الحقيقة لا حدث هذا ولا ذاك حتي فقد الشاطئ الذي كان محط انظار المشاهير بريقه واصبحت السباحة به ضربا من ضروب المخاطرة التي تستوجب وجود طبيب واسعاف ومواد طبية تهدئ من روع المصابين بلسعات القناديل المبرحة! كانت قناديل البحر في الزمن الماضي ابان حقبة الخمسينيات من القرن الماضي والستينيات امرا نادرا وكان القنديل يختار الاجزاء الحساسة من الرجال - علي وجه التحديد - اما الان فقد توحشت القناديل وصارت تضرب كل اجزاء الجسم بلا تمييز ليخرج المصطاف وقد نال علقة ساخنة من تلك التي لقنها جنود الامن المركزي لطلبة الجامعة اثناء مظاهرات المطالبة بعام الحسم!! والشيء بالشيء يذكر ننتقل الي ظاهرة القروش المفترسة التي تهاجم بين الفينة والفينة السائحين الاجانب بشواطئ البحر الاحمر وعلي رأسها (شرم الشيخ) جنة مصر الواعدة وموضع الحسد من كل شعوب الارض.. فمن مؤمن بنظرية المؤامرة وان اسرائيل وراء هذه الظاهرة لضرب السياحة المصرية وخنق الشباب المصري بمزيد من البطالة وتجفيف احد الموارد الرئيسية للاقتصاد المصري ومن قائل ان بعض السفن ألقت بخراف نافقة جعلت القروش الوديعة اكثر تعطشا للدماء واكل اللحوم بدلا من الاسماك الصغيرة وانا اميل الي التفسير الثاني لان القناديل لم تزد اعدادها في بورسعيد الا بعد إلقاء احدي السفن العابرة للقناة بخراف نافقة ظلت تظهر علي صفحة المياه بمصيف بورسعيد لعدة اشهر وكان ذلك في عهد المحافظ الاسبق محمد سامي خضير!! ان ظلالا من الشك وعلامات الاستفهام تدور حول الخراف النافقة واحتمال كبير بأنها وراء ظاهرة توحش القناديل وتوحش القروش ويتعين علي علماء البيئة وخبراء البحار ان يحسموا لنا هذا الجدل الدائر والوضع الحائر!! كما يتعين علي المسئولين عن الرفق الملاحي وسائر موانئ مصر امتلاك آليات ولوجستيات واجهزة مراقبة للحيلولة دون استهتار ملاك السفن الاجنبية بحرمة مياهنا وشواطئنا التي اصبحت مستباحة من كل لون وجنس!!